U3F1ZWV6ZTM1MDgwNzg5ODg1MDQyX0ZyZWUyMjEzMTk5NTcyNTU4MA==

مراحل العلم

الحجم


من المقولات المعروفة: إنّ للعلم ثلاث مراحل؛ عندما يبلغ الإنسان المرحلة الأولى يركبه الغرور والتكبّر، إذ ينظر إلى ما أدركه من بعض مسائل العلم فيعتبر نفسه أعلم وأفضل وأرفع من غيره من الأفراد، وهذه هي مرحلة رؤية العلم والذات.
وعند وصوله إلى المرحلة الثانية، تكون معلوماته قد ازدادت، فتتجلى له عظمة الخلق، فسيستصغر نفسه وعلمه أمام عظمة ما تجلّى له، فيأخذه التواضع، وهذه مرحلة الرؤية الواقعيّة والمنظور الواقعي للعالم. فينتقل من رؤية العلم إلى رؤية العالَم. فبدلاً من أن يتطلّع إلى ما عنده من علمٍ، يطلق بصره في العالم ويتفهّم العالَم بما لديه من معلومات، حتّى يضع قدمه على اعتاب المرحلة الثالثة.
في المرحلة الثالثة يعلم أنّه لا يعلم شيئاً، وهذه مرحلة الحيرة والإندهاش. في هذه المرحلة يدرك أنّ المقاييس والموازين الفكريّة التي اختزنها في صندوق فكره أتفه وأحقر من أن يستطيع من خلالها قياس هذا العالم العظيم، عندئذٍ يعلم أنّ مقاييسه العلميّة والفكريّة لا تصلح إلا لمحيط حياته الخاصّة وحسب.
من كتاب “المعرفة القلبيّة والعقليّة” – مرتضى مطهّري
الاسمبريد إلكترونيرسالة