U3F1ZWV6ZTM1MDgwNzg5ODg1MDQyX0ZyZWUyMjEzMTk5NTcyNTU4MA==

" مدونة الفقه المالكي وأدلته"الدكتور "الصادق عبد الرحمن الغرياني"

 يُعدّ كتاب " مدونة الفقه المالكي وأدلته"، للعلامة ومفتي الديار الليبية،


الدكتور "الصادق عبد الرحمن الغرياني" ، من أهم الكتب المعتمدة في الفقه المالكي، وهي جمع للأحكام الفقهية التي رويت عن الإمام مالك، فالكتاب شامل وموسع في الفقه المالكي، يسير العبارة سهل الأسلوب في متناول المتخصصين وغير المتخصصين، وضّح فيها المصنفُ الأحكام والمسائل وآراء العلماء والأدلة الشرعية في ذلك.

وبذلك يمثل الكتاب مرجعاً هاماً في الفقه المالكي المطبق في الجزء الغربي من الشمال الأفريقي، وكذلك في عمق الصحراء في أواسط أفريقيا شرقاً وغرباً، وأيضاً في بعض بلاد الشرق.
وقد توخى المؤلف أموراً وحرص عليها في هذا الكتاب يمكن إيجازها كالتالي: تيسير العبارة، وتسهيل الأسلوب بحيث يكون فهم الكتاب في متناول المتخصصين وغير المتخصصين، مع الاعتناء بذكر أدلة المسائل والجزئيات من الكتاب والسنة والأصول العامة، دون الاستدلال على شيء من المسائل بالحديث الضعيف إلا إذا كان أكثر العلماء على العمل به، حين لا يكون في المسألة دليل غيره، فالضعيف خير من آراء الرجال، وكذلك ذكر ما يتصل مع الأحكام من الآداب الشرقية وآداب السلوك، لأنها جزء من الأحكام، لا ينبغي إغفالها، ولا التهوين من أمرها، بل هي مظهر عملي لمدى الالتزام بالأحكام وتطبيقها، وأيضا وضع فهرساً مفصلاً في آخر كل جزء لما اشتمل عليه ذلك الجزء من مباحث، وفهرساً عاماً في آخر الكتاب لجميع الأجزاء، تم فيه ترتيب المواد التي تناولها الكتاب على الحروف حتى تسهيل الاستفادة منه، زيادة على تجنيب الكتاب ذكر الخلافات، وتعدد الأقوال في المسألة الواحدة، والالتزام في المتن بالاقتصار على القول الراجح الصحيح في المسألة. وذكر القول الآخر المخالف القوي دليله في الحاشية مع دليله، كما عني في الحاشية بذكر الروايات التي جاءت من غير طريق عبد الرحمن ابن القاسم العتقي، عن الإمام مالك، حيث أن كتب الفقه المتأخرة اقتصرت في تقرير المسائل على رواية ابن القاسم في المدونة، وبذلك حُرم الباحث في القصة الفقه المالكي من الاطلاع على كثير من الروايات الأخرى الصحيحة في الموطأ وغيره، وفيها ما هو أوفق وأصلح لحال الناس، وأحياناً أرجح وأصح، خصوصاً ما كان منها في الموطأ.

الكتاب مفيد جدا فقهيا ومنهجيا، وفيه حسن ترتيب وجودة صياغة وتحرير للمذهب عند المالكية، والرجل عالم جليل له كتب أخرى ولا سيما في القواعد الفقهية تدل على تمكنه وإتقانه.
لقد بذل الدكتور الليبي الصادق الغرياني مجهودا قيما في التدليل على المسائل الفقهية في المذهب المالكي، لذلك ينصح الباحثون في علوم الفقه ومسائله كل طلبة العلم المبتدئين والمتخصصين في المذهب بقراءة هذا الكتاب.
واستوعبت المدونة، التي جاءت في 5 مجلدات، مسائل كبيرة في المذهب، وناقش مؤلفها أغلب القضايا الفرعية، بحيث يرجع إليه المبتدأ والمنتهي لأنه في الغالب يقتصر على مشهور المذهب ويبتعد عن الخلافات داخل المذهب وخارجه، خاصة أنّ هذه الطبعة الجديدة لدار ابن حزم تتميز بكونها تحتوي في حواشيها مقارنات المذاهب في أهم مسائل الخلاف، كما وردت عبارات الكتاب سهلة وليس فيها إطناب و لا إسهاب، وبها فهرس في جزئها الأخير لكل مسائل الكتاب .
ويعتبر كثير من الدارسين للفقه المالكي أن مدونة الغرياني هي أحسن كتاب معاصر ومدلل في الفقه المالكي بلا منازع، وليس لأهل المذاهب الأخرى كتاب يضارعه في عصرنته وتدليله وتدقيقه، فصاحبه من علماء المذهب المتمكنين وهو خريج أزهري قديم.
ومعلوم أنّ المذهب المالكي في منطقة المغرب العربي يعدّ منذ قرون خلت مذهب الدولة الرسمي في كل من موريتانيا، المغرب، ليبيا، الجزائر وتونس ويعد واضعه إمام دار الهجرة مالك بن أنس، إمام المسجد الأكبر بالمدينة المنورة في القرن 9 ميلادي و2 للهجرة.
وتعدّ تاريخيًا الحواضر الدينية الكبرى مثل قرطبة، فاس والقيروان أكثر المدن التي اشتهرت بنبوغ فقهاء مالكيين فيها خلال القرون الأولى وبعدها، ونذكر على سبيل الذكر لا الحصر الأئمة أسد بن الفرات وسحنون بن سعيد التنوخي وابن أبي زيد القيرواني وابن عبد البر المالكي وابن رشد وغيرهم من الأسماء التي تركت بصمتها في مجال الفقه والفتوى.
أما مؤلف المدونة فهو (الصادق عبد الرحمن علي الغرياني) فهو مواليد 1942م، عالم دين وأستاذ جامعي من سكان ضاحية تاجوراء في طرابلس، تخرج من جامعة محمد بن علي السنوسي بكلية الشريعة عام 1969، في البيضاء يليبيا، حيث عُيّن معيدا في الجامعة عام 1970.
حصل الغرياني على الماجستير من كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر عام 1972 في شعبة الفقه المقارن، كما حصل على درجة الدكتوراه في الفقه المقارن من نفس الكلية عام 1979، قبل أن يحصل على شهادة دكتوراه أخرى من قسم اللغة العربية والدراسات الإسلامية من جامعة إكستر في بريطانيا في عام 1984.
قضى الغرياني في التدريس الجامعي أكثر من ثلاثين سنة، تولى خلالها الإشراف والتدريس في شعبة الدراسات العليا بقسم الدراسات الإسلامية بكلية الآداب بجامعة الفاتح آنذاك، ونشر قرابة ثلاثين كتابا، أغلبها في الفقه وفروعه، وكذلك في العقيدة، وبعض الأعمال ألأكاديمية.
ونشير إلى أن هذه المدونة القيمة متوفرة حصريا بالجزائر لدى دار الوعي، لكل من يرغب في الاستفادة منها، حيث يمكنه التواصل معها عبر موقعها الإلكتروني أو على حسابها الرسمي عبر مواقع التواصل الاجتماعي أو من خلال وكلائها الموزعين المعتدين.. 


تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة