U3F1ZWV6ZTM1MDgwNzg5ODg1MDQyX0ZyZWUyMjEzMTk5NTcyNTU4MA==

جزاء المعروف في غير أهله

الحجم

للشعر قصص جميل قيلت في مناسبة نظمه ، فبقيت خالدة فى ذاكرة الادب العربي:
يحكي أن قوماً خَرَجُوا إلى الصيد في يوم حار، فعَرَضَتْ لهم (أُمَّ عامرٍ) وهي الضبع ، فطَرَدُوها إلى أن دخلت خِباه أعرابي فخرج إليهم وقَال : ما شأنكم ؟
قَالوا : صَيْدُنا وطَريدتنا فَقَال : كلا والذي نفسي بيده لا تصلون إليها ما ثَبَتَ قائمُ سيفي بيدي ، فرجَعُوا وتركوه .
وقام إلى ناقته فحلَبَهَا ، فَقَرَّبَ منها الحليب ، فأقبلت تَلِغُ فيه حتى رويت واستراحت . فبينا الأعرابي نائم إذ وّثَبَتْ عليه الضبع فبَقَرَتْ بطنه وشربت دَمَه وتركته وفرَّت.
فجاء ابن عم له يطلبه فإذا هو بَقِيرٌ في بيته ، فالتفت إلى موضع الضبع فلم يرها ، فخرج مسرعا فأدركها وقتلها ، وأشأ يقول:

وَمَنْ يَصْنَعِ المَعْرُوفَ معْ غَيرِ أَهْلِهِ**** يُلاَقَ الَّذي لاَقَى مُجِيرُ امِّ عَامِرِ
أدامَ لها حِيــنَ استَجَــارَتْ بقُرْبِــهِ **** لها محْضَ ألبَانِ اللقَاحِ الدَّرَائِرِ
وَأَسْمَنَهَــا حَتَّى إذَا مَـــا تَكَــــامَلَتْ **** فَرَتْهُ بأنْيَابٍ لَهَا وَأظَافِرِ
فَقُلْ لِذِوِي المَعْرُوفِ هَذَا جَزَاءُ مَنْ**** بَدَا يَصْنعُ المَعرُوفَ فِي غَيْرِ شَاكِرِ

*وقال زهير بن أبي سلمى :
ومن يصنع المعروف في غير أهله ***** يكن حمده ذماً عليه ويندم
تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة