U3F1ZWV6ZTM1MDgwNzg5ODg1MDQyX0ZyZWUyMjEzMTk5NTcyNTU4MA==

ما بعد الربيع العربي لـ جون آربرادلي:

الحجم
يتناول هذا الكتاب ثورات «الربيع العربي» التي رأى أغلب المحللين السياسيين في العالم أنها نبعت من شوق إلى الحرية والديمقراطية في بلدان طالما حُكمت بالظلم والاستبداد، ولكن المؤلف يتناول هذه الثورات من منظور مختلف تمامًا. يزعم مؤلف الكتاب أن ثورات البلاد العربية والإسلامية لم تندلع مطلقًا من أجل الحرية والديمقراطية، وإنما لأسباب مختلفة تمامًا، والدليل على ذلك هو أن المؤمنين بالحرية والديمقراطية لن يحكموا تلك الدول في نهاية الأمر، وإنما سيكون مصيرها هو حكم الإسلاميين الذين سيعتلون السلطة فيها ويمارسون استبدادًا أشد وطأة، كما حدث في إيران . 

مقدمة

 ربيع عربي ؟ تملكني الفزع عندما ذاعت أنباء اندلاع انتفاضة شعبية في تونس لم يكن السبب في ذلك أني أحمل أي تعاطف تجاه رئيس الدولة المستبد زين العابدين بن علي الذي كان يمسك بمقاليد الحكم منذ أكثر من عقدين من الزمان وكذا لم يختلف حالي كثيرا تجاه عائلته التي نهبت ثروات البلاد عن آخرها تدفق آلاف التونسيين الى الشوارع وكنت أعرف السبب .
غير أنه في الوقت الذي اعتبر فيه أغلب صحفيي الغرب أن الاضطرابات التي يشهدها الشرق الأوسط خطوة نحو الديمقراطية كان لي رأي مخالف , فالاسلاميون الذين يتوقون الى اقامة دول اسلامية وفرض الشريعة الاسلامية هم من سيخرجون منتصرين من الفوضى الحالية .
ما بعد الربيع العربيوما حدث في تونس مركز الربيع العربي تكرر في جميع أنحاء الشرق الأوسط كانت تونس تخضع لأكثر أنظمة الحكم العربية علمانية وكانت أكثر الدول الاسلامية تقدمية وتحررا على الصعيد الاجتماعي في الشرق الأوسط .
وفي ظل وضع كهذا وقبل اندلاع الثورة التونسية كانت تونس آخر حصن منيع في وجه الفكر الوهابي الاسلامي الذي تموله المملكة العربية السعودية والذي انتشر في شتى أرجاء العالم الاسلامي منذ الطفرة النفطية في السبعينيات من القرن العشرين .
اتسمت الثورة التونسية بالعفوية وافتقرت الى الركائز الأيديولوجية من أي نوع كان دور المتعصبين الملتحين هامشيا في الثورة هذا ان كان لهم دور من الأساس , لا شك أنهم لم يكونوا القوة المحركة للثورة وهذا حال كل الثورات العربية باستثناء الثورة الليبية في مراحلها الأولى على الأقل في تونس لم يكن الاسلاميون في طليعة من قاموا بالثورة لأن النظام الحاكم كان قد زج في السجون أو المنفى منذ عقود .
مع ذلك لم يكن اختطافهم للثورة أول مرة في التاريخ تتخذ فيها احدى الثورات هذا المنعطف الكارثي فعادة يتسلل اليأس الى نفوس الثوار الذين ضحوا بأنفسهم عندما يشهدون تحطم آمالهم أمام قيام نظام جديد على نفس القدر من سوء النظام الذي أطاحوا ب هان لم يكن أسوأ ولنا في أكثر الثورات شعبية في العصر الحديث عبرة فالثورة الفرنسية أسفرت عن " عهد الارهاب " والثورة الروسية أسفرت عن كابوس ستالين وتمخضت الثورة الايرانية عن حكم الملالي الاستبدادي والمثال الأخير وثيق الصلة الى حد بعيد .


والثورة الايرانية 1979 هي الثورة الفعلية الوحيدة " على عكس الانقلابات العسكرية " في تاريخ الشرق الأوسط الحديث كان الاسلاميون في تونس أقلية بين السكان بوجه عام وكانت حملتهم في مهدها عندما اندلعت الثورة في ديسمبر 2010 لكن هذا كان حال الملالي الايرانيين أيضا في المراحل الأولى من الثورة الايرانية في السبعينيات من القرن العشرين غير أنهم استغلوا حالة الفوضى التي أعقبت الثورة ليصلوا الى الحكم .
لو تكرر نفس السيناريو في تونس فما الذي يخبئه القدر لباقي دول المنطقة ؟ ان فشل التحول الديمقراطي في أكثر دول العالم العربي انفتاحا سيكون نذير سوء على امكانية نجاحه في أي مكان آخر فمن المغرب الى اليمن ومن السعودية الى مصر كانت العلمانية والليبرالية ملعونتين ومحرمتين بالفعل فضلا عن أن الفكر الوهابي الاسلامي قد وجد لنفسه بالفعل موطئ قدم راسخة أما في سوريا – الدولة العربية الوحيدة التي تبدو في ظاهرها علمانية بخلاف تونس فمقاليد الحكم في أيدي أقلية شيعية , وهناك أيضا كان الاخوان المسلمون الأصوليون السنة مستعدين للانقضاض على الثورة .
تونس ليست معروفة كثيرا في الغرب فمع انحصارها بين جارتيها الثريتين الجزائر وليبيا كانت تحت حكم بن علي انعزالية الى حد بعيد وظلت في الأغلب بعيدة عن المشهد السياسي المضطرب داخل المنطقة .

بيانات الكتاب



الاسم: ما بعد الربيع العربي
المؤلف: جون آربرادلي
الناشر: كلمات عربية للنشر 
عدد الصفحات: 194
الحجم: 1 ميغا بايت
رابط تحميل مباشر  - جوجل درايف

رابط تحميل فورشيرد  


تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة