قصيدة المتنبي لا تحسبوا رقصى طربا :

اجتمع الناس عند حيكم ، ليشكوا اليه همومهم وأحزانهم ، فصنع لهم الحكيم صندوقا سحريا ، وقال إن هذا الصندوق يغير الأقدار . فعلى كل واحد منكم أن يكتب همه على ورقة ويضعها في الصندوق وعندها وسيقوم الصندوق بتحويل قدره إلى قدر آخر , وفعلا قام الناس بذلك ، كل واحد منهم كتب ما لديه من هموم وأحزان على ورقة ووضعها في الصندوق
وفي اليوم التالي قال الحكم فليأخذ كل واحد منكم ورقة وسيكون الهم المكتوب عليها هو همه وقدره الجديد .
فكان الواحد منهم كلما أخذ ورقة من الصندوق ليقرأها أعادها سريعا , ليأخذ غيرها إلى أن يأخذ ورقته التي كتبها بالأمس ..!!
وعندما سألهم الحكيم عن سبب فعلهم وكيف أنكم كنتم تريدون تغيير أقداركم فعاد كل واحد منكم إلى قدره طوعا ..؟؟
- قالوا : لقد وجدنا أنفسنا في نعمة حين اطلاعنا على مصائب غيرنا - فى هذا
يقول الشافعي رحمة الله عليه:

يريد المرء أن يعطى منـاه .................ويأبـى الله إلا مــا أرادا
قول المرء فائدتي ومالـي ............وتقوى الله أفضل ما استفادا
ولرب نازلةٍ يضيق لها الفتى .......ذرعاً وعند الله منها المخرج
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها .......فرجت وكنت أظنها لا تفرج

وقال أيضاً في
الرضى بقضاء الله وقدره

دع الأيام تفعـل مـا تشـاء......وطب نفساً إذا حكم القضـاء
ولا تجزع لحادثـه الليالـي......فما لحوادث الدنيا من بقـاء
وكن رجلاً عن الأهوال جلداً.....وشيمتك السماحـة والوفـاء
وأن كثرت عيوبك في البرايا......وسرك يكـون لهـا غطـاء
تستر بالسخاء فكـل عيـبٍ..........يغطيه كمـا قيـل السخـاء
ولا ترى للأعـادي قـط ذلاً..........فإن شماتـه الأعـداء بـلاء
ولا ترج السماحة من بخيـل.......فما في النار للظمـآن مـاء
ورزقك ليس ينقصه التأنـي......وليس يزيد في الرزق العناء
ولا حزن يدوم ولا سـرور...........ولا بؤس عليـك ولا رخـاء
إذا ما كنت ذا قلـب قنـوعٍ..........فأنت ومالـك الدنيـا سـواء
ومن نزلت بساحتـه المنايـا.........فلا أرض تقيـه ولا سمـاء
وأرض الله واسعـة ولكـن........إذا نزل القضاء ضاق الفضاء
دع الأيام تغـدر كـل حيـن..........فما يغني عن الموت الـدواء