هل سمعتَ عن البيت الذي قيل إن الجنّ قالته لا البشر؟بيتٌ عجيب، في قافيته جناس تامّ، لا يكاد يُنسى! وقد نُسب لقائلٍ من الجنّ، بعد حادثة غريبة...
القصة تقول: خرج حرب بن أمية (والد أبي سفيان وجدّ معاوية) مع نفرٍ من قريش في الصحراء، وأوقدوا نارًا عظيمة، فأزعجت الجنّ! وكانت الجنّ متشكّلةً على هيئة أفاعٍ، فتوجهت إحداها نحوهم فقتلها حرب.
خرجت امرأة من الجن، تضرب الأرض بعصاها غاضبةً للثأر، فلمّا نطق حرب: "باسمك اللهم"، ولّت مدبرة، لكنها عادت فقتلته انتقامًا.وعند موته، سمع أصحابه هذا الصوت العجيب من الجن يقول:
**"وقَبرُ حَربٍ بمكانٍ قَفرٍ
ولَيسَ قُربَ قَبرِ حَربٍ قَبرُ"**
فمن هو حرب؟ لم يكن عاديًا، بل كان من أحناف مكة، حرّم الخمر على نفسه قبل الإسلام، وكان من علماء قريش ومؤرخيهم، ومن قضاة العرب، وقائد كنانة في حرب الفجار، بل هو من علّم كثيرًا من القرشيين الكتابة، الذين صاروا لاحقًا كتّاب الوحي!
سأله زياد بن أنعم المعافري ابن عباس رضي الله عنه:
هل كنتم معاشر قريش تكتبون في الجاهلية؟
قال: "نعم".
قال: "فمن علّمكم؟"
قال: "حرب بن أُمية".
بيت واحد... وحكاية من أعماق التاريخ العربي!
ويبقى هذا كلام والله اعلم
إرسال تعليق