لم يساووك في علاك و قد حا ل*** سناً منك دونهم وسناء
نما مثَّـلوا صفــاتك للنَّا س *** كما مثَّـل النجوم الماء
أنت مصباح كل فضل فما تصدر *** إلا عن ضوئك الأضواء
لك ذات العلوم من عالم الغيــــ *** ـــــب و منـها لآدم الأســماء
لم تنزل في ضمائر الكون *** تختا ر لك الأمهات و الآباء
ما مضت فترة من الرسل إلا *** بشَّرَتْ قومها بك الأنبياء
تتباهى بك العصور وتسمو *** بك علياء بعدها علياء
وبدا للوجـوه منك كريم *** من كريم آبائه كرماء
نسب تحسب العلا بحلاه *** قَـلَّــدتها نجومــها الجوزاء
حبذا عقد سؤدد وفخار *** أنت فيه اليتيمة العصماء
ومحيا كالشمس منك مضيء *** أسفرت عنه ليلة غراء
ليلة المولد الذي كان للديـــــ *** ـــــن سرور بيومه وازدهاء
فتنزه في ذاته و معانيـــــــ *** ــــه استماعا إن عز منك اجتلاء
واملأ السمع من محاسن يمليهــــ *** ـــــــا عليك الإنشاد و الإنشاء
سيد ضحكه التبسم و المشــــــ *** ـ ـــي الهُوَيْنى ونومه الإغفاء
رحمة كله و حزم و عزم *** و وقار و عصمة و حياء
لا تحل البأساء منه عرى الصـــــــ *** ــــــبر و لا تستخفه السـّــراء
كَرُمَت نفسه فما يخطر السو ء *** على قلبه و لا الفحشاء
جَهِلت قومه عليه فأغضى *** وأخو الحِلْمِ دَأبُه الإغضاء
وسع العالمين علما وحلما *** فهو بحر لم تعيه الأعباء
شمس فضل تحقق الظن فيه *** أنه الشمس رفعة و الضياء
خفيت عنده الفضائل وانجا *** بت به عن عقولنا الأهواء
أمع الصبح للنجوم تجل أم *** مع الشمس للظلام بقاء
معجز القول و الفعال كريم الـــــ *** ــــخلق و الخلق مقسط معطاء
لا تَقِسْ بالنبي في الفضل خلقا *** فهو البحر و الأنام إضاء
كل فضل في العالمين فمن فضــــ *** لــــه وبالله أخذها و العطاء
تتقي بأسها الملوك وتحظى *** بالغِنى من نَوالِها الفقراء
إرسال تعليق