U3F1ZWV6ZTM1MDgwNzg5ODg1MDQyX0ZyZWUyMjEzMTk5NTcyNTU4MA==

الأعلام تأليف : الزركلي موضوع الكتاب : التراجم


قصة الكتاب : 
أشهر ما ألف في تراجم الأعلام، قديما وحديثا، وأكثرها فائدة، وأوسعها مادة، وأبعدها عن التعصب والمذهبية، لولا ما يؤخذ عليه من إغفال تراجم سلاطين بني عثمان ورجالاتهم، مع أنها داخلة فيما اشترط توافره في صاحب الترجمة. وقد بين هذه الشروط بقوله: "أن يكون لصاحب الترجمة علم تشهد به تصانيفه ، أو خلافة أو ملك أو إمارة ، أو منصب رفيع ? كوزارة أو قضاء ? كان له فيه أثر بارز، أو رياسة مذهب ، أو فن تميز به ، أو أثر في العمران يذكر له ، أو شعر ، أو مكانة يتردد بها أسمه ، أو رواية كثيرة ، أو يكون أصل نسب ، أو مضرب مثل . وضابط ذلك كله : أن يكون ممن يتردد ذكرهم ، ويسأل عنهم " (1/ 20) . قال المرحوم الشيخ علي الطنطاوي في مذكراته (1/ 125): (الكتاب العظيم الأعلام أحد الكتبِ العشرةِ التي يفاخر بها هذا القرن القرون السابقاتِ). قدم الزركلي لطبعته الأولى للكتاب بقوله: (في الخزانة العربية فراغ، وفي أنفس قرائها حاجة، وللعصر اقتضاء. يعوز الخزانة العربية كتاب يضم شتات ما فيها من كتب التراجم، مخطوطها ومطبوعها... وقد حاولت بهذا الكتاب أن أملأ جانبا صغيرا من هذا الفراغ، وأمضي بعض تلك الحاجة، وأقوم بشيء مما يقتضيه العصر، وعساي أن أوفق). وباشر في جمعه كما يقول عام (1912م) قبل بلوغه العشرين فقد ولد يوم (9/ ذي الحجة/ 1310هـ) الموافق (25/ يونيو/ 1893) وهو يقول في ذيل ترجمته للشاعر معروف الرصافي: (من ترجمة له بخطه، تلقيتها منه سنة (1912) قال: (وكان من بواعث أسفي أني عام باشرت جمع مادة الكتاب سنة (1330هـ 1912هـ) لم أعن بتقييد المصادر ذهابا إلى أن الكتاب سيكون معجما مدرسيا..فأعدت الكرة على ما تيسر الرجوع إليه، فأسندته إلى بعض أصوله، وبقي غير القليل غفلا من الإسناد). وأنجز معظم مادة الكتاب أثناء عمله (رئيسا لديوان رياسة الحكومة) في إمارة (شرقي الأردن) أيام الأمير (عبد الله). وأصدر الطبعة الأولى من الكتاب في القاهرة عام (1927) في ثلاثة مجلدات. في مطبعته التي أسسها في القاهرة وسماها (المطبعة العربية) وباعها بعد نشر الطبعة الأولى من (الأعلام) والتحق بالملك عبد العزيز آل سعود، فانتدبه في كبريات مطامحه السياسية، وتقلب عنده في مناصب جليلة، انظرها في ترجمته. فعمل في هذه المدة على تعديل معظم مواد الطبعة الأولى من كتابه، والتي أصبحت في عداد الكتب النادرة، وأدرج في طبعته هذه ملاحظات أصدقائه على الطبعة الأولى، وسمى منهم: صديقه الحميم أحمد عبيد (صاحب المكتبة العربية بدمشق، الذي قضى في تعليقه على الطبعة الأولى للأعلام عشرين عاما، وكان أعلم الناس بمخطوط الكتب ومطبوعها، كما قال الزركلي قال: وحمل عني عبء استخراج الخطوط المكنوزة في خزائن دمشق...إلخ) ومحمد كرد علي (رئيس المجمع العلمي العربي بدمشق) وصديقيه في مصر: أحمد تيمور باشا، وأحمد زكي باشا ، وكان الأول أسرع من بادر إلى المساهمة في تصويب الأعلام. والسيد الوجيه أحمد خيري، الذي بعث إليه بملاحظاته على الطبعة الأولى، والأستاذ أمين مرسي قنديل (مدير دار الكتب المصرية، الذي أطلعه على كنوز المكتبة، وتولى مراجعة (تراجم المستشرقين) في الكتاب. والباحث (محد غسان) الذي أصدر نقدا للطبعة الأولى، أجاد فيه وأنصف كما قال الزركلي. ومن تونس صديقه المؤرخ حسن حسني باشا عبد الوهاب الذي أتحفه بمكنونات مكتبته، ومن العراق: إدارة المجمع العلمي العراقي، ومن الحجاز كبير علماء جدة الشيخ محمد حسين نصيف، ومن المستشرقين: المستشرق (كرنكو) الذي تقدم بثلاث صفحات في نقد الطبعة الأولى. قال: وقد طوق القائمون على مكتبات أوربا وأمريكا عنقي بما يسروا لي سبل الاطلاع على قديمها وحديثها والتصوير عنها، ومثلهم أصحاب المكتبات الخاصة من العلماء والأعيان، حفظة كنوز الأجداد والساهرون على صون التراث الخالد. فاتسعت مادة الكتاب، فأصدره، في (عشرة مجلدات) في القاهرة (1957م) وقدم لهذه الطبعة بقوله: (هذا نتاج أربعين عاما، خلا فترات استجمام وفتور... وخلال ربع قرن مضى بين طبعتي الكتاب أخرجت دور الطباعة مجموعة كبيرة من المصنفات، بينها أمهات في السير والأحداث والتراجم، كان همي أن أتتبعها، مستدركا بعض ما فاتني، أو عارضا ما عند أصحابها على ما عندي. وكثيرا ما طال وقوفي أمام تعارض النصوص .. وما أكثر التعارض في مخطوط كتبنا ومطبوعها، بما تناولته روايات الرواة وأيدي النساخ وأغراض الكتاب المؤلفين أنفسهم ....وكان من حق الاستشراق فيما قدمه بعض رجاله من خدمة للعربية أن أترجم لجماعات منهم خلفوا آثارا فيها ... أو نشرا لبعض مخطوطاتها، وتوسعت قليلا فأدخلت في عداد هؤلاء طائفة ممن كتبوا في لغاتهم عن العرب، وقد درسوا العربية، وإن لم يظهر لهم أثر فيها.. وحرصت على أن أكتب بالعربية الأسماء الأجنبية كما ينطق بها أهلها على الأغلب... وتهيأت لي رحلات اقتنصت فيها خطوطا لم أكن أحلم ببقائها، وتفتحت امامي أبواب المتاحف والمكتبات ومخلفات الخزائن السلطانية والبيوت العريقة في القدم) وصار شغله الشاغل تهذيبه وتنقيحه والزيادة عليه. يرحل في سبيل ذلك إلى أقاصي البلدان، ويفتش في خزائن المخطوطات، ويفيد من أجلة الباحثين، وشرع في إصدار الطبعة الثالثة للكتاب، في بيروت عام (1969م) وأثناء العمل في هذه الطبعة أنجز (مستدركا) في مجلد، فألحقه بها، فكانت الطبعة (9) مجلدات، و(المستدرك) هو العاشر، وختم هذه الطبعة بمجلد آخر، حمل رقم (11) وأودع فيه نوادر ما عثر عليه من خطوط العلماء وصور مشاهير المعاصرين. ثم أصدر بعد عام (في بيروت: 1970) مستدركا ثانيا، وعمل مستدركا ثالثا، إلا أنه لم يطبعه، لأنه ارتأى أن في ذلك تشويشا على مادة الكتاب، فعكف في بيروت على إعداد كتاب ضخم سماه (الإعلام بما ليس في الأعلام) في زهاء خمسة مجلدات، وفي يوم3/ ذي الحجة سنة (1396هـ) الموافق 25/ 11/ 1976م طوى الموت علم الأعلام، وهيهات أن تجود بمثله الأيام. وآخر من ترجم لهم فيه وفيات عام 1396 هـ 1976م وهي سنة ُ وفاتهِ. وكان قد شرع في إصدار الطبعة الرابعة، فتولى الإشراف عليها بعد موته صديقه وابن شيخه المرحوم (ظافر القاسمي) نجل شيخ الشام جمال الدين القاسمي، وشاركه في الإشراف على الطبعة الرابعة الشيخ زهير جاويش والأستاذ زهير فتح الله. وبعد صدور الطبعة الرابعة عام (1979م) استمر الباحثون في تناول كتاب (الأعلام) بالنقد والتذييل، فكان من أهمها كتاب (ذيل الأعلام) للأستاذ أحمد علاونة في مجلدين، جمعَ فيهِ الوفياتِ من سنةِ وفاةِ الزركليِّ إلى سنةِ 1421 هـ ونشر في خاتمته (ص 329 ? 341 ) ملاحظات العلامة المرحوم محمّدُ بنُ أحمدَ بن ِ دهمانَ التي نشرها على حلقات في مجلة المجمع بدمشق. وكتاب (الإعلام ِ بتصحيح ِ كتابِ الأعلام) للأستاذ ُ محمّد بن عبد اللهِ الرشيد.. وكتاب ( تتمّةِ الأعلام) للأستاذ: محمّد خير رمضان يوسف. وكتاب (إتمامِ الأعلام)ِ تأليف د. نزار أباظة والأستاذِ مُحمد رياض المالح، والعلامة عبد الفتح أبو غدة في الكثير من كتبه وتحقيقاته، والأستاذ عدنان جوهرجي فيما كان ينشره في الصحف والمجلات، وآخرون يطول ذكرهم. وكانت لي مساهمة في ذلك صدرت عن دار الأرقم بن أبي الأرقم ببيروت بعنوان (ترتيب الأعلام على الأعوام) دفعني إلى إعدادها ما هو معروف من اختلاف أسماء الأعلام وتعدد الأقوال في أسماء آبائهم سيما المحمدين والأحمدين والعبادلة، ونبهت إلى ما ورد في الأعلام من المكررات، وهي زهاء (70) ترجمة، منها (21) ترجمة في القرن الأخير، ونبهت أيضا إلى التراجم التي تصرف بها المشرفون على طبعة الأعلام بعد وفاة الزركلي، وتجد مثال ذلك في تعليقي على ترجمة الملك فيصل بن عبد العزيز. وقد أضيفت ترجمته في الطبعة الخامسة فما بعدها، وظافر القاسمي (الذي أقحمت ترجمته في الطبعة السادسة فما بعد، مع أنه توفي عام 1984م) وأنيس الخوري المقدسي (في الطبعات بعد الرابعة) وترجمة سعدي بن أسعد ياسين الذي سقطت ترجمته من الطبعة الرابعة.
 
تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة