U3F1ZWV6ZTM1MDgwNzg5ODg1MDQyX0ZyZWUyMjEzMTk5NTcyNTU4MA==

الطبيعيات في علم الكلام لـ يمنى طريف الخولي :

الحجم
يجد العقل العربي نفسه اليوم في عصر العلم مُجبرًا على التعامل مع «فلسفة العلوم» التي هي إحدى أهم منجزات الفكر الغربي الحديث، وهي الآخذة بزمام التطور العلمي التطبيقي المتسارع والمستمر، ويبرُز السؤال: هل للعلم الطبيعي المعاصر جذور في ثقافتنا وتراثنا العربي؟ وهل تتصل تلك الجذور بالثمار التي نرجوها في المستقبل؟ هذا ما تجيب عنه الدكتورة «يمنى طريف الخولي» في هذا الكتاب، حيث نرى من خلال فصوله كيف أن «علم الكلام» الذي اشتغل به قديمًا فلاسفة العرب والمسلمين بغية التوصل لفهمٍ للحياة يجمع بين العقل والنقل، ويكتنه طبيعة المادة بغيرما معزل عن الوعي الديني والعقائدي، هذا العلم الذي زخرت به نصوص تراثنا الفلسفيِّ يحوي تموضعات عدة للطبيعيات، تتبَّعها المؤلِّفة سعيًا لاستيعاب وتأصيل ومن ثم تجديد تلك الطبيعيات في منظومتنا الحضارية الحالية والمستقبلية. 

مقدمة

  الطبيعيات او الفلسفة الطبيعية هي السلف التاريخي المباشر – و في الآن نفسه الجذور الضاربة في البنية الثقافية – للعلم الطبيعي الذي يتربع على صدر نسق العلم الحديث ، و احتل الموقع الاستراتيجي المعروف في مشروعه ، هذا المشروع الذي اتسعت جنباته رويدا رويدا ، حتى شملت كل فروع العلم ، الفيزيوكيمياوية ثم الحيوية ثم الإنسانية ، بفضل القيادة الناجحة للفيزياء الكلاسيكية النيوتونية ، و في مطالع القرن العشرين هبت ثورة النسبية و الكوانتم ( الكمومية ) اللتين انتزعتا مقاليد السطلة الفيزيائية من النيوتوينة ، و كان هذا إيذانا بالتعملق المعاصر الرهيب للعلم الطبيعي الطبيعيات في علم الكلام، و بالنضج الثري الزاخر لفلسفة العلوم ، حتى تعد من المنجزات اليانعة حقا للفكر الغربي الحديث ؛ أوليست تقنينا لأصلاب أشد عناصر الحضارة الحديثة فاعلية و اتقادا : العلم الحديث ؟! بيد أنا نحيا في عصر توظيف المعلومة ، و ليس مقبولا ان يقتصر بحثنا في فلسفة العلوم – التي هي غريبة بقدر ما هي معاصرة و مستقبلية – على الدرس و النقل و الترديد الأصم ، بل لا بد من استيعاب هذا لتشغيله و تفعيله في واقعنا الحضاري ، و يا حبذا لو جاء هذا التشغيل في رحاب و لخدمة الهاجس الملح الحاحا على العقل العربي ، منذ فجر يقظته الحديثة مع بدايات القرن التاسع عشر ، و حتى الآن و ما هو آت ... ألا و هو هاجس تجديد التراث و ضخ الدماء في شرايينه ، و بعث الحياة و عوامل النماء و التطور فيه ، هذا الهاجس الذي تمخض عما يموج به الفكر العربي المعاصر من مشاريع شتى تهدف الى تجاوز واقع مأزوم بآفاق فكر نهضوي ، و كما سوف يتضح من السياق التالي ، مثلت تلك المشاريع مددا قويا لهذا البحث ، فقد حاول الاستفادة من معظمها ، و الذي تخلق في بقاع شتى من الوطن العربي / الثقافة العربية ، بل و موصلة مسيرتها ! 
إن جميعها – بطبيعة الإنجاز الفكري و الفلسفي – مشاريع نخبوية مجردة بدرجات متفاوتة ، تدور في رحى إشكالية العلاقة بين الفكر و الواقع ، بين مطرقة واقع موار و سندان فكر رهاج ؛ لتبزغ الطبيعيات كبؤرة أولية متعينة للواقع ، تميزت عن كل تعينات الواقع بأن العقل العلمي الممنهج استطاع ان يحكم قبضته عليها حين اقتنصها بين شباك النسق العلمي ، التي تزداد ثقوبها ضيقا و دقة يوما بعد يوم ، و الى غير نهاية . 
و يبرز علم الكلام بوصفه الانبثاقة الأولى للعقل العربي ، لا سيما و أننا سوف نحاول الغوص في أعماقه ، و تتبع توالي نصوصه فيما يختص بالطبيعيات ، ثم يلزمنا منهاج البحث بتتبع مسار الطبيعيات الى الفكر الفلسفي ؛ هذا لأن الفلسفة الإسلامية – كما سوف نبين – لم تكن الا تطويرا لعلم الكلام ، ظهرت بعد ان تفاعل مع تراث الحضارات الأخرى ، و استوفى نضجه ، لتمثل الفلسفة مرحلة أعلى من مرحلة التمهيد الكلامي التي كانت المقدمة الضرورية لها . 

بيانات الكتاب

الاسم : الطبيعيات في علم الكلام 
المؤلف : أ . د . يمنى طريف الخولي 
الناشر : مؤسسة هنداوي 
عدد الصفحات : 131
الحجم : 1.5 ميجا 
رابط تحميل مباشر  - جوجل درايف

رابط تحميل فورشيرد   


تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة