أي ذو طرق ، و الشواجن : أودية كثيرة الشجر ، و أصل هذه الكلمة الاتصال و الالتفاف ، و الشَّجنة : الشجرة الملتفة الأغصان. أول من قال هذا المثل هو : ( ضبَّة بن أدّ بن طابخة بن الياس بن مضر.)
و ذكرت هذه الأمثال الثلاثة في مثل واحد لأن لها قصة واحدة..فلنستمع لحكاية هذا المثل :
* حكاية هذا المثل :
كان لضبة ابنان يقال لأحدهما (سعد ) و للآخر (سعيد ) نفرت إبل لضبة في الليل، فوجّه ابنيه في طلبها،فتفرقا فوجدها سعد و سار بها لأبيه ، أما سعيد فلقيه الحارث بن كعب وكان سعيد يلبس (بردان ) ربما المقصود : عباءتان ، فطلبه الحارث إياهما لكن سعيد رفض ، مما دفع الحارث لقتله و أخذ برديه ،وعندما أقبل الليل كان سعيد في طريقه ، و كان الليل حالك السواد :فتساءل الوالد:
( أهذا أسعد أم سعيد ؟ )
فذهب قوله هذا مثلاً يضرب في ( النجاح و الخيبة )
بعد ذلك فقد الأمل في عودة ابنه سعيد ، و في سنة من السنوات كان الوالد في عكاظ في موسم الحج ، فلقي الحارث ( قاتل سعيد ) و رأى عليه بردي ابنه سعيد ، فعرفهما وقال له : هل أنت مخبري ما هذان البردان اللذان عليك ؟ قال : بلى ، لقيت غلاماً يلبسهما فطلبته إياهما فرفض ، فقتلته و أخذتهما ، فقال الوالد : بسيفك هذا ؟ قال : نعم ، قال الوالد : أعطني إياه أنظر إليه فإني أظنه صارماً ،ولما أخذه من يده هزَّه و قال:
( الحديث ذو شجون )
ثم ضربه به حتى قتله ، فقيل له : يا ضبة ! أفي الشهر الحرام ؟ أي : في هذا الشهر تقتل ؟ قال ضبة:
(سبق السيفُ العذل )
وكان ضبة أول من سار بهذه الأمثال الثلاثة .قال الفرزدق:
لا تأمنَنَّ الحربَ إنَّ استعارَها * * * * كضبّةَ إذا قال : الحديث ذو شجونُ
من كتاب : مجمع الأمثال ( للميداني ) : ج1 / 219 و 220

إرسال تعليق