U3F1ZWV6ZTM1MDgwNzg5ODg1MDQyX0ZyZWUyMjEzMTk5NTcyNTU4MA==

مخترعون قتلتهم اختراعاتهم :

الحجم
حياة المخترع ليست بسيطة؛ ففي البدء يتوجب عليه ابتكار فكرة جديدة تقوم بحلّ مشكلة ما بطريقة لم يفكر بها أحد من قبله، ثم يعمل على تصميم فكرته وهندستها؛ ليأخذها من الطور النظري إلى الواقع الفعلي التطبيقي. والحقيقة أن تاريخ تطور الاختراعات يعكس تطور الفكر البشري عبر الزمن؛
مما جعل حياة الإنسان أكثر يسراً ورفاهيةً.
لكن الاختراعات أثبتت أنها مسار خطر لكثير من المخترعين المغامرين؛ ففي كثير من الحالات سارت الأمور بطريقة خاطئة، وتحطمت الاختراعات، ولم تجد طريقها إلى العمل بالصورة الصحيحة التي خطّط لها مصممها؛ فقد قُتل عدد من المخترعين في بعض الأحيان بواسطة الأفكار التي جلبوها إلى الحياة، ولعل من أبرز هذه القصص الحزينة قصص سبعة من المخترعين قُتلوا على أيدي اختراعاتهم؛ لتكون قصصهم عبرةً لكل المخترعين؛ لتوخي أقصى درجات الحذر والحيطة في عملهم.

السيارة الطائرة
كان هنري سمولينيسكي مهندساً ترك عمله ليبدأ مشروعاً يتعلق بهندسة المركبات المتطورة في شركة ركّزت عملها في جلب السيارات الطائرة إلى الأسواق، وفي عام 1973م قامت الشركة ببناء أول نموذجين من اختراعها من خلال دمج مؤخرة طائرة من نوع سيسناسكاي ماستر مع سيارة من نوع فورد؛ إذ صُمّم جزء الذيل ليتم ربطه بالسيارة، وكان سمولينيسكي قد شرع في البدء بإنتاج هذا الاختراع الموجّه إلى سوق التجزئة في عام 1974م، لكنه في الحادي عشر من سبتمبر عام 1973م قام بتجربة طيران مع الطيار هارولد بليك، وللأسف قُتل الاثنان معاً عندما انفصل أحد الأجنحة عن السيارة الطائرة، وبعد القيام بالتحقيقات حول هذا الحادث حكمت لجنة سلامة النقل الوطني في الولايات المتحدة الأمريكية بأن التوصيلات السيئة هي التي كانت مسؤولة عن تحطم هذا الاختراع.
المظلة القاتلة
ولد المخترع النمساوي فرانز ريشليت في فرنسا، وكان في البداية يعمل خياطاً، لكنه أمضى كلّ وقت فراغه في العمل على تصميم مظلة طائرة؛ كي يرتديه الطيارون في أثناء قيادتهم الطائرات، وكانت الطائرات لا تزال اختراعاً حديثاً نسبياً حين بدأ ريشليت العمل على اختراعه، فقام برحلة طيران أول مرة على متن طائرة من نوع كيتي هوك عام 1903م، بينما كانت تقنيات كيفية هروب الطيار من الطائرة المحطمة يجري العمل عليها، وكانت اختبارات ريشليت الأولية قد أجريت باستخدام الدمى، وتكللت بنجاح كافٍ؛ ليقوم بتجربة الحلة الجديدة بنفسه، وهو الأمر الذي قام به من خلال القفز من المستوى السفلي لبرج إيفل، الذي يرتفع مسافة 187 متراً عن سطح الأرض، لكن ذلك تسبب في قتله على الفور نتيجة ارتطامه القويّ بالأرض.
الغواصة هونلي
كان هوريس لاوسن هونلي يعمل محامياً وعضواً في الهيئة التشريعية في ولاية لويزيانيا الأمريكية، وكان له ولع مميّز بمجال تصنيع الغواصات، وساعد فعلاً على تصميم ثلاثة نماذج مختلفة من الغواصات التابعة للقوات الكونفيدرالية الجنوبية وبنائها خلال الحرب الأهلية الأمريكية، لكنه قُتل في نهاية المطاف عندما غرق نموذجه الثالث.
بنى هونلي غواصته الأولى في نيوأورليانز، وجرى إغراقها عمداً عندما سقطت المدينة في أيدي قوات الاتحاد عام 1862م، وغرقت غواصته الثانية في خليج موبيل في ولاية ألاباما. موّل هونلي غواصته الثالثة بنفسه، وفي الخامس عشر من أكتوبر عام 1863م تم الإعلان عن موت هونلي هو وسبعة من أفراد الطاقم المرافقين له عندما غرقت الغواصة التي حملت اسمه في مياه منطقة تشارليستون، وقامت قوات الكونفيدرالية الجنوبية باستخراج الغواصة الغارقة، وأرسلتها إلى العمل مرةً أخرى بطاقم جديد تمكّن من البقاء حياً، وتمكّن أيضاً من القيام بإنجاز كبير، هو إغراق سفينة معادية، وكانت تلك أول سفينة يقع إغراقها من قبل غواصة في العالم، لكن هونلي اختفت نهائياً بعد هذه المهمة الناجحة الأولى والأخيرة، آخذةً معها طاقمها الجديد.
اختراع خنق صاحبه
عُرف ثوماس ميدغلي جي آر بأنه كيميائي بارع، واشتهر بعمله مع البنزين المشبع بالرصاص وغاز الفريون المسبب لظاهرة الاحتباس الحراري، حتى عانى كثيراً التسمم بالرصاص. قام ميدغلي في إحدى المرات بسكب كمية من البنزين المشبع بالرصاص على يديه، واستنشقه مدة 60 ثانية خلال مؤتمر صحفي لإثبات صحة نظريته القائلة: إن هذا الوقود آمن. قد يتوقّع بعض القراء أنه مات نتيجة تسممه بالرصاص، لكنه قُتل بالفعل عن طريق أحد اختراعاته الأخرى، وهو منظومة الحبال والرافعات التي قام ببنائها لدعم جسده عندما يكون في الفراش؛ لأنه كان يعاني شلل الأطفال؛ إذ توفي بعد أن خنقته الحبال في شهر نوفمبر عام 1944م.
كوري والإشعاع النووي
كانت ماري كوري فيزيائية وكيميائية، وعُرفت من خلال عملها في مجال المواد المشعة؛ إذ قامت باكتشاف عناصر البولونيوم والراديوم، ومُنحت جائزتي نوبل، إحداهما في الفيزياء، وفازت بها بالمشاركة مع زوجها هنري بيكويرول، وأخرى في الكيمياء، وكانت أول شخص يفوز بجائزتي نوبل، ولا تزال حتى اليوم واحدةً من اثنين فقط حقّقا هذا الإنجاز في تاريخ جائزة نوبل، هي ولينوس باولينغ.
وتعدّ كوري المسؤولة عن وضع أساس نظرية الإشعاع النووي، لكنها لسوء حظها اكتشفت أيضاً التأثير القاتل للإشعاع النووي على صحة الإنسان، وقد ماتت في الرابع من يوليو عام 1934م بسبب الأميبيا التي تسبّب بها تعرضها للإشعاع النووي مدةً طويلةً في حياتها.
قطار أباكوفسكي
فاليريان أباكوفسكي مخترع روسي قُتل عندما تحطّم اختراعه، وهو قطار سريع، في أثناء جولة اختبارية قاتلاً معه خمسة آخرين من مرافقيه. وكان قطار الإيروواغن، الذي اخترعه أباكوفسكي، قد احتوى على محرّك طائرة ومروحة دفع، وصُمّم ليقلّ المسؤولين السوفييت من العاصمة موسكو وإليها، وعمل اختراع أباكوفسكي بصورة جيدة في رحلة الذهاب الخاصة بالاختبار، لكنه في رحلة العودة إلى العاصمة تحطّم، وتوفي أباكوفسكي وعمره لم يتجاوز 26 سنةً.
بريليوس ضحية ثوره
من بين كل المخترعين في هذه القائمة يعدّ بريليوس الشخص الأكثر استحقاقاً للموت على يد اختراعه؛ إذ كان عاملاً في مجال البرونز في روما القديمة، وقام بتصميم أداة أطلق عليها تسمية (الثور البرونزي)؛ من أجل استخدامها في القيام بعمليات إعدام مؤلمة للمجرمين، ويتكون هذا الاختراع من ثور برونزي مجوّف، يحجز فيه المجرمون ليجري شيّهم حتى الموت من خلال نيران تشتعل تحتهم. وصممت الأداة لتمرير الصرخات التي يطلقها السجناء المحترقين عبر أنف الثور البرونزي؛ لتبدو كخوار الثور. قدم بريليوس اختراعه إلى الإمبراطور الروماني فالارياس، وبعد عرض الثور طلب منه الإمبراطور أن يبيّن للحاضرين كيف يعمل، فتمّ وضعه في داخله، وأشعلت تحته النيران، ولم يذكر التاريخ إذا كان بريليوس قد سحبه رجال فالارياس قبل أن يموت أو أنه قضى نحبه داخل الثور الذي صنعه بنفسه.
تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة