الله موجود، الله غير موجود، هذا الصراع الحديث القديم بين الملحدين و المؤمنين من شرق الأرض إلى غربها، حديث إذ لا نعرف من رموز التاريخ من أنكر وجود الله صراحة، قديم لأن هذا الموضوع قد تناولوه منذ الأزل و منذ أن تعلم الإنسان النقش على الحجر، و لئن اعتبرها المؤمنون دليلاً لصالحهم فقد اعتبرها الملاحدة كذلك، إذ يقول الطرف الأول أن الإلحاد بدعة ناتجة عن ضعف الإيمان و الرغبة في الإنغماس في الشهوات من دون ضابط أو قيد، و هو صحيح في معضم الحالات و ليس كلها، و قال الطرف الثاني أن الإيمان من ما ابتكره الإنسان البدائي قبل أن يستخدم عقله و قبل أن يدرك الحقائق العلمية لما يسميه سابقاً بالمعجزات، و هذا أيضاً صحيح نسبياً إذ منذ الأزل و إلى الآن لم يعبد الناس إلاهاً واحداً بل عبدوا الشمس و القمر و النار و المطر و الحجر و البقر و..و..و من ما يستعصي حسابه، و لئن كان أقوى دليل على الإطلاق على وجود الله في نفس كل إنسان، في ذلك اليقين المطلق بأن وجوده و حياته و مماته ليسا من عبث و انما لغرض تلك الرابطة القوية التي تسكن القلب فتؤجج كل ما فيه من إحساس بالوجود، فإن هذا ليس من ما نبحثه اليوم لأن بحثنا متعلق بالبراهين العلمية، داحضين في السياق حجج من أنكر وجود الله.
الحجة الأولى :
من قواعد الفيزياء الأساسية التي لا يختلف فيها إثنان أن مجموع القوة الداخلية لأي جسم تساوي صفر، و أن الجسم إذا ما كان في وضعية سكون فمن أجل اخراجه من هذه الوضعية وجب إدخال قوة خارجية لتحدث هذا التغيير، كذا هو الكون، إذ من ما فيه شبه إجماع عند جميع العلماء أن الكون محدث، إذ تجمعت كل المادة في نقطة كانت فيها في وضعية سكون، ثم في لحظة وقع الإنفجار الكبير، و على اثره تكونت كل الكواكب و المجرات و النجوم، السؤال الذي يطرح لتحريك جسم ساكن وجبت قوة خارجية، ما هي هذه القوة الخارجية إن لم تكن الله ؟ و الآن هم أي الملاحدة يتبنون في هذا الإطار نظرية جديدة أبعد ما يكون عن العلم و المنطق مفادها أن هناك جسماً لم يكتشف بعد قادر على التحول من وضعية السكون إلى الحركة من دون الحاجة إلى قوة خارجية، و إن لندعو لهم بسلامة العقل قبل الهداية.
و يبقى خلق الكون أكبر معضلة تواجه ملحدي العالم، و من العلماء و هم كثير من أيد بعد بحثه نظرية أن الكون مخلوق لخالق، و لن أذكر منهم أحدا ذلك أن الملاحدة لا يهمهم أن يعرفو إن كان العلم قد أيد وجود الله بقد ما يهمهم أن العلم يصيب و يخطئ ما لم ياسر حقيقة علمية، فالإنفجار الكبير ليس إلا نظرية و قد تخطئ النظرية و لكنك لا تجد أكثر منهم تناقضا عندما يدافعون بكل ما اوتو من قوة على أن نظرية التطور ليست بنظرية و انما هي حقيقة مثبتة ليس لها من الإثبات إلا أنهم تبنوها حقيقة.
و يبقى خلق الكون أكبر معضلة تواجه ملحدي العالم، و من العلماء و هم كثير من أيد بعد بحثه نظرية أن الكون مخلوق لخالق، و لن أذكر منهم أحدا ذلك أن الملاحدة لا يهمهم أن يعرفو إن كان العلم قد أيد وجود الله بقد ما يهمهم أن العلم يصيب و يخطئ ما لم ياسر حقيقة علمية، فالإنفجار الكبير ليس إلا نظرية و قد تخطئ النظرية و لكنك لا تجد أكثر منهم تناقضا عندما يدافعون بكل ما اوتو من قوة على أن نظرية التطور ليست بنظرية و انما هي حقيقة مثبتة ليس لها من الإثبات إلا أنهم تبنوها حقيقة.
الحجة الثانية :
ثاني أكبر معضلة تواجه الملاحدة هي معضلة وجود الإنسان هذا الكائن الذي خرق نظم الأحياء ليتمركز في أعلى الهرم من دون منافس و لا منازع، و لكن داروين " المؤمن " قد قدم لهم متنفساً يريحون فيه عقولهم من تعب التفكير و البحث، و كنظرة سريعة على نظرية التطور فإن مفادها أن كائنات أحادية الخلية اتحدت لتخلص أولى الكائنات الحية ثم تطورت هذه الكائنات لتتأقلم مع بيئتها التي وجدت فيها و لتحسن خصائصها الجينية و في هذا الإطار قد تطور الإنسان من الشمبانزي ليصل إلى صورته الحالية، نظرية ليس عليها أي برهان يقطع بصحتها إلا إصرار معتنقيها على صحتها، و في هذا الإطار لنا إجابة علمية في جزئها الأول و فكرية في ثانيها، بناءً على نظرية التطور فإن طبيعة الحياة بسيطة مجموعة خلايا اتحدت و كونت كائنا حيا، و لئن عذرنا داروين لعدم تمكنه من ما نمتلكه من علوم فلا نعذر متتبعيه، فقد اثبتت البحوث بالدليل القاطع أن طبيعة الحياة معقدة، إذ لكل كائن حي شيفرة وراثية تتواجد في كل خلية من خلايا الجسم و لا يمكن لخليتين تمتلكان شيفرة وراثية مختلفة أن تتحدا مهما بلغت رغبة الملحدين في ذلك، و لا يوجد كائنان حيان يمتلكان نفس الشيفرة الوراثية، فإذا سلمنا بأن الكائنات الأحادية الخلية مستقلة كيف لها أن تتحد ؟
هذه أقوى حجة تدحض بها نظرية التطور و نذكر بقية الحجج ذكراً بسيطاً، من أن التاريخ يدون منذ قرون يقولون أن الفراعنة أول من كتبوا التاريخ، و هذا يوازي 5000 و نيفا من السنين، و جثث الفراعنة موجودة و لا نجد فيها أي إختلاف عن ما نحن عليه الآن، و الحجة الثانية التي يقال إن انقراضه الديناصورات سببه نيزك ضرب الأرض لم ينج منه إلا كائنات مائية و الأكيد أن القرد ليس من من نجا من هذا النيزك، هذا إن سلامنا بوجود هذا النيزك من الأساس.
و لكن أقوى ما يدحض هذه النظرية هي الإنسان، قلب الإنسان، أحاسيس الإنسان، لقد كان داروين ذكياً إذ أدرك ذلك و ذكره في كتاب له " إن من أقوى ما يتحدى نظريتي هو وجود الجمال في الكون " و خرج بخلاصة أن لا جمال في الكون و من ما يروى عنه أنه قال كل النساء سواء بالنسبة لي ليس فيهن لا جميلة و لا قبيحة، و الغريب كل الغرابة أن تجد الملاحدة يدافعون عن نظرية التطور و من أكثر الناس إستدلالاً، بالحب و الجمال و الإنسانية و هم لا يدركون أن نظريتهم تقتضي قطعاً أن كل ما هو مرتبط بالجمال و الحب في طي العدم.
هذه أقوى حجة تدحض بها نظرية التطور و نذكر بقية الحجج ذكراً بسيطاً، من أن التاريخ يدون منذ قرون يقولون أن الفراعنة أول من كتبوا التاريخ، و هذا يوازي 5000 و نيفا من السنين، و جثث الفراعنة موجودة و لا نجد فيها أي إختلاف عن ما نحن عليه الآن، و الحجة الثانية التي يقال إن انقراضه الديناصورات سببه نيزك ضرب الأرض لم ينج منه إلا كائنات مائية و الأكيد أن القرد ليس من من نجا من هذا النيزك، هذا إن سلامنا بوجود هذا النيزك من الأساس.
و لكن أقوى ما يدحض هذه النظرية هي الإنسان، قلب الإنسان، أحاسيس الإنسان، لقد كان داروين ذكياً إذ أدرك ذلك و ذكره في كتاب له " إن من أقوى ما يتحدى نظريتي هو وجود الجمال في الكون " و خرج بخلاصة أن لا جمال في الكون و من ما يروى عنه أنه قال كل النساء سواء بالنسبة لي ليس فيهن لا جميلة و لا قبيحة، و الغريب كل الغرابة أن تجد الملاحدة يدافعون عن نظرية التطور و من أكثر الناس إستدلالاً، بالحب و الجمال و الإنسانية و هم لا يدركون أن نظريتهم تقتضي قطعاً أن كل ما هو مرتبط بالجمال و الحب في طي العدم.
الحجة الثالثة :
ليس في الإمكان أفضل من ما كان، إتفق جل العلماء على أن الكون في أحسن صورة يمكن أن يكون عليها و أن هذه هي الوضعية المثالية للكون، كون معجز منظم نظاماً رهيباً مهما بلغ به الإنسان من ذكاء و دقة لا يمكن أن يخلق جزءًا من هذا النظام، تناسق لم يستطع أمامه العلم إلا أن يذعن للحقيقة أن ليس مصدره بشرياً، أذعن العلم و أبا الملاحدة، و اجابتهم الساذجة الكون ليس منظماً بشكل مثالي انما هذا هو الموجود و كان يمكن أن يكون في شكل أفضل من ما هو عليه، و في هذا الإطار نطلب من عبقريهم أن يمدنا بتنظيم لمجرتنا لا للكون.
نختم ببيت شعر يلخص ما سبق :
وجوده له دليل قاطع *** حاجة كل محدث للصانع
لو حدثت بنفسها الاكوان *** لاجتمع التساوى والرجحان
ذا محال وحدوث العالم *** من حدوث الاعراض مع تلازم
لو لم يك القدم وصفه لزم *** حدوثه دور تسلسل حتم
لو امكن الفناء لانتفى القدم *** لو ماثل الخلق حدوثه انحتم
لو لم يجب وصف الغنى له افتقر *** لو لم يكن بواحد لما قدر
لو لم يكن حيا مريدا عالما *** قادرا لما رأيت عالما
لو حدثت بنفسها الاكوان *** لاجتمع التساوى والرجحان
ذا محال وحدوث العالم *** من حدوث الاعراض مع تلازم
لو لم يك القدم وصفه لزم *** حدوثه دور تسلسل حتم
لو امكن الفناء لانتفى القدم *** لو ماثل الخلق حدوثه انحتم
لو لم يجب وصف الغنى له افتقر *** لو لم يكن بواحد لما قدر
لو لم يكن حيا مريدا عالما *** قادرا لما رأيت عالما
إرسال تعليق