U3F1ZWV6ZTM1MDgwNzg5ODg1MDQyX0ZyZWUyMjEzMTk5NTcyNTU4MA==

العلاج بالألوان.:

الحجم
توجد الألوان في كل مكان حولنا؛ فأحلامنا وردية، وغضبنا أحمر، وشبابنا بلون الربيع. واللون ليس مادةً ملموسةً، بل هو إحساس ناتج من موجات كهرومغناطيسية تشكّل الضوء، تتلقى الأعين هذه الموجات، وتتولى الأدمغة ترجمتها، فيتولد عن ذلك إحساس نسمّيه الألوان.

وتؤدي الألوان دوراً كبيراً في تغيير نظرة الفرد إلى الحياة، كما أنها تعبّر عما يدور في شخصيته من خلال تجاوبه معها. وتعدّ الألوان في حدّ ذاتها من العوامل البيئية المؤثرة في صحة الإنسان؛ فهي تؤثر في العواطف والنظرة إلى الحياة، وتؤثر أيضاً في السعادة النفسية للفرد والمجتمع عامةً. كما تملك الألوان طاقةً قويةً، فيمكنها أن تشفيك أو تسبب لك المرض، تعالج نفسيتك أو توتر أعصابك، تنشطك أو تهدئك، تمنحك شعوراً بالدفء أو بالبرودة، تؤجج عاطفتك أو تميتها، وهكذا.
وفي يومنا هذا، وعلى الرغم من مرور أكثر من 150 عاماً على بدء دراسة تأثير اللون في الإنسان، خصوصاً تأثيره العلاجي، بصورة علمية، لا يزال هذا الموضوع في طور الاستكشاف البطيء على الصعيد الدولي، ويكاد يكون مجهولاً تماماً في العالم العربي، باستثناء بعض المختصين في العلاج المكمل، وهم قلة يعدّون على الأصابع. وبغية نشر أهمية الألوان، واستخدامها علاجاً مكملاً، نشأ في الآونة الأخيرة كثير من المؤسسات ومراكز البحث والتدريب والعلاج المتخصّصة في دول غربية خاصة، مع أن العلاج بالألوان كان معروفاً منذ عصور سحيقة لدى الحضارات القديمة، لاسيما في الشرق الأقصى (الهند، والصين)، والشرق الأوسط (بلاد الرافدين، ومصر الفراعنة، ويونان الإغريق). ومن أهم تلك المؤسسات غير الحكومية المختصة في العلاج باللون في بريطانيا: مؤسسة التدريب على العلاج بالألوان، ورابطة العلاج بالألوان، والألوان الدولية، وهي جميعاً هيئات أسّستها جون ماك ليود إحدى أبرز الخبراء في العلاج في بريطانيا والعالم.
الغرب والعلاج بالألوان
بدأ الاهتمام بالتداوي باللون -ويسمى أحياناً: Chromo therapy- في أوربا والولايات المتحدة الأمريكية في النصف الثاني من القرن التاسع عشر الميلادي، وإن كان العرب المسلمون قد اهتموا بآثار الألوان العلاجية قبل الغرب بقرون؛ فقد جاءت في كتاب (القانون) لابن سينا إشارة إلى تأثير الألوان الرئيسة في الفرد، فوجد أن الأحمر -على سبيل المثال- يثير الدم، بينما الأزرق يهدئه.
أما أول كتاب غربي وُضع حول استخدام الضوء لأغراض علاجية، فكان بعنوان (الضوء الأحمر والأزرق، أو الضوء وأشعته كدواء)، لمؤلفه الدكتور س. بانكوست، ونشر عام 1877م، وركّز بحث الكتاب في تأثير الأشعة الحمراء المنبهة والزرقاء المسكنة في جسم الإنسان. وفي عام 1878م اكتشف العالم دي. بي. غاديالي المبادئ العلمية التي تشرح التأثيرات العلاجية المتنوعة للأشعة الملونة المختلفة في الكائن الحي. وفي عام 1887م نشر الدكتور إيدوين بابيت كتابه البحثي المهم بعنوان: (مبادئ الضوء واللون)، أوصى فيه باتباع عدة تقنيات وأساليب لاستخدام اللون بغرض العلاج. وفي عام 1933م، وبعد سنوات من البحث، نشر غاديلي موسوعة (فنّ قياس الألوان الطيفية)، وهو تحفة في مجال العلاج باللون. كما قام العالم مندل الألماني عام 1980م بتأليف موسوعة علمية عن الألوان الأساسية، والألوان المكمل بعضها بعضاً، وكيفية التداوي بها عن طريق أجهزة علاجية مختلفة تسمى بأجهزة العلاج الطبيعي بالأشعة الملونة.
العلاج بالألوان
تتمثّل نظرية العلاج بالألوان في أنّ لكل لون تردداً تذبذبياً أو اهتزازياً مختلفاً، ويعتقد العلماء أن جميع الخلايا في الجسم تملك أيضاً تردداً ينبعث بقوة وإيجابية عندما يكون الإنسان بصحة جيدة، لكن عندما يُصاب بالمرض فإن هذا التردد يصبح غير متوازن. وقد أشار الباحثون إلى أن الألوان الرئيسة التي تؤثر في جسم الإنسان هي التدرّجات اللونية لقوس القزح. ويقول الاختصاصيون فى هذا المجال: كل جسد تحيط به هالة تتكون من حزمة ضعيفة من الأضواء، تلتف حوله، وتتكون من عدد من الألوان المختلفة، وكل لون من هذه الألوان له علاقة بجزء معين من أجزاء الجسم؛ فاللون الأحمر -مثلاً- يمثّل اليدين والقدمين والدم والكلى، واللون الأصفر للجهاز العصبي، والبنفسجي للقلب، ويعكس لون هالة كل إنسان حالته الصحية جسدياً وعاطفياً وروحياً. وفي هذا النوع من العلاج يقوم الاختصاصي بعمل تشخيص، ثم يلجأ إلى تعريض جزء مُصاب في الجسم لألوان معينة؛ حتى يؤثر في طريقة أداء هذا الجزء.
ويؤكد الطب البديل أن نقص لون معين في جسم الإنسان يؤدي إلى اضطرابات داخل الجسم، وظهور أعراض سلبية على الإنسان قد تؤثر في العلاقات الأسرية أو الاجتماعية؛ بسبب تأثيرها المباشر في الحالة الشعورية للإنسان، وقد يمتد هذا التأثير إلى القدرة الجنسية؛ لذا فإن تزويد الجسم باللون الناقص الذي يحتاج إليه يساعد على علاج هذه الاضطرابات، واختفاء هذه الأعراض السلبية فوراً. وقد أثبت العلم الحديث أن الألوان تزوّد الجسم بالطاقة، التي تعمل بدورها على تصحيح الاضطرابات الشعورية أو النفسية، بما فيها السلوك السيكوباتي، الذي يُصنّف بالميول العدوانية وعدم نضوج العاطفة إلى حدّ بعيد.
إذاً، يستطيع الإنسان تمييز الألوان بواسطة حاسّات في شبكية العين يُطلق عليها الامتدادات المخروطية والامتدادات العصيّة. وتتميز العصيّة بأنها حساسة للضوء المنخفض، في حين أن المخروطية، التي تتطلب كثافةً كبرى من الضوء، تسمح بالتقاط اللون، ثم تقوم بإرساله إلى العصب البصري، ثم إلى الدماغ. وتستجيب الغدتان النخامية والصنوبرية في الدماغ للرسائل المرسلة من الخلايا التي تحدد كمية اللون المشعّ على الجسم وجودته، ثم تقومان بإفراز هرمونات تحاكي الغدد الأخرى.
ومما يثير الدهشة أن للألوان تأثيراً في مكفوفي البصر تماماً كالمبصرين؛ نتيجةً لترددات الطاقة التي تتولد داخل أجسامهم، وهي فكرة استخدمها الصينيون القدماء في علاج الأمراض، وهو ما يدلّ على أن الألوان التي تختارها لملابسك، ومنزلك، ومكتبك، وسيارتك، والأشياء الأخرى الخاصة بك، يكون لها تأثير عميق لديك. وطبقاً لما يعتقده الدكتور ألكسندر شاوس -مدير المعهد الأمريكي للبحوث الحيوية الاجتماعية في تاكوما بولاية واشنطن- فإنه عندما تدخل طاقة الضوء أجسامنا فإنها تنبّه الغدة النخامية والصنوبرية، وهذا الأمر بدوره يؤدي إلى إفراز هرمونات معينة تقوم بإحداث مجموعة من العمليات الفسيولوجية، وهو ما يشرح لماذا تسيطر الألوان تأثيراً مباشراً على أفكارنا ومزاجنا وسلوكياتنا.
طرائق العلاج
أصبح العلاج بالألوان وسيلةً من وسائل العلاج النفسي والجسمي؛ إذ اكتشف العلماء وجود مجال كهرومغناطيسي حول كل كائن حي، يعمل على امتصاص الضوء وتحليله إلى ألوان الطيف التي تبدأ بالأحمر وتنتهي بالبنفسجي. ووجد أيضاً أن أنسجة الجسم المختلفة تأخذ من طاقة هذا الطيف حاجتها؛ وهذا يؤدي إلى صحتها، وتعزيز قدرتها على أدائها البيولوجي، وهذا الأمر يعني أن هناك حاجةً بيولوجيةً للأنسجة من الألوان؛ فإذا غابت أو نقصت تعرّض هذا النسيج للضعف والمرض والاضطراب. وقد استخدمت هذه الحقائق علاجياً؛ فأصبح من الممكن الآن إعطاء المريض جرعةً من الألوان كما تُعطى جرعة من الدواء أو الغذاء؛ إذ أصبح جزءاً من العلاج بالأشعة. ويستخدم المعالجون مدًى واسعاً من الأساليب المتنوعة لمعالجة مرضاهم، تشمل تغطيتهم بأوشحة ملونة، أو تسليط أضواء ملونة على أجزاء مختلفة من أجسامهم، أو عرض ألوان معينة عليهم، أو تدليكهم بزيوت ملونة، أو إضافة ملابس مختلفة الألوان إلى خزانة الثياب.
وتعتمد هذه التقنية العلاجية التي طوّرها علماء أعصاب أمريكيون على حزم ضيقة من الضوء الملون تستخدم لتنشيط الخلايا المستقبلة للضوء التي تُعرف بالعصويات والمخروطيات الواقعة خلف العين في عدة جلسات، تستغرق كلّ منها 20 دقيقة؛ بهدف إعادة التوازن إلى الجهاز العصبي الذاتي. ويرى المعالجون أن هذه التقنية إذا لم تعالج الحالات المرضية فإنها تساعد على تحسين الصحة النفسية للمريض بشكل عام؛ فعلى سبيل المثال: يمكنها تخفيف حالات التوحد النفسي والعدوانية عند الأطفال، كما تساعد على تحقيق الدعم والراحة النفسية لمرضى السرطان، وتحسين نوعية حياتهم.
وأشار الخبراء إلى تزايد إقبال الآباء على استخدام الصناديق الضوئية الملونة، التي تُعرف باسم لوماترون، لمعالجة أطفالهم المصابين بمشكلات مرضية تراوح بين التوحّد، وعسر القراءة، وخلل التناسق، وعسر الانسجام، وذلك بعد أن حقّق هذا العلاج نتائج ممتازة في هذا الصدد.
كيفية تطبيق العلاج باللون
لا توجد فحوص خاصة في الطب التقليدي لتشخيص نقص لون معين داخل الجسم؛ لذا فالعلاج بالألوان ليس له قواعد محددة في هذا الطب. أما عن كيفية تزويد الجسم بتلك الألوان الناقصة التي يحتاج إليها، فإن ذلك يتم عن طريق ممارسة بعض وسائل الطب البديل؛ مثل: اليوجا، والتصوّر، والتأمّل، ولكلّ منها أسلوب مختلف. وحتى يتم العلاج بالألوان بصورة صحيحة وسريعة يجب أن يتوافر اللون المستخدم في عملية العلاج في غذاء الشخص اليومي، مع الأخذ في الحسبان القيمة الغذائية لهذا الغذاء التي لا يمكن إهمالها، ومن أمثلة الأغذية المحتوية على اللون الواحد: البنجر، والطماطم، والبطيخ، وكلها يتوافر بها اللون الأحمر، أما اللون البرتقالي فنجده في الجزر، والبرتقال، والمانجو، بينما يحتوي التوت والعنب على اللون البنفسجي.
تتمثّل الطريقة التقليدية التي تسعمل بها الألوان للعلاج في استحمام المريض بضوء يشعّ عبر مرشّح (فلتر) ذي لون معين مدةً محددةً؛ إذ تكون حجرة العلاج مطفأة النور، باستثناء الضوء اللوني العلاجي. وقد يحمل بعض المعالجين شيئاً ملوناً -مثل بطاقة- فوق منطقة معينة من الجسم، أو يوصون المريض بارتداء ثياب من لون معين. وفي إحدى الطرائق التي تُعرف باسم (تنفس اللون)، يُطلب من المريض تخيّل لون ما، وأن يقوم باستنشاق هواء ذلك اللون. وقد يوصي المعالجون أيضاً المرضى بتناول أطعمة من لون معين، وشرب ماء تشرّب ضوء الشمس عبر مرشّح أو لوحة أو شاشة ملونة، أو شرب عصير من لون معين.
 العلاج بالألوان وأشعة الشمس
أصبح الآن كثير من الأطباء والعلماء يتجهون إلى العلاج بالألوان وأشعة الشمس؛ لما لهما من تأثير قويّ في الإنسان أكثر من العلاج بالمواد الكيميائية. وللدكتور قيس غوش كتاب فى الأسواق بعنوان: (العلاج بالألوان وأشعة الشمس)، ملخص فكــرته هو كشف علاقة الألوان وأشعة الشمس بصحة الإنسان وسلوكه، وأنها تمنحنا العلاج عندما نشعر أننا بحاجة إليه، وهي تؤثر في كياننا تأثيراً بالغاً، ومن الطبيعي أننا نتأثر ونستخدم الألوان في حياتنا؛ فنحن نتعرض لها في كل حين بصورة تلقائية من دون وعي منا. وكما يقول الدكتور غوش، فكلما استخدمنا الألوان بوعي منا زاد تناغمنا معها، وبعد وعينا هذا العلم نجد أننا في تجدد، وأننا نسير باتجاه شفاء أجسادنا، وتقوية أعصابنا. لقد بدأنا ندرك أن صحتنا وحيويتنا تعتمدان إلى حدّ كبير على الألوان والأشعة الشمسية ما دامت حياتنا تبدأ بالنور، ويمدها هذا النور بالحياة والنشاط. والحق -كما يقول الدكتور غوش- أن الناس الذين بدؤوا يعون أهمية الألوان والنور أخذوا في التزايد، وأن مسألة مساعدة أنفسنا غَدَتْ تعني أننا أصبحنا أكثر وعياً لأنفسنا وللعالم الضوئي الذي يحيط بنا.
نماذج للعلاج بالألوان
تعتمد طريقة العلاج بالألوان على اختيار اللون المناسب للمرض، وإحاطة الجسم به مكانياً بالجلوس فيه، أو بارتداء ملابس من اللون نفسه، وتأمله في أثناء تركيز العقل في الجزء المصاب من الجسم. وبذلك يتّضح أنه تؤثر رؤية عين الإنسان الألوان نفسياً، بل صحياً، فيه. وللألوان تأثير سيكولوجي، يصنف إلى تأثير مباشر، وآخر غير مباشر. ومن نماذج العلاج بالألوان:
- استخدم الفراعنة اللون فوق الأخضر داخل الأهرامات لمقاومة الجراثيم، وقتل البكتيريا، والمحافظة على المومياوات. وأظهرت البحوث الحديثة أن الاستخدام الصحيح للألوان يمكن أن يزيد التركيز، والنشاط، والقدرة على التعلم والفهم والتذكر بنحو 55-78%.
- دراسة أخرى أُجريت عام 1982م في كلية التمريض بسان دييجو، تمّ فيها تعريض 60 امرأة في متوسط العمر يعانين التهاب المفاصل الروماتيزمي للون الأزرق مدة 15 دقيقة، فشهدن تحسناً ملحوظاً في شدة الألم الذي خفّ بدرجة كبيرة عن ذي قبل.
- دراسة أجريت عام 1990م، تم فيها تسليط أضواء حمراء اللون على عيون مجموعة من المرضى يعانون الصداع النصفي في بداية ظهور النوبة، فتعافى نحو 93% منهم بشكل جزئي نتيجة هذا العلاج، وأرجع المعالجون السبب في ذلك إلى أن اللون الأحمر يزيد ضغط الدم الشرياني، ويوسع الأوعية الدموية.
- بيّنت التجارب أن للألوان أيضاً تأثيراً في مدى إحساسنا بالحرارة؛ إذ أُجريت دراسة في النرويج عرفوا منها أن وجود الناس في غرفة مطلية باللون الأزرق يدفعهم إلى رفع مؤشر التدفئة المركزية ثلاث درجات أعلى من أفراد يجلسون في غرفة مطلية باللون الأحمر.
- أثبتت دراسات أخرى أن خفة الألوان ودُكنتها بعمقها وتدرجها يؤثران في دقة إدراكنا الوقت، كما يؤثران في قدرتنا على التركيز والتذكّر.
- قام عالم دانماركي، يُدعى نيل فنسين، باستعمال الضوء الأحمر في علاج الجدري، وأثبتت التجارب أن اللون الأحمر يمنع وصول الأشعة فوق البنفسجية إلى الجلد المصاب، كما يمنع حدوث التشوهات.
- هناك مُعتقد أن ضوء الشمس، بما فيه سرعة ألوان الطيف، له قدرة على إنتاج فيتامين د تحت الجلد، وهذا الفيتامين يقلّ في حالة الإصابة بلين العظام؛ إذ يعدّ من أهم الفلسفات في تكوين العظام.
- كشف اختصاصيو الجلدية في مركز بوسطن الطبي بالولايات المتحدة النقاب عن أن حزمة من الضوء الأزرق قد تعيد نضارة الشباب إلى البشرة، وتزيد الوجه تألقاً وجمالاً. ووجد هؤلاء الاختصاصيون في دراسة أن العلاج بالضوء الأزرق الذي صُودق عليه أصلاً لمعالجة الآفات الجلدية السرطانية في الوجه يزيل التجاعيد، والخطوط الخفيفة، والبقع البنية الدكناء من الوجه. وأوضح الخبراء أن الضوء الأزرق يتفاعل مع محلول خاصّ يوضع على الوجه؛ فخلال 16 دقيقة تحته، وبعد أسبوع واحد من النقاهة، يتم الحصول على الهدف المطلوب. وفسّر علماء مركز بوسطن ذلك بأن الخلايا التالفة تخضع لهذا التفاعل الذي يسبّب انفصالها وتساقطها مدة أسبوع؛ لتحلّ محلها خلايا جديدة سليمة، وأشاروا إلى أن نتائجها ليست مثيرة كنتائج عملية إعادة تسطيح الجلد بالليزر، لكن مدة التعافي فيها أقصر، وهي بديل بجودة عمليات التقشير الكيماوي نفسها، وقد تكون أفضل منها؛ لأنها أبسط وأقلّ عدوانيةً وإيلاماً. وأبان الخبراء أن هذه التقنية المضادة للشيخوخة مكلفة جداً؛ إذ يصل سعر الجلسة الواحدة منها إلى 800 دولار، كما أن آثارها على المدى الطويل لم تتّضح بعد؛ لأنها ما زالت حديثةً.
- طوّر بعض الأطباء بحوثاً ودراسات هدفت إلى علاج الحروق بالألوان عن طريق وضع المنطقة المصابة تحت ضوء ملفوف باللون الأخضر، وكانت النتيجة لدى كثير من المرضى أن الألم قد خفّ بصورة أسرع. كما استخدم الأطباء ألواناً أخرى لعلاج الربو، وآلام الجهاز الهضمي، والجهاز التنفسي، والمغص، والقرحة، وغيرها.
- ثبت علمياً أن وضع الأشخاص الذين يميلون إلى العنف في غرفة مطلية باللون الوردي الفاتح مدةً قصيرةً يجعلهم أكثر هدوءاً واسترخاءً، والسبب هو التأثير الفسيولوجي الذي تحدثه الطاقة الكهرومغناطيسية لهذا اللون في إفراز الغدد التي تؤثر مباشرةً في الانفعالات العاطفية المختلفة.
- ثبت أيضاً أن طلاء حجرات الدراسة باللون الأزرق الفاتح، مع وضع مصابيح إضاءة عادية، يجعل التلاميذ أكثر انتباهاً، ويقلّل سلوكهم العدواني. أما طلاء الجدران باللون البرتقالي، مع الإضاءة بالفلورسنت، فإنه يحدث أثراً عكسياً لسلوك التلاميذ.
- يؤكد المعالجون بالألوان أن جسم الإنسان يعرف بفطرته أهمية الألوان؛ لذلك عندما تصيبه الكآبة نراه يرتاح عندما ينظر إلى السماء والبحر، أو إلى الخضرة والأشجار.
ولعلّ الزمن القادم يفصح عن بعض الأسرار التي كشفها القرآن العظيم عن الألوان، وما فيها من بديع صنع الله، وقدرته، وآلائه، وما أودعها -عزّ وجلّ- من أسراره ولطائفه سبحانه وتعالى؛ فيكفي أن نعلم أنه: من غموض الأزرق خلف السماء وتحت البحر وُلدت الفلسفة، ومن خير الغابات الخضراء تعلّم الإنسان الأول الأخذ قبل العطاء وهو يقطف ثمار الأشجار، ومن وهج النار عرف ألم الاحتراق وأحسّ بالدفء والأمان من الوحوش المفترسة من سواد الليل؛ فمع الألوان تعلّم الإنسان المعيشة على الأرض، ومن وحي الطبيعة اختار ألواناً للحب وأخرى للحرب، فتُرى هل سيأتي اليوم الذي سنجد فيه معاهد متخصّصة للعلاج بالألوان؟ وهل سيصبح العلاج بالألوان هو صيحة القرن المقبل؟! نأمل ذلك.
تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة