U3F1ZWV6ZTM1MDgwNzg5ODg1MDQyX0ZyZWUyMjEzMTk5NTcyNTU4MA==
تهافت الفلاسفة تأليف : أبو حامد الغزالي :
الحجم
إحياء علوم الدين
تأليف : أبو حامد الغزالي
الولادة : 449 هجرية
الوفاة : 504 هجرية
موضوع الكتاب : التصوف
|
قصة الكتاب : كتاب ألفه الغزالي بعد كتابه (مقاصد الفلاسفة). نقض فيه فلسفة ابن سينا ومذهبه المبثوث في كتابه (الشفاء) وملخصه: (النجاة). وقد رأى أن إبطال آراء ابن سينا يعني في المحصلة إبطال آراء الفلاسفة الإلهيين، فسماه (تهافت الفلاسفة). واشتهرت فيه كلمة ابن عربي القاضي: (شيخنا أبو حامد بلع الفلاسفة، وأراد أن يتقيأهم فما استطاع). عرض فيه إلى عشرين مسألة من مسائل الفلسفة، فنسب الفلاسفة إلى الكفر، في ثلاث مسائل منها، وإلى البدعة في سبع عشرة مسألة. وأهم هذه المسائل: مسألة قدم العالم، ومسألة العلم الإلهي، ومسألة جوهر النفس البشرية، ومسألة حشر الأجساد. وفيه قوله: (وأنا لا أدخل في الاعتراض عليهم إلا مدخل مطالب منكر، لا دخول مدع مثبت، فأبطل عليهم ما اعتقدوه مقطوعاً بإلزامات مختلفة، تارة ألزمهم مذهب المعتزلة، وأخرى مذهب الكرامية، وطوراً مذهب الواقفية =من فرق الشيعة= ولا أتنهض ذاباً عن مذهب مخصوص، بل أجعل جميع الفرق إلباً واحداً عليهم، فإن سائر الفرق ربما خالفونا في التفصيل، وهؤلاء يعترضون أصول الدين، فلنتظاهر عليهم، فعند الشدائد تذهب الأحقاد). ويرى د. الجابري أن الغزالي يتحدث هنا من موقعه كمنتمٍ لمذهب معين، يحشد له التأييد من سائر الفرق، غير الفرقة التي سكت عنها، وهي فرقة الشيعة الاثنا عشرية، التي كان ابن سينا ينتمي إليها، وأراد وضع (علم كلام) لها بديلاً لعلم الكلام الأشعري. وبالتالي فالأصول التي يقول عنها الغزالي: إن الفلاسفة =ويعني ابن سينا= قد خالفوا فرقته الناجية فيها، هي أصول المذهب الأشعري لا غير. (ابن رشد سيرة وفكر: ص139). ترجم الكتاب قديما إلى العبرية، وقام بهذه الترجمة سرخيا هاليفي بن إسحق جيروندي (ت1486م) وترجم من العبرية إلى اللاتينية وطبعت ترجمته اللاتينية في البندقية سنة (1527م). وطبع بالعربية لأول مرة في القاهرة سنة (1302هـ) انظر حول طبعاته وترجماته وما عليه من دراسات في: د. بدوي (مؤلفات الغزالي: ص63). وننبه هنا إلى وجود أكثر من كتاب يحمل عنوان (تهافت الفلاسفة) منها الكتاب الذي نشره د. رضا سعادة بعنوان (تهافت الفلاسفة) للمولى علاء الدين الطوسي (ت887هـ) ويعرف باسم: (الذخيرة في المحاكمة بين الغزالي والحكماء). ولخواجه زاده مصلح الدين (ت893هـ) كتاب (تهافت الفلاسفة) في الرد على الطوسي. وانظر في كتاب (درء تعارض العقل والنقل) لابن تيمية (ج3 ص390 -454) (ج8 ص136- 155) (ج9 ص386 -400) (ج10 ص 132- 185) مناقشة ابن تيمية لكتابي ابن رشد والغزالي.
تعليــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــقات :
تحذير الذكي النحوي من الإمام الغزالي
ترجم الصفدي في الوافي للذكي النحوي ترجمة نادرة فقال:
الذكي النحوي محمد بن الفرج أبو عبد الله المالكي الكتاني المعروف بالذكي النحوي. مات فيما ذكره ابن الجوزي سنة ست عشرة وخمس مائة وهو من صقلية. كان عالماً بالنحو واللغة وسائر فنون الأدب، ورد إلى بغداد وخرج إلى خراسان ومضى إلى غزنة ودخل الهند وخاصم هناك أئمة مخاصمات آلت إلى طعنهم فيه، ثم عاد إلى أصبهان ومات بها. كان يقول: الغزالي ملحد، وإذا ذكره يقول: الغزالي المجوسي البقرطوسي
كتب إليه الزمخشري محمود:
فديت الإمام المغربي الذي له | | فضائل شتى ما تفرقن في خلق |
له أدب جزلٌ وعلم مرققٌ | | وشعلة فهمٍ دونها خطفة البرق |
لقد رزقت منه المغاربة الهوى | | مودة شيخٍ واحد الغرب والشرق |
فأجاب الذكي:
حثثت من أقصى المغربين ركائبي | | لأبصر من في كفه شعلة الحق |
فما زلت في عشواء أخبط لا أرى | | يقيناً ولا ديناً يزين بالصدق |
إلى أن بدا علامة الدهر مشرقاً | | فلا غرو أن الشمس تطلع من شرق |
ولم يخرج من الغرب إلا وهو إمام لأنه قرأ على محمد بن يونس كتاب الجامع في مذهب مالك وعلى عبد الخالق السوري وغيرهما بالقيروان، وقرأ الأدب على الحيولي كتاب سيبويه والإيضاح للفارسي، غير أنه كان يتبع عثرات الشيوخ فدعا عليه السيوري فلم يفلح.
كتاب المفارقات
أثار كتاب "تهافت الفلاسفة" للمفكر الكبير أبي حامد الغزالي تعاليق وتحليلات جد متناقضة، وقد تراوحت هذه التعليقات بين الرفض والقبول، والتمجيد والإدانة. هكذا هناك من الباحثين من اعتبر كتاب "التهافت..." علامة سوداء في تاريخ الفكر الفلسفي إذ هو في النهاية كتاب تحريضي وتبريري لتمريغ الفلسفة والفلاسفة في الوحل. وهناك من جهة أخرى من يعتبره من الباحثين مساهمة قيمة في الفكر الفلسفي العقلاني الذي استطاع تجاوز الاجترار الأعمى للفكر الارسطي على وجه الخصوص. ومهما يكن من أمر، فوراء الموقفين سياقات واختيارات سياسية وارتباط بصراعات سياسية لا والت تمسك بتلابيب الثقافة والفكر بالعالم العربي منذ الفترة التي كتب فيها أبو حامد الغزالي كتاب التهافت.
|
|
إرسال تعليق