سكلت طريق الصمت
كي لا يفضح البوح شعوري
وما مضى لي من سنين وأنا أتكتم
على ما في هذا القلب من حب
واحاسيس تغلي فيه كأنها
المرجل وقد أؤقد فيه نار شديدة
حتى فاض كيل الحب من عيوني
عواطف تمثلت في لآلئ كأنها المرجان
تغيرت ملامحي واستوطن اليأس أرجائي
إذ كانت تلك العواطف نهاية التعليل
حيث لم يعد أمامي سوى صمت يقودني الى
حتفي او اعتراف لا يغيرمن واقعي
مؤلم هذا الشعور ومرعب هذا اليأس
ولكن القدر يبقى القدر
وتبقى تلك الحبيبة التي تاه قلبي في حبها وآمن
بها غراما لا يجوز الغض عنه تبتسم كل
صاحب في وجه آخر لم يؤمن بها أكثر
من زوجة اشترها بماله تسرح وتمرح
ما بين المروج الخضر الى غرفتها
لا يعكر عليها صفو مزاجها سوى ضحكة
ترتسم على وجهها كلما تذكرت هذا الفقير
بجرأة أو ربما في شرعها بوقاحة يعترف
لها بحبه وقد مالت الشمس الى الغياب وأخذ
احمرار الغروب يزين الدنيا بظلاله الأخاذة
في ذاك المساء نظرت إلي باشمئزاز وقالت لي باستفزاز
واضح كان على أمك أن تربي أحلامك كتربية
أخلاقك, يا هذا أحلامك يجب أن لا تتعدى شراك
نعلك هذا إن كان في نعلك شراك ثم ابتسمت
وأضافت ليس مثلك يهوى مثلي وليس مثلي
من يعاشر مثلك وإنما الحب مراتب فأعلم
وانصرفت كأن شيئا لم يكن كأنها لم تجرح
قلبا لم يقصدها إلا حبا .. مضت وكـلماتها
النازلة على مسامعي كالصاعقة الماكنة
بل كالطعنة الماكرة قد أحدثت جرحا عميقا
في فؤادي, تركتني أجر وراءي خيبة الهزيمة
تركتني أنوح على مرارة الصراحة تركتني أصارع
آلام الهوى وأنين العشق في داخلي يلفظ آخر أنفاسه
منذ ذاك الحين عرفت أن ثمار الحب ليست كما تبدوا
حلوة طرية بل علقم مر جميل في مظهره قبيح في مضمونه
فسلكت طريق الصمت كي لا تزداد الجروح على قلبي.
إرسال تعليق