«الفلسفة» هي حياة اليوناني القديم، الذي ترجم حياته وأولوياته بناءً عليها؛ فقد أرجع كل شيء إليها، كما أنه لم يُبدِع في شيء مثلما أبدع في الفلسفة والأدب. وقد قدمت لنا الفلسفة اليونانية أعظم الفلاسفة على الإطلاق؛ فهم الذين وضعوا بذرة الفلسفة للعصر الحديث، فقد وضع هؤلاء الفلاسفة المبادئ الأولى للفلسفة، ولكنهم أيضًا لم يأتوا من العدم؛ فثَمَّة إرهاصات كانت بمثابة بصيص من النور الذي حوَّلَهُ فلاسفة اليونان إلى شعلة حملوها ليضيئوا بها شمس الحضارة الإنسانيَّة.
كان اليونان يعتقدون أنهم اصيلون في جزيرتهم : والحقيقة أنهم جاءوها من آسيا , فهم آريون أو هنديون أوروبيون وكانو يدعون سكان بلادهم الأولين بالبلاجيين ويدعون انفسهم بالهلانيين وكانوا أربع قبائل كبرى مختلفة خلقاً ولهجة : يوليون والدوريون في الشمال والاخيون والايونيون في بلوبونيسيا - المورة الآن - ولكن هذا التقسيم اضطرب في القرن الثاني عشر قبل الميلاد إذا أغار أهل تساليا على شمال اليونان فهاجر الايوليون إلي آسيا واحتلوا لسبوس أكبر جزر الشاطئ الآسيوي واحتلوا هذا الشاطئ من الدردنيل إلي خليج أزمير فسميت هذه المنطقة أيولية , أما الدوريون فهبطوا المورة
وأخضعوا الأخيين وتهددوا الايونيين فجلا هؤلاء فريق منهم صعد إلي الأتيك في شمال المورة الي الشرق وفريق أبحر إلي آسيا فأحتل جزيرتي خيوس وساموس والشاطئ الآسيوي من أزمير إلي نهر مياندر : فعرفت هذه المنطقة باسم أيونية وقامت فيها مدن شهيرة أهمها أزمير - اغتصبوها من الايولين - وأفسون وملطية ولم يقتصر الدوريون على فتح المورة بل استعمرا الجزر الممتدة من قيثارة في جنوب المورة إلي رودس عند الشاطئ الآسيوي وقسما من هذا الشاطئ أيونية وسمي هذا القسم بالدورية .
وفي القرنين الثامن والسابع نشبت حروب أهلية بين الشعب ولاشراف انتهت في اثينا واسبرطة بديموقراطية مقدة نظمها في الاولى دستور سولون , وفي الثانية دستور ليقورغ أما في غيرهما من المدن فكانت الحظوظ متابينة واضطر المغلولون للهجرة وبكنه لم يذهبوا شرقاً في هذه المره بل قصدوا إلي مناطق ثلاث : فمنهم من صعد إلي الشمال فحل شواطئ تراقية وخلقيديه أي الروملي الحالية ومنهم من سافر إلي الغرب فاستعمر إايطاليالا الجنوبيه - وقد سماها الرومان لذلك اليونان الكبرى - وصقلية والاندلس وجنوب فرنسا حيث انشئوا مرسيليا ومنهم من يمم الجنوب فنزل قبرس ومصر وشمال افريقيا وفي هذا العصر بني بعض الدوريين مدينيتن على ضفتي البوسفور : إحدهما على الصفة الشرقية هي : خليقيدونيه ( اشقودرة ) والاخرى على الضفة الغربية هي بيزنطيه ( استانبول )
وكانت هذه المدن والمستعمرات المنتشرة في البحر المتوسط من الشرق الي الغرب مستقلة قي السياسة والادارة ولكنها كانت تؤلف عالماً واحداً هو العالم اليوناني تجمع بين أجزائه وحده الجنس واللغه والدين فكانوا ملهم يعبدون تزوس ويحجون إلي مغبده الأكبر في أولمبية بالمورة كما كانو يأتون دلف في سفح جبل برناس يستنزلون وحي اولون وبيعثون بالمندوبين في الاعياد الكبرى يحملونهم التقدمات والقرابين وكانت تلك الاعياد أزمنة حرماً توقف فيها الحروب وتقام في الالعاب الرياضيه وأسواق الأدب والفن فينشد الشعراء ويغنى المغنيوين ويعضر المصورون والمثالون آياتهم والمهاجرون يشاركون في كل ذلك فكان هذا الاتصال المستمر بالوطن الاول وتلاقي الجميع في آجال معينة وتبادل افكار والسلع عاملاً قوياً في انضاج الحضارة اليونانيه على النحو الذي جعلها فذة في التاريخ ويرجع الفشل الاكبر فيها للمستعمرين بالاجمال وللايونيين منهم بنوع خاص فإن مخالطتهم للامم الاجنبية قوت نسلهم
فهرس الكتاب
بيانات الكتاب
الأســـــــــــــم : تاريخ الفلسفة اليونانية
المـــــــؤلـــف :يوسف كرم
النــــــاشـــــر : مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة
سنة النشـــــر : 2014
عدد الصفحات : 301 صفحه
الحـجــــــــــم : 7ميجا بايت
رابط تحميل مباشر - جوجل درايف
رابط تحميل فورشيرد
مقدمة
كان اليونان يعتقدون أنهم اصيلون في جزيرتهم : والحقيقة أنهم جاءوها من آسيا , فهم آريون أو هنديون أوروبيون وكانو يدعون سكان بلادهم الأولين بالبلاجيين ويدعون انفسهم بالهلانيين وكانوا أربع قبائل كبرى مختلفة خلقاً ولهجة : يوليون والدوريون في الشمال والاخيون والايونيون في بلوبونيسيا - المورة الآن - ولكن هذا التقسيم اضطرب في القرن الثاني عشر قبل الميلاد إذا أغار أهل تساليا على شمال اليونان فهاجر الايوليون إلي آسيا واحتلوا لسبوس أكبر جزر الشاطئ الآسيوي واحتلوا هذا الشاطئ من الدردنيل إلي خليج أزمير فسميت هذه المنطقة أيولية , أما الدوريون فهبطوا المورة

وفي القرنين الثامن والسابع نشبت حروب أهلية بين الشعب ولاشراف انتهت في اثينا واسبرطة بديموقراطية مقدة نظمها في الاولى دستور سولون , وفي الثانية دستور ليقورغ أما في غيرهما من المدن فكانت الحظوظ متابينة واضطر المغلولون للهجرة وبكنه لم يذهبوا شرقاً في هذه المره بل قصدوا إلي مناطق ثلاث : فمنهم من صعد إلي الشمال فحل شواطئ تراقية وخلقيديه أي الروملي الحالية ومنهم من سافر إلي الغرب فاستعمر إايطاليالا الجنوبيه - وقد سماها الرومان لذلك اليونان الكبرى - وصقلية والاندلس وجنوب فرنسا حيث انشئوا مرسيليا ومنهم من يمم الجنوب فنزل قبرس ومصر وشمال افريقيا وفي هذا العصر بني بعض الدوريين مدينيتن على ضفتي البوسفور : إحدهما على الصفة الشرقية هي : خليقيدونيه ( اشقودرة ) والاخرى على الضفة الغربية هي بيزنطيه ( استانبول )
وكانت هذه المدن والمستعمرات المنتشرة في البحر المتوسط من الشرق الي الغرب مستقلة قي السياسة والادارة ولكنها كانت تؤلف عالماً واحداً هو العالم اليوناني تجمع بين أجزائه وحده الجنس واللغه والدين فكانوا ملهم يعبدون تزوس ويحجون إلي مغبده الأكبر في أولمبية بالمورة كما كانو يأتون دلف في سفح جبل برناس يستنزلون وحي اولون وبيعثون بالمندوبين في الاعياد الكبرى يحملونهم التقدمات والقرابين وكانت تلك الاعياد أزمنة حرماً توقف فيها الحروب وتقام في الالعاب الرياضيه وأسواق الأدب والفن فينشد الشعراء ويغنى المغنيوين ويعضر المصورون والمثالون آياتهم والمهاجرون يشاركون في كل ذلك فكان هذا الاتصال المستمر بالوطن الاول وتلاقي الجميع في آجال معينة وتبادل افكار والسلع عاملاً قوياً في انضاج الحضارة اليونانيه على النحو الذي جعلها فذة في التاريخ ويرجع الفشل الاكبر فيها للمستعمرين بالاجمال وللايونيين منهم بنوع خاص فإن مخالطتهم للامم الاجنبية قوت نسلهم
فهرس الكتاب
الطبيعيون الاولون الفيثاغوريون الايليون الطبيعيون المتأخرون السوفسطائيون سقراط افلاطون : حياته ومصنفاته المعرفة الوجود الأخلاق السياسة ارسطوطاليس : حياته ومصنفاته المنطق الطبيعه النفس مابعد الطبيعة الاخلاق السياسة مدارس قديمة وجديدة : صغار السقراطين ابيقوروس الرواقية الشكاك افلاطونية |
بيانات الكتاب
الأســـــــــــــم : تاريخ الفلسفة اليونانية
المـــــــؤلـــف :يوسف كرم
النــــــاشـــــر : مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة
سنة النشـــــر : 2014
عدد الصفحات : 301 صفحه
الحـجــــــــــم : 7ميجا بايت
رابط تحميل مباشر - جوجل درايف
رابط تحميل فورشيرد
إرسال تعليق