خرج قوم إلى الصيد ، و بينما هم في عرض الصحراء إذ خرجت عليهم ضبع ، فطاردوها فهربت منهم حتى دخلت إلى خباء أعرابي فخرج إليهم الأعرابي وقال: ما شأنكم؟ فقالوا: صيدنا وطريدتنا ، فقال: كلا والذي نفسي بيده لا تصلون اليها ما ثبت سيفي بيدي ، ومن أخلاق العرب أنهم إذا استجار بهم أحد لا يخذلونه ، فرجع الصيادون وتركوه.
فقام الأعرابي إلى شاة عنده فحلبها و قربها إلى الضبع و قرب إليها إناء ماء فأقبلت تشرب مرة من هذا ومرة من ذاك حتى ارتوت واستراحت وعادت لها الحياة و نامت .
فبينما الأعرابي نائم في جوف الليل إذ وثبت عليه فبقرت بطنه وشربت دمه وأكلت لحمه ثم تركته .
فجاء ابن عم له يزوره في الصباح و إذ به مجندل وقد بُقر بطنه و أُكِل قلبه فالتفت إلى موضع الضبع فلم يرها فقال: هي والله التي أجارها بالأمس ، فأخذ قوسه وكنانته وتبعها ، فلم يزل يبحث عنها حتى أدركها فقتلها ثم بكى على ابن عمه عند جثتها وأنشأ يقول:
ومن يصنع المعروف في غير أهله * * * * يلاقي الذي لاقى مجير أم عامرِ

إرسال تعليق