U3F1ZWV6ZTM1MDgwNzg5ODg1MDQyX0ZyZWUyMjEzMTk5NTcyNTU4MA==

أكــــــــــــــــــــــــــذوبة الأبراج

الحجم

ما هي صحة الأبراج؟ وما هي التأثيرات الممكنة من تلك المجموعات النجمية؟ وهل أنتم متأكدين أصلاً من أنكم وُلدتم في تواريخ أبراجكم الفلكية التي تعرفونها اليوم! إذ أن الأبراج أصبحت 13 برجاً!
• من أين أتت الأبراج؟
عند اكتشاف الأبراج قديماً، وخلال عامٍ واحدٍ، قَدَّر المُنجمون بأن الشمس تحتاج إلى شهرٍ كاملٍ للمرور في كلٍ من الأبراج الاثنا عشر، وبما أن محيط الدائرة كما هو معلوم 360 درجة، فعلى كل برج أن يشغل 30 درجةً من القبة السماوية عبر دائرة البروج، ويُقدر بدايةُ استخدام المنجمين للأبراج منذ 600 عام قبل الميلاد، وحُدد يوم الاعتدال الربيعي الذي يتقاطع فيه مدار الشمس مع خط الاستواء السماوي، أي أول يوم من فصل الربيع في نصف الكرة الشمالي، كنقطة البداية ليكون برج الحمل هو نقطة الصفر في دائرة البروج أو ما يسمى "النقطة الأولى من الحمل"، ليشمل هذا البرج أول 30 درجة ومن بعده يأتي برج الثور ليشمل الدرجات من 30 إلى 60 والجوزاء من 60 إلى 90...إلخ، وهكذا حتى تكتمل الأبراج الاثنا عشر.
• ما هو الخطأ الذي وقع فيه المنجمون؟
"الحركة البدارية" (precession) لم تكن معروفة حينها لدى قدماء المنجمين، وهي حركة تنتج عن تفلطح الأرض وتأثير جاذبية القمر والشمس عليها، فتتمايل الأرض باستمرار وفق شكلٍ مخروطيٍ حول محورها لتُتم دورةً كاملةً كل 25800 عام، تدعى تلك الحركة بالحركة البدارية أو المداورة، وخلال ال2500 عامٍ الماضية قد سببت هذه الحركة انزياح نقطة التقاطع ما بين خط الاستواء السماوي وما بين مدار الشمس، لتتحرك غرباً بحوالي 36 درجة، أي ما يقارب انزياح الأبراج من مواقعها لمدة شهرٍ كامل.
نتيجة لذلك، فإن من وُلدوا بين 21 آذار/مارس وما بين 19 نيسان/ابريل من الخطأ أن يعتبروا أنفسهم من مواليد برج الحمل، لأننا اليوم نعلم تماماً أن الشمس لم تعد ضمن كوكبة الحمل في معظم هذه الفترة (نتيجةً للحركة البدارية) بل ستكون ما بين 11 آذار/مارس و18 نيسان/ابريل في برج الحوت! والمدهش أكثر أن من ولد ما بين 29 تشرين الثاني/نوفمبر و17 كانون الأول/ديسمبر سيكون من مواليد برجٍ فلكيٍ لم يُكتب عنه يوماً في أي مجلة أو يسمع به على لسان أي منجم في أي زمن مضى! برجه سيكون "الحواء" وهو الذي تمر فيه الشمس مباشرةً بعد برج العقرب.
وبسبب الحركة البدارية فإن المستوي المُحدد بمدار الشمس متغير، أي أن موقع كلٍ من تلك الأبراج ومدة مكوث الشمس فيها متغيرٌ بشكل دائم، وعددها أيضا قد يتغير كما هو الحال اليوم، حيث أصبحت الشمس تغطي 13 برجاً عوضاً عن 12، وتختلف مدة المكوث فيها تماماً عما هو متداول في حسابات المنجمين.
ويجب أن نعلم بأن بُعد تلك المجموعات النجمية عن الأرض قد يبلغ مئات أو آلاف السنوات الضوئية، ونجوم الكوكبة أو البرج الواحد تقع في تشكيل ظاهري لنا ولكنها في اغلب الأبراج متباعدةٌ وغير مترابطةٍ نهائياً، ولا تملك أي تأثير مشترك فيما بينها سوى في المشاهدة الظاهرية لنا بالنسبة لموقعها.
ومع أن علم الفلك الحديث استند على بعض التقسيمات والتسميات من تسميات التنجيم القديمة، ولكنه علمٌ حقيقيٌ يهتم بدراسة حركات الكواكب والنجوم ويسهل وينظّم الأرصاد الفلكية من خلال تقسيم السماء الظاهرة لمجموعات نجمية أو أبراج فلكية، ويجب علينا عدم الخلط بين التنجيم وعلم الفلك.
والله من غباء وسفه وحماقة بعض الناس إن لم أقل بعض المتعلمين الذين يؤمنون بهذه الخرافة ..........ومما يؤكد ذلك هذه الدراسةالتى قام بها فورريير
تأثير فوريير، نسبةً لعالم النفس بيرترام فورير (Bertram R. Forer) الذي تحدث عنه، حيث وجد أن الناس يميلون لقبول أي وصفٍ غامضٍ وعام قد ينطبق على أي شخص في هذا العالم على أنه وصفٌ موجهٌ إليهم شخصياً، مثلا؛
"أنت شخصٌ مُحتاجٌ لتقدير الناس وإعجابهم، لكنك رغم ذلك تميل لانتقاد نفسك كثيراً، وفي حين أن لديكَ شيئاً من ضعف الشخصية، فإنك قادرٌ على تعويض ذلك الضعف بشكلٍ عام، ولديك من القدرات الكامنة الكثير التي لم تستخدمها في صالحك بعد."
قد يظن أيُّ شخصٍ أن هذا الكلام هو المعني به تماماً (وهو كلامٌ عشوائيٌ نقلتُه من إحدى صفحات الانترنت)، لكن حين تفكر بالأمر؛ أليس الكثيرون منا يحبون أي يحوزوا تقدير الناس وإعجابهم؟
ومن منّا لا ينتقد نفسه حين يُخطئ؟
ومن أيضاً ذو شخصيّةٍ كاملةٍ بتمام جوانبها ولا تعاني من أي ضعف؟
وهل من أحدٍ يستغل كل وقته وقدراته على مدار الـ24 ساعة في اليوم؟!
وإضافةً إلى ذلك فإن الناس يميلون لتصديق هكذا ......معلومات تصفهم بغموض، وهذا ما فعله فورير في الدراسة التي أجراها على تلاميذه، حيث أعطاهم استبياناتٍ فيها أسئلة عن شخصياتهم، وبعد أن أجابوا على الاستبيانات أخذها ولم يقرأها، ثم عاد وأعطى كل واحدٍ منهم نصاً شبيهاً بالذي كتبناه كمثال (جميعهم حصلوا على نفس النص) وطلب منهم أن يُقيّموا مدى دقة تحديده لصفاتهم بعلامةً من 0 إلى 5، مُدّعياً أنه حدده صفاتهم بناءً على الاستبيانات، وقد أعطاه معظم الطلاب علامة 4.2 من 5 في صحة انتقائه لصفاتهم (أي أن فورير كان على حقٍ في 84% من صفاتهم التي كتبها في النص)، مع أنهم أخذوا جميعاً نفس النص وأن فورير لم يقرأ الاستبيانات!








تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة