شكل اكتشاف البنية الداخلية للشمس ثورة في مجال الطاقة النووية، كما أنه زاد التوجه الى التحكم بالعلم لصالح الأغراض السياسية؛ فلو لم نكتشفها لما كنا عرفنا كيف يعمل الاندماج النووي؛ وبالتالي لم نكن لنقلق حول الأسلحة النووية المتطورة.
تجرى من الأزل تجارب على القنابل النووية وجميعنا نعلم بمدى خطورتها، ولكن لماذا تعد القنبلة الاندماجية أخطر؟
يبدأ الانفجار في القنابل الانشطارية عن طريق فصل ذرات مشعة غير مستقرة محدثا سلسلة من التفاعلات النووية؛ التي تطلق على الفور كمية هائلة من الطاقة الهائلة. عندما أطلقت الولايات المتحدة الأمريكية قنبلة نووية على هيروشيما- أسموها (الطفل الصغير)- مع اقتراب الحرب العالمية الثانية عام (1945) على نهايتها، حدث الانشطار فيها بواسطة إشعال كمية يورانيوم (235) بحجم الرصاصة، مما يوضح التأثير المدمر لهذا النوع من القنابل.
تصطدم النيوترونات بعد الاشتعال -أي عملية المحفز على بدء التسلسل الانشطاري- بأنوية الذرات في الكتلة المستهدفة، مما يؤدي إلى انقسامها إلى ذرات أصغر وانبعاث أشعة جاما، كما تنطلق نيترونات أخرى، والتي تصطدم بدزرها بذرات أخرى لتقوم بتسلسل انشطاري جديد، وكل هذا يحدث بفترة قصيرة من الزمن. ويمكنك معرفة نهاية عملية التسلسل الانشطاري عند انتهاء الوهج الناتج عن تفجير القنبلة، وكل ما يتبع ذلك يعتبر انفجارا ارتداديا ناتج عن سحب الأكسجين في الجو لحظة الانفجار.
بعد فترة وجيزة من إلقاء القنبلة على هيروشيما تم القاء قنبلة جديدة على ناغازاكي وأسموها الرجل البدين، وكانت أيضًا قنبلة انشطارية ولكن كان الوقود المفجر فيها هو البلوتونيوم (239)، وما كان يميزها أكثر هو جهاز الانشطار الانفجاري؛ حيث احيطت نواته بآلاف الكيلوغرامات من المواد شديدة الانفجار، والتي اعتمدت على الضغط العنيف والمفاجىء لإحداث سلسلة تفاعلات نووية، أحدثت قنبلة الرجل البدين انفجارًا يعادل ما يحدثه (21) ألف طن من مادة (TNT) المتفجّرة، مقارنة بانفجار الطفل الصغير الذي يعادل (15) ألف طن.
أما بالنسبة للقنبلة الاندماجية والمشهورة بالقنبلة الهيدروجينية مثل التي أعنلت كوريا الشمالية أنها اختبرتها بنجاح؛ فإنها مخيفة بشكل كبير، فهي تتضمن أيضًا انفجارًا انشطاريًا، ولكنه يكون مجرد زناد لبدء عملية الاندماج. تضغط الحرارة الهائلة الناتجة عن الانفجار الاندماجي في القنبلة على مركز الوقود الهيدروجيني، بشكل خاص النظيرين الهيدروجينين الديوتيريوم والتريتيوم اللذان يعتبران أساس التفاعل الاندماجي الذي يحدث في مركز الشمس، حيث تندمج ذرات الهيدروجين لتتحول الى هيليوم مُطلقة الضوء والحرارة.
تعتبر القنابل الهيدروجينية أقوى بكثير من القنابل النووية. وتعتبر أشهر تجربة لهذا النوع للولايات المتحدة الأمريكية حين ألقت قنبلة قلعة برافو الهيدروجينية على بكيني أتول عام (1945) والتي ولدت انفجار يعادل (15) مليون طن، في حال نسيت انفجار القنبلة التي القيت على ناغازاكي ولدت انفجارا يعادل (21 ) ألف طن، أي انها أقوى ب (714 ) مرة تخيل الفرق!!!
*الولد الصغير- Little Boy: هو الاسم الرمزي الذي أطلق على أول قنبلة ذرية ألقيت على مدينة هيروشيما اليابانية.
**الرجل البدين- Fat Man: هو الاسم الرمزي للقنبلة الذرية التي ألقيت فوق مدينة ناغازاكي اليابانية.
***قلعة برافو: هو الاسم الرمزي الممنوح لأول اختبار لقنبلة هيدروجينية في الولايات المتحدة.
المصدر: من هنا
إرسال تعليق