قصة الكتاب :
صاحب هذا الكتاب هو إمام علم التأويل،علي بن أحمد بن محمد بن علي الواحدي النيسابوري الشافعي (أبو الحسن)، مفسر، نحوي، لغوي، فقيه، شاعر، إخباري، أصله من ساوه، من أولاد التجار (468ه) معجم المؤلفين (2 / 400) رقم: [9173]. وكتب علم أسباب النزول كثيرة ومن أمثلتها ما ذكره حاجي خليفة في الكشف: ( أسباب النزول، لشيخ المحدثين علي بن المديني، قال: وهو أول من صنف فيه،وللشيخ عبد الرحمن بن محمد المعروف : بمطرف الأندلسي (402ه)، وللشيخ أبي جعفر : محمد بن علي بن شعيب المازندراني (588ه)، وللشيخ الإمام أبي الفرج عبد الرحمن بن علي الجوزي البغدادي (599ه)،وللشيخ الحافظ شهاب الدين أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (852ه) ) وللإمام السيوطي (911ه) " لباب النقول في أسباب النزول " طبع بهامش تفسير الجلالين، وطبع مفردا ضبطه وصححه الأستاذ أحمد عبد الشافي، دار الكتب العلمية بيروت ? لبنان. وأما كتاب أسباب النزول للشيخ المفسر أبي الحسن الواحدي النيسابوري (468ه) فهو من أشهرها وأكثرها تداولا بين الخاص والعام، قال الكتاني في الرسالة المستطرفة: " و ( أبي الحسن علي بن أحمد بن محمد بن علي الواحدي النيسابوري ) واحد عصره في التفسير المتوفى : بنيسابور سنة ثمان وستين وأربعمائة وهو من تلاميذ ( أبي إسحاق الثعلبي ) لازمه وغيره وله التصانيف الثلاثة في التفسير ( البسيط ) و ( الوسيط ) و ( الوجيز ) و ( أسباب النزول ) وغيرها من الكتب ولم يكن له ولا لشيخه ( الثعلبي ) كبير بضاعة في الحديث بل في تفسيريهما وخصوصا ( الثعلبي ) أحاديث موضوعة وقصص باطلة " ص: (59). ويقول الإمام السيوطي: " أشهر كتاب في هذا الفن الآن كتاب الواحدي وكتابي هذا يتميز عليه بأمور أحدها: الاختصار ثانيها: الجمع الكثير فقد حوى زيادات كثيرة على ما ذكر الواحدي وقد ميزتها بصورة (ك) رمزا عليها ثالثها: عزوه كل حديث إلى من خرجه من أصحاب الكتب المعتبرة كالكتب الستة والمستدرك وصحيح إبن حبان وسنن البيهقي والدارقطني ومسانيد أحمد والبزار وأبى يعلي ومعاجم الطبراني وتفاسير ابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه وأبى الشيخ وابن حبان والفريابي وعبد الرزاق وابن المنذر وغيرهم وأما الواحدي فتارة يورد الحديث بإسناده وفيه مع التطويل عدم العلم بمخرج الحديث فلا شك أن عزوه إلى أحد الكتب المذكورة أولى من عزوه إلى تخريج الواحدي لشهرتها واعتمادها وركون الأنفس إليها وتارة يورده لا مقطوعا فلا يدري هل له إسناد أو لا رابعها: تمييز الصحيح من غيره والمقبول من المردود خامسها: الجمع بين الروايات المتعددة سادسها: تنحية ما ليس من أسباب النزول.." لباب النقول، ص: (5 ـ 6). وقد ذيله بمقدمة ذكر فيها مسائل، أولها: القول في أول ما نزل من القرآن، والقول في آخر ما نزل، والقول في آية التسمية وبيان نزولها. وذكر أن ما حذا به إلى إملاء هذا الكتاب الجامع للأسباب هو معرفة الصدق من الكذب في الأسباب التي من أجلها أُنزلت الآيات. ص: (8). ومنهجه في هذا الكتاب أنه يذكر الأسباب التي من أجلها أنزلت الآيات بسنده، إلا أن ذلك لا يسري على سائر الكتاب، حيث إن فيه الكثير من الأحاديث والآثار عن الصحابة والتابعين من غير إسناد، وفيه نقول كثيرة عن المفسرين، وأكثر ما يكون منه العزو إلى صحيحي البخاري ومسلم، ومستدرك الحاكم، وهذا الأخير يسمُه في بعض المواضع بالصحيح. وعلى الرغم مما قاله الكتاني عن قلة بضاعة الواحدي في علم الحديث، فإنه في كتابه هذا يُراعي ما درج عليه المحدثون في تحمل الحديث، فتجده يلتزم بمنهجهم فيقول على سبيل المثال في كثير من مروياته: أخبرنا وأخبرني وحدثنا وحدثني، وأخبرني فلان فيما كتب إلي، وأخبرني فلان إجازة، وأخبرني فلان في كتابه، وأخبرني فلان فيما أذن لي في روايته، وحدثني فلان إملاء،.. وعدد السور التي ذكرها (81) سورة، حيث إنه ليست كل الآيات في القرآن لها سبب، بل إن آيات القرآن على قسمين: آيات نزلت رأسا من غير سبب. آيات نزلت على سبب، وهي قليلة بالنسبة للقسم الأول. وعدد ما أحصيته من الأحاديث والآثار التي خرجها الواحدي بسنده حوالي: (443) ولم أجزم في هذا العدد مخافة الوهم، فإن في الكتاب أسانيد محولة السند، وروايات يدخل بعضها في بعض، والأمر يحتاج إلى دراسة وتحقيق، وأما الأحاديث والآثار التي يذكرها من غير سند فإنها كثيرة جدا، وقد تصل إلى أكثر من هذا العدد. والكتاب من حيث الجملة من أجود ما أُلف في بابه، وعلى الرغم من تعقب السيوطي له، فإن الله جعل له من القبول عند الناس ما ليس لكتاب " لباب النقول " وهو يحتاج إلى تحقيق علمي جاد، قيض الله له من يقوم به خدمة لكتاب الله. ومن طبعات الكتاب: طبعة دار ابن كثير ـ بيروت ـ بتعليق وتخريج: د.مصطفى ديب البغا، ط الثانية (1413ه / 1993م). ____________________ هذه الترجمة من إعداد أستاذنا سعيد أوبيد الهرغي. وكل الشكر والامتنان. |
إرسال تعليق