التقى مدرس الرياضيات عند الإشارة المرورية مع مدرس اللغة العربية وكان عابس
وجهه ، فغضب مدرس اللغة العربية منه وقال له : لماذا أنت عابس وجهك ؟!
قال مدرس الرياضيات :
أيها النحوي ، إنك لا تدري ما يجري لي مع الطلاب ، ولو دريت لقت عجبٌ عجاب ، شرح
وأمثلة ، وتمارين وأسئلة ، منهج طويل ، وعقول لا تشفي الغليل ، وأنت يا سيباويه بين
الفعل والتفعيل ، ودائماً تزعج الطلاب بالفاعل والمفعول ، وبالذات إذا أكلت الفول ، تقول
للطالب أعرب واضبط الحركة ، وقد ضاعت من الحصة البركة ، الطلاب يكرهون النحو
والأدب ، وأنا لا أعرف ما السبب ، لكن أيها المدرس الأديب ، يا صاحب الصوت العجيب ،
لو جربت الرياضيات ، لقت أنها أصعب اللغات ، مع أن الطلاب يحبوني ، وإذا أردت أن اشرح
يسمعوني ، لكن الأقدار تفعل ما تشاءُ وأفوض أمري إلى رب السماء .
فغضب مدر س اللغة العربية واحمرت عيناه وبدأ يصرخ في وجه مدرس الرياضيات ويقول :
مدرس اللغة العربية :
بل أنت يا مضيع الأوقات ، وهادِرَ الطاقات ، بما تسميه الرياضيات ، أزعجت الطلاب ،
بشرح السالب والإيجاب ، هذا تطبيق وهذه جذور وكلامك كله كذبٌ وزور ، الطلاب تكره
المادة ، وربما غابت عن الجادة ، والسبب أن مدرسها لا يجيد الشرح ، وربما غير الضرب
بالطرح ، وأما جودة التقسيم فإنها تحتاج إلى تقييم ، ضيعت الحصص ، وأكثرت الغصص
وجعلت لون السبورة كالبرص ، لا تجيد إلا الكتابةِ والكلام ، والمعنى لا يصل إلى الأفهام
، وتَزعم أنك مدرسٌ محبوب ، وأنك عند الطلاب مرغوب .
أما أنا فلي مع الطلاب حديث أديرهُ بين التذكير والتأنيث ، وحيات الشعراء وكلام الأُدباء
ووعظ الخطباء كلها معي في التدريس ، أسوغها بلا غش ولا تدليس ، فهداك الله
وأعادك إلى رشادك ولا أريد التهزيء وأنا منه بريء ولولا أن الإشارة خضراء لأسلتُ من
جسمك الدماء.
إرسال تعليق