U3F1ZWV6ZTM1MDgwNzg5ODg1MDQyX0ZyZWUyMjEzMTk5NTcyNTU4MA==

الثقافة العلمية مهمة جداً :

الثقافة العلمية مهمة جداً؛ إذ أراها المجداف الذي نمسك به لنتفادى الغرق، ومن خلالها يمكننا المسير حتى نصل إلى برّ الأمان؛ من فيضان التزايد المعرفي، والهطل المعلوماتي المتواصل الذي فرضه مناخ التقدم العلمي، وجعل غيوم التكنولوجيا تغطّي سماء هذه الحياة، فيسقط طلّها ووابلها بلا انقطاع؛ حتى صارت أقدامنا تغوص في الوحل تارةً، وتعجز مجاديفنا عن طرق باب النجاة تارةً ثانيةً، ونسبح بمجاديفنا في أمواج متلاطمة تارةً ثالثةً.
لكن المعرفة العلمية هي ثقافة العصر، وزاده الذي يجب أن ننهل منه حتى نعرف كيف نبني أمتنا، وندافع عنها، ونشارك في بناء هذه الحضارة
حتى لا نتوه في دروبها؛ لأننا سندافع عن أنفسنا وصحتنا بهذه الثقافة؛
فمن خلالها نعلم ونتعلّم، ونسلك الطريق الصحيح، فنذهب إلى الطبيب مثلاً، أو نسأل أهل الذكر لنعرف ما خفي علينا، ونفهم ما يستعصي من معلومات العصر. وإليكم بعض المواقف التي نعرف من خلالها قيمة الثقافة العلمية والطبية والغذائية:

أولى مؤشرات الإصابة بمرض الزهايمر
إذا كنت ممن ينسى قليلاً فانتبه؛ ففي محاولة لرصد العلامات الأولى للإصابة بمرض الزهايمر حدّدت دراسة علمية مصرية ثلاث مراحل للإصابة بهذا المرض تستغرق 12 عاماً، تبدأ بالصعوبة في تعلّم المعلومات الجديدة. المرحلة الأولى من مرض الزهايمر تستغرق ثلاث سنوات؛ إذ تتميّز بدايتها بصعوبة في تعلّم المعلومات الجديدة، وضعف طفيف مع تذكّر الأحداث، وعدم القدرة على تسمية بعض الأشياء. ثم تبدأ المرحلة الثانية في العام الثالث حتى العام العاشر، وتتميّز بضعف أشدّ في تذكّر الأحداث القريبة والبعيدة، وتوهان مكاني، وضعف في الأداء المهاري، وعدم القدرة على إجراء العمليات الحسابية البسيطة، مع بطء النشاط الكهربي في رسم المخ وضمور المخ. أما المرحلة الثالثة، فتمتد من العام الثامن إلى العام الثاني عشر من بدء المرض، وتتميّز بتدهور شديد للوظائف العقلية، وتيبّس في عضلات الأطراف، وانحناء الجسم، وسلس البول، وضمور في المخ، ونقص التمثيل الغذائي.
إلا أن هناك فرقاً بين الزهايمر وأمراض أخرى؛ مثل الخرف الوعائي الناجم عن حادث جلطات متعددة في المخ تؤثر في الوظائف العقلية، واللغة، والإدراك، وغيرها؛ إذ يعدّ الزهايمر الآن من أكثر أشكال الخرف شيوعاً، ويعانيه حالياً عشرة ملايين شخص في أمريكا، ونحو مليونين في ألمانيا، ويموت بسببه قرابة مئتي ألف شخص في ألمانيا سنوياً. وتؤكد الدراسات أن 42 مليون شخص في العالم سوف يصابون بأشكال الخرف والنسيان بحلول عام 2025م، غير أن التشخيص المبكر للمرض يساعد على التدخل الطبي، ومنع حدوث مضاعفاته، والحد من خطورته.
ومرض الزهايمر يبدأ عادةً بأعراض كالصداع، والشعور بالإجهاد، واضطراب التوازن، وينتهي بنسيان المريض كلّ شيء حتى اسمه، إلا أن معرفة عوامل الخطر في هذا المرض تساعد الإنسان على تجنّب الإصابة به، كما تساعد في الوقت نفسه على معرفة أسبابه، وفي مقدمة هذه العوامل الأساسية التقدم في العمر؛ إذ تتزايد احتمالات الإصابة مع تقدّم السن، وإن كانت بوادر الإصابة تبدأ بين 40 و66 عاماً من العمر؛ لذلك يصنّف الزهايمر على أنه أحد أمراض ما قبل الشيخوخة، أو أنه حتى الشيخوخة المبكرة. إضافةً إلى أن الوراثة تؤدي دوراً في هذا المجال؛ فالأب المصاب تبلغ احتمالات إصابة ابنه خمسة أضعاف الأفراد من أبوين غير مصابين. إلى جانب ذلك، هناك أسباب محتملة؛ مثل وجود جين مسبب لذلك، ويمكن تحديده بالاختبارات الجينية، أو استخدام جرعات كبيرة من أدوية التهاب المفاصل، أو عدم تناول العلاج الهرموني التعويضي بعد انقطاع الدورة عند النساء، أو نقص مضادات الأكسدة، وهو ما يسمح للجزيئات الشاردة بتحطيم خلايا المخ، وإصابات الدماغ التي تتسبّب بفقدان الوعي؛ إذ تزيد من احتمالات الإصابة بمرض الزهايمر، بخلاف أمراض القلب، والسكتة الدماغية، وارتفاع ضغط الدم، وجميعها تسبّب تلف الأوعية الدموية التي تحمل الدم المحمل بالأكسجين والمواد الغذائية إلى المخ، وهو ما يزيد احتمالات الإصابة بهذا المرض، وهذا الأمر يكشف تعدّد أسباب الإصابة بالزهايمر، ومازالت الدراسات العلمية تكشف أسباب جديدة كلّ يوم في محاولة لكشف الغموض الذي يحيط به، ومعرفة أسبابه بدقة؛ حتى يسهل علاجه.

مشاهدة التلفاز.. وتمرينات تقوية الذاكرة
اعلم أنه ليس صحيحاً أن ضعف الذاكرة بتقدّم العمر سببه الفقد المستمر في خلايا المخ، مع أن هناك أجزاء من المخ فعلاً تفقد الاتصالات العصبية فيما بينها، لكن من الممكن أن يتكون غيرها. المهم هنا أنه يمكنك عن طريق التمرين المستمر للمخ أن تحافظ على هذه الاتصالات، كيف؟! الجواب: يمكنك ذلك بحفظ قصيدة من الشعر، أو سورة من القرآن الكريم، وأن تداوم على المراجعة وترديد الشعر، أو التسميع دائماً وتلاوة هذه الآيات من القرآن الكريم بصفة مستمرة. يمكنك بذلك أن تحافظ على ذاكرتك، لماذا؟! لأن ذلك سيقوّي مسارات الذاكرة الخاصة بها، فيكون من الصعب نسيانها، أما إذا لم تداوم على قراءتها واسترجاعها فإن مخك سيقوم تلقائياً بمسحها بوصفها شيئاً لست في حاجة إليه؛ حتى يفسح المجال لأشياء غيرها، فتضعف ذاكرتك، وتجد صعوبةً في تذكّر مثل هذه الأشياء.
واحذر كثرة مشاهدة التلفاز؛ لأنها تضرّ بالذاكرة جداً، لماذا؟! لأن مشاهدة التلفاز كثيراً تجعل المخ يميل إلى السلبية وعدم التفاعل مع الأشياء المحيطة؛ لذلك ينصح الخبراء بألا يزيد الجلوس أمام التلفاز على ساعة واحدة يومياً، وإلا فقُلْ على ذاكرتك يا رحمن يا رحيم كما نقول فيما بيننا عندما لا نملك عمل شيء أمام الخطر؛ لذلك ينصح هؤلاء الخبراء بأداء تمرينات تقوية الذاكرة ساعةً كاملةً يومياً على الأقلّ، تقضيها في القراءة مثلاً، أو لعب الشطرنج، أو حلّ مسابقات الكلمات المتقاطعة؛ لتشجيع عمل الذاكرة، لماذا؟! لأن النشاط الذهني المستمر يؤخر تدهور الذاكرة بتقدم العمر؛ فكما أن رفع الأثقال، والتمرين المستمر يقوّي العضلات، كذلك الحال في المخ؛ فإما تستخدم مخّك وإما تفقده كما تنصّ القاعدة المعروفة.
كما أن تمرين المخ لا يتطلب بالضرورة ذكاءً أو ثقافةً عاليةً؛ فمجرد القراءة في صحيفة يومية يكفي، لكن التجديد أفضل منشّط للمخ؛ فحاول بقدر الإمكان اكتشاف هوايات جديدة حتى تحافظ على الذاكرة؛ فهي أجمل ما في الحياة، لماذا؟! لأن الذاكرة هي أساس الحياة؛ فمن دونها لا يوجد إحساس بمعنى الحياة، ولا نستطيع الذهاب إلى العمل، أو تعرّف الأصدقاء وقيادة السيارة، حتى الأشياء البسيطة جداً؛ مثل: ارتداء الملابس بالشكل اللائق، أو وضع الأشياء؛ مثل: المفاتيح، والمحفظة، والنظارة، في مواضعها الصحيحية، أو تشغيل الأجهزة المنزلية وتحضير الطعام، أو حفظ رقم تليفون ثواني معدودات حتى يمكن طلبه بالهاتف، كلّ هذه العمليات لا نستطيع أداءها من دون الذاكرة. باختصار، فإن المخ وما حوى هو الشيء الذي أراد الخالق عزّ وجلّ أن يكرم به الإنسان، ويميزه من باقي المخلوقات.

نورات الأقحوان ما أكثرها عندنا!!
في الوقت الذي يعدّ فيه نبات الأقحوان أكثر النباتات نمواً صيفاً وشتاءً، وينمو في الحدائق والطرقات في مصر بغزارة، أثبتت دراسة علمية أن الفوائد الكثيرة التي أوردتها كتب الطب الشعبي القديمة للأقحوان صحيحة تماماً، لماذا؟! لأن المادة الفعالة في نبات الأقحوان هي مركب أولنيوليك أو جليكوسيد، وأن النورات البرتقالية للأقحوان بها نسبة عالية القيمة من هذا المركب والبيتا- كاروتين، وأن هذا المركب الجليكوسيدي أو لينوليك الحمضي، الناتج من أوراق نبات الأقحوان ونوراته، أثبتت التجارب أنه يفيد في تنشيط الدورة الدموية، مع سرعة تدفق الدم في الشرايين والأوردة والشعيرات الدموية، وهذا الأمر يساعد على سرعة التئام الجروح، وسهولة امتصاص الدم المحبوس في العضلات الجسمية نتيجة الإصابات الميكانيكية؛ مثل الضرب المبرح والخدوش.
وأثبتت التجارب كذلك أن مشروب الأقحوان يساعد على ظهور الطفح الجلدي الخاص بمرض الحصبة، كما يفيد في علاج قروح المريء، ويستعمل غسولاً لعلاج احتقان الجفون، وعلاج قرحات الأرجل وبعض أنواع الالتهابات الجلدية كالحروق والجروح والكدمات، ومنع التسمم والغرغرينا. كما أن نقع أزهار الأقحوان في زيت الزيتون بزجاجة محكمة الغلق، وتعرضه لضوء الشمس مدة أسبوعين، مع رج الزجاجة أو خضها يومياً، يمكّن من الحصول على زيت الأقحوان، وبعد تصفيته يُستخدم دهاناً لعلاج الروماتيزم والنقرس والجرب. ومن الفوائد الأخرى التي خضعت للتجارب، وأوردتها الكتب القديمة، أن الأقحوان يستخدم دهاناً لعلاج أوجاع الأذن والبواسير، وأنه إذا غُلي يابسه، وشرب ماؤه، يعالج الربو، وإذا غُلي يابسه مع زهره وشرب فإنه يفتّت الحصوات.
توجد ثلاثة أنواع من الأقحوان: أولها الأقحوان البرتقالي، وهو سريع النمو، ويصل ارتفاعه إلى 50 سنتيمتراً، والأوراق مسننة، طولها 20 سنتيمتراً، والنورة لونها برتقالي محمرّ، ومحمولة على حامل متوسط الطول، وثانيها الأقحوان الأصفر، ويشبه البرتقالي، إلا أن الأوراق مسننة نسبياً غزيرة، والنورة صفراء محمولة على حامل طويل، والثالث الأقحوان القزمي، وهو نبات صغير، ارتفاعه 30 سنتيمتراً، والأوراق بيضاوية الشكل، عليها زغب طويل عند قواعدها، والنورة صغيرة، ولونها أصفر برتقالي. وقد أثبتت التجارب أن المستخلص الكحولي، الناتج من نورات الأقحوان الزهرية، يستخدم في الصناعات الغذائية مادةً ملونةً تعطي اللون الأصفر المستعمل في تلوين منتجات الألبان وأنواع الجبن المختلفة، سواء الصلبة أم الطرية.
وهناك فوائد للأقحوان مهمة جداً للدواجن؛ لأن التجارب أثبتت أن إضافة الصبغة الصفراء الملونة في نورات الأقحوان إلى غذاء الطيور المنزلية، خصوصاً الدواجن، تزيد من كمية الدهون في أجسامها، وتلوين الجلد الخارجي والدهن باللون الأصفر الكهرماني لتحسين صفات اللحم مصحوبةً بارتفاع وزنها النهائي، خصوصاً دواجن التسمين وإنتاج اللحم، وهذا الأمر يرجع إلى زيادة معدل تكوين فيتامين (أ)؛ بسبب أن البيتا- كاروتين مركّز في النورات الزهرية. وثبت كذلك أنه عند إضافة هذه الصبغة إلى غذاء الدواجن البياضة فإنها تؤدي إلى كثرة إنتاج البيض مع تكوين الصفار باللون الأصفر الداكن، وهو ما يؤدي إلى تحسين صفار البيض مع كبر الحجم وثقل الوزن.

موقد البوتاجاز خطر كبير
الشيء الأكثر خطورةً هنا، وهو ما يعدّ مفاجأةً فعلاً، هو أن موقد الغاز يساهم في تكوين الشوارد أو الشقوق الحرة في الجسم، كيف؟! الجواب هو أن تخزين الدهون مدةً طويلةً، خصوصاً عندما تكون معرضةً لأكسجين الهواء، وعند درجات حرارة مرتفعة، يعرضها للأكسدة، وتكوين مركبات هي نواتج لأكسدة هذه الدهون وما تحتويه من مادة الكولسترول، وهي مواد لها تأثير ضار بالصحة؛ إذ أثبتت التجارب أن نواتج أكسدة الكولسترول الموجود في الدم تغيّر من صفات جدران الخلايا الحية؛ لأن المواد الدهنية هي مكوّن رئيس لجدران هذه الخلايا، فتتأثر عمليات النمو، وتضطرب عمليات تمثيل الكولسترول، وتكون الأضرار أكبر كلما تقدم المرء في السن. كما أن تناول الأطعمة المحتوية على هذه الأكاسيد بكميات بسيطة، لكن مدة طويلة، يحدث تأثيراً ضاراً بالصحة، منها: نقص النمو، والتسمم الكبدي، وحدوث تليّف بالكبد، ويمكن أن تقود إلى تغيرات في طبيعة الحامض النووي تؤدي إلى الإصابة بالسرطان. لكن، هل هناك وسائل حماية من الدهون المؤكسدة؟! نعم، هناك وسائل متعددة للوقاية من الآثار الضارة للأكاسيد، منها ما يتعلّق بالطعام، ومنها ما يتعلّق بنا نحن الأفراد المستهلكين؛ فمثلاً: تعبئة الطعام في ظروف تمنع حدوث عمليات الأكسدة يحافظ عليها من دون هذه الأكاسيد، على أن تكون العبوات مطابقةً للمواصفات، لكن هذه العمليات صناعيةً في الأساس، وفيما يخصّنا -نحن المستهلكين- فإن استخدام موقد الغاز لسلق البيض، أو تسوية الأطعمة الأخرى وتسخينها وغليها، يزيد من احتمال تكوّن هذه الأكاسيد بنسبة 2-3 مرات مما لو استخدمنا المواقد الكهربائية، لماذا؟! لأن مواقد الغاز تتسبب في تكوّن الشوارد أو الشقوق الحرة لمركبات النتروجين التي تزيد احتمال أكسدة هذه الزيوت.
ومن أهم وسائل الحفاظ على الدهون في أثناء التخزين إضافة المواد المانعة للأكسدة، ومنها فيتامين (هـ)؛ فقد وجد أن إضافة هذا الفيتامين إلى أغذية الحيوانات والأسماك يحفظ لحومها من الأكسدة. وكذلك، فإن الزيوت العالية في نسبة عدم التشبّع سهلة الأكسدة عند التعرّض لدرجات الحرارة المرتفعة والأكسجين، وفي مقدمتها زيوت الأسماك، لكن إضافة مادة البيتاكاروتين، وهي مولّد فيتامين (أ)، يحفظ هذه الزيوت من الأكسدة، ويمنع تكوّن نواتجها الضارة. ونفهم من ذلك أن درجة تشبّع الزيوت تؤثر تأثيراً ملحوظاً في قابليتها للتأكسد؛ فمثلاً: زيوت مثل زيت الذرة ودوّار الشمس والصويا تتميز بأنها تحتوي على أحماض دهنية غير مشبعة؛ فإذا تعرّضت للحرارة والأكسجين فإنها تتأكسد، وتكوّن مركبات الأكسدة الضارة بدرجة كبرى مقارنةً بزيت الزيتون أو الدهون الحيوانية والزبد؛ لذا يفضّل أن تكون الزيوت طازجةً بقدر الإمكان، وأن تُحفظ بعيداً عن الحرارة والأكسجين لمنع تكوّن هذه الأكاسيد الضارة.
 -----------------------


المراجع
(1) حوار للكاتب مع الدكتور عبداللطيف عثمان رئيس قسم المخ والأعصاب في جامعة الأزهر.
(2) مسعد شتيوي، المخ والذاكرة: وسائل طبيعية وغذائية لتحسين عمل الذاكرة ووقاية المخ من أمراض الشيخوخة، مجلة أسيوط للدراسات البيئية، العدد الخامس والعشرون، يوليو 2003م.
(3)    حوار للكاتب مع العالمة المصرية الدكتورة ملكة عيد بقسم النباتات الطبية والعطرية في مركز البحوث الزراعية التابع لوزارة الزراعة.
(4) فوزي أمين الشوبكي، التلوث الغذائي وأثره على الصحة العامة، سلسلة قضايا بيئية معاصرة، أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، 1999م، ص 72-74.
تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة