U3F1ZWV6ZTM1MDgwNzg5ODg1MDQyX0ZyZWUyMjEzMTk5NTcyNTU4MA==

أبو‭ ‬يوسف‭ ‬يعقوب‭ ‬بن‭ ‬إسحاق‭ ‬بن‭ ‬الصباح‭ ‬الكندي :

الحجم
أبو‭ ‬يوسف‭ ‬يعقوب‭ ‬بن‭ ‬إسحاق‭ ‬بن‭ ‬الصباح‭ ‬الكندي‭ (‬وُلد‭ ‬نحو‭ ‬185هـ‭/ ‬801م،‭ ‬وتُوفِّي‭ ‬أواخر‭ ‬سنة‭ ‬252هـ‭/ ‬866م‭)‬‭(‬1‭)‬‭ ‬فيلسوف‭ ‬العرب،‭ ‬وأحد‭ ‬صروح‭ ‬حضارة‭ ‬الإسلام‭. ‬كتب‭ ‬عن‭ ‬منجزاته‭ ‬وإبداعاته‭ ‬كثيرون؛‭ ‬فهو‭ ‬أشهر‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬نقدّم‭ ‬له‭ ‬ترجمةً‭ ‬مفصّلةً‭ ‬هنا،‭ ‬وهو‭ ‬الرائد‭ ‬في‭ ‬أكثر‭ ‬العلوم‭ ‬الطبيعية‭ ‬التي‭ ‬عرفها‭ ‬عصره،‭ ‬عدّد‭ ‬له‭ ‬صاحب‭ ‬كتاب‭ (‬الفهرست‭) ‬ما‭ ‬يزيد‭ ‬على‭ ‬250‭ ‬تأليفاً‭ ‬في‭ ‬موضع‭ ‬واحد‭(‬2‭)‬،‭ ‬وذكر‭ ‬غيرها‭ ‬في‭ ‬مواضع‭ ‬أخرى،
‭ ‬ونكتشف‭ ‬المزيد‭ ‬بين‭ ‬الحين‭ ‬والآخر‭. ‬ولشهرته‭ ‬المستفيضة‭ ‬ألّفت‭ ‬عنه‭ ‬الكتب‭ ‬والبحوث؛‭ ‬فنقدّم‭ ‬في‭ ‬آخر‭ ‬مقالنا‭ ‬هذا‭ ‬ملحقاً‭ ‬بالمراجع‭ ‬التي‭ ‬بحثت‭ ‬سيرته‭ ‬وعلمه‭ ‬ومؤلفاته‭. ‬أما‭ ‬المصادر‭ ‬التراثية‭ ‬التي‭ ‬ترجمت‭ ‬له،‭ ‬فقد‭ ‬وردت‭ ‬مفصّلة‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬المراجع،‭ ‬ولا‭ ‬نرى‭ ‬حاجةً‭ ‬إلى‭ ‬سردها‭.‬
لكن‭ ‬تراث‭ ‬الكندي‭ -‬والتراث‭ ‬العلمي‭ ‬عامةً‭- ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬في‭ ‬حاجة‭ ‬إلى‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬الكشف‭ ‬والدراسة؛‭ ‬فلا‭ ‬يزال‭ ‬هناك‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬النصوص‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تُكتشف،‭ ‬ولم‭ ‬يتم‭ ‬تحقيقها‭ ‬ونشرها‭ ‬حسب‭ ‬المناهج‭ ‬المعتمدة،‭ ‬أو‭ ‬لم‭ ‬تتم‭ ‬دراستها‭ ‬وعرض‭ ‬فوائدها‭. ‬وما‭ ‬يُبهر‭ ‬في‭ ‬مؤلفات‭ ‬الكندي‭ ‬ليس‭ ‬عددها‭ ‬فقط،‭ ‬وإنما‭ ‬أن‭ ‬معظم‭ ‬ما‭ ‬فيها‭ ‬جديد‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬عصره،‭ ‬وسبق‭ ‬به‭ ‬الكندي‭ ‬زمانه،‭ ‬وأتى‭ ‬بمبتكرات‭ ‬لم‭ ‬تُعرف‭ ‬قبله،‭ ‬وتحدّث‭ ‬عن‭ ‬موضوعات‭ ‬لم‭ ‬يتطرق‭ ‬إليها‭ ‬من‭ ‬سبقوه،‭ ‬إضافةً‭ ‬إلى‭ ‬طريقة‭ ‬عرض‭ ‬أفكاره‭ ‬بأسلوب‭ ‬فائق‭ ‬التنظيم،‭ ‬حتى‭ ‬صارت‭ ‬أعماله‭ ‬مرجعاً‭ ‬لمن‭ ‬أتى‭ ‬بعده؛‭ ‬لأنه‭ ‬تفوّق‭ ‬فيها‭ ‬على‭ ‬معاصريه‭ ‬وسابقيه؛‭ ‬فبعضها‭ ‬في‭ ‬موضوعات‭ ‬لم‭ ‬يسبقه‭ ‬إليها‭ ‬أحد،‭ ‬وبعضها‭ ‬بحوث‭ ‬مفصّلة‭ ‬لم‭ ‬يكتب‭ ‬فيها‭ ‬غيره‭ ‬من‭ ‬سابقيه‭ ‬ومعاصريه‭ ‬إلا‭ ‬مقالات‭ ‬موجزة‭ ‬صغيرة‭.‬
تمثّل‭ ‬مقالتنا‭ ‬هذه‭ ‬عرضاً‭ ‬سريعاً‭ ‬لعدد‭ ‬من‭ ‬إبداعاته‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬العلوم‭ ‬والمعارف‭: ‬الجواهر،‭ ‬وإزالة‭ ‬البقع‭ ‬وأهمية‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬علم‭ ‬المخطوطات،‭ ‬وصناعة‭ ‬العطور‭ ‬باستخدام‭ ‬الوسائل‭ ‬الكيميائية،‭ ‬والأطعمة‭ ‬المقلّدة،‭ ‬وتوقّع‭ ‬الطقس،‭ ‬والصوتيات‭ ‬واللسانيات،‭ ‬وعلم‭ ‬الجرعات،‭ ‬وصناعة‭ ‬السيوف‭ ‬وعلم‭ ‬المعادن،‭ ‬وتلوث‭ ‬الهواء‭.‬

في‭ ‬الجواهر
للكندي‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الجواهر‭ ‬خبرة‭ ‬منذ‭ ‬طفولته،‭ ‬قال‭ ‬البيروني‭: ‬جدّ‭ ‬فيلسوف‭ ‬العرب‭ ‬كان‭ ‬جوهريا‭ ‬خبيراً،‭ ‬اثم‭ ‬إن‭ ‬الرشيد‭ ‬كان‭ ‬شديد‭ ‬الولوع‭ ‬بالجواهر،‭ ‬حريصاً‭ ‬على‭ ‬اقتنائها،‭ ‬وأنه‭ ‬بعث‭ ‬بالصباح‭ ‬الجوهري‭ ‬جدّ‭ ‬الكندي‭ ‬إلى‭ ‬صاحب‭ ‬سرنديب‭(‬3‭)‬‭ ‬لابتياع‭ ‬جواهر‭ ‬في‭ ‬ناحيته،‭ ‬فأكرمه‭ ‬الملك،‭ ‬ورحّب‭ ‬به،‭ ‬وأراه‭ ‬خزانة‭ ‬جواهره،‭ ‬وهو‭ ‬يقلّبها‭ ‬ويتعجّب‭ ‬من‭ ‬جلالتها،‭ ‬وعظم‭ ‬أجرامها‭(‬4‭)‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬بلغ‭ ‬ياقوتاً‭ ‬أحمر،‭ ‬ولم‭ ‬يكن‭ ‬رأى‭ ‬في‭ ‬خزائن‭ ‬الملوك‭ ‬مثله،‭ ‬فاشتد‭ ‬إعجابه‭. ‬وقال‭ ‬له‭ ‬الملك‭: ‬هل‭ ‬لك‭ ‬عهد‭ ‬بمثله؟‭ ‬قال‭: ‬لا‭ ‬واللّه،‭ ‬قال‭: ‬فهل‭ ‬تقدر‭ ‬على‭ ‬تقويمه‭(‬5‭)‬؛‭ ‬إذ‭ ‬عجز‭ ‬الكلّ‭ ‬عنه؟‭ ‬قال‭: ‬أفعل‭. ‬وشقّ‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬الملك،‭ ‬وقال‭ ‬له‭: ‬كنت‭ ‬أسترجح‭ ‬عقلك،‭ ‬فكذبت‭ ‬فراستي‭ ‬فيك؛‭ ‬لادّعائك‭ ‬ما‭ ‬أعجز‭ ‬الكافة‭. ‬قال‭ ‬الصباح‭: ‬ما‭ ‬أخطأت‭ ‬فراستك،‭ ‬وإن‭ ‬أردت‭ ‬صدقها‭ ‬فاجمع‭ ‬عندك‭ ‬من‭ ‬ذوي‭ ‬البصر‭ ‬بأمر‭ ‬الجواهر،‭ ‬فجمعهم،‭ ‬واستحضر‭ ‬الصباح‭ ‬ملاءة‭ ‬وبسطها،‭ ‬ودفع‭ ‬أطرافها‭ ‬إلى‭ ‬أربع‭ ‬نفر‭ ‬يمسكونها‭ ‬في‭ ‬الهواء،‭ ‬ثم‭ ‬رمى‭ ‬بالياقوتة‭ ‬فوق‭ ‬الملاءة‭ ‬بأقصى‭ ‬قوته،‭ ‬ولما‭ ‬سقطت‭ ‬على‭ ‬الملاءة‭ ‬قال‭ ‬للملك‭: ‬قيمتها‭ ‬أن‭ ‬تنصب‭ ‬العين‭ ‬على‭ ‬الأرض‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تعلو‭ ‬إلى‭ ‬حيث‭ ‬بلغت‭ ‬بالرمي،‭ ‬فاستحسن‭ ‬القوم‭ ‬قوله‭ ‬في‭ ‬أعينهم‭ ‬وعين‭ ‬الملك،‭ ‬وأمر‭ ‬فحُشِي‭ ‬فوه‭ ‬بالجوهر‭ ‬الرائق،‭ ‬وخلع‭ ‬عليه،‭ ‬وصرفه‭ ‬بقضاء‭ ‬ما‭ ‬ورد‭ ‬لهب‭(‬6‭)‬‭.‬
وكان‭ ‬كتاب‭ ‬الكندي‭ (‬في‭ ‬الجواهر‭ ‬والأشباه‭) ‬أهم‭ ‬مصادر‭ ‬كتاب‭ ‬‭(‬الجماهر‭)‬،‭ ‬يقول‭ ‬البيروني‭: ‬اولم‭ ‬يقع‭ ‬إليّ‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الفنّ‭ ‬غير‭ ‬كتاب‭ ‬أبي‭ ‬يوسف‭ ‬يعقوب‭ ‬بن‭ ‬إسحاق‭ ‬الكندي‭ ‬في‭ ‬الجواهر‭ ‬والأشباه،‭ ‬قد‭ ‬افترع‭ ‬فيما‭ ‬عذرته،‭ ‬وظهر‭ ‬ذروته؛‭ ‬كاختراع‭ ‬البدائع‭ ‬في‭ ‬كلّ‭ ‬ما‭ ‬وصلت‭ ‬إليه‭ ‬يده‭ ‬من‭ ‬سائر‭ ‬الفنون؛‭ ‬فهو‭ ‬إمام‭ ‬المحدثين،‭ ‬وأسوة‭ ‬الباقين‭. ‬ثم‭ ‬مقالة‭ ‬لنصر‭ ‬بن‭ ‬يعقوب‭ ‬الدينوري‭ ‬الكاتب،‭ ‬عملها‭ ‬بالفارسية‭ ‬لمن‭ ‬لم‭ ‬يهتدِ‭ ‬لغيرها،‭ ‬وهو‭ ‬تابع‭ ‬للكندي‭ ‬في‭ ‬أكثرهاب‭(‬7‭)‬‭.‬

طُبع‭ ‬كتاب‭ ‬البيروني‭ ‬مرتين‭: ‬إحداهما‭ ‬في‭ ‬حيدر‭ ‬آباد‭ ‬عام‭ ‬1938م،‭ ‬والأخرى‭ ‬في‭ ‬طهران‭ ‬عام‭ ‬1995م،‭ ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬الجهود‭ ‬التي‭ ‬بُذلت‭ ‬في‭ ‬إخراج‭ ‬الطبعتين‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الكتاب‭ ‬ما‭ ‬زال‭ ‬في‭ ‬حاجة‭ ‬إلى‭ ‬تحقيق‭ ‬منهجي،‭ ‬تتم‭ ‬فيه‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬مخطوطات‭ ‬الكتاب‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬والعناية‭ ‬بشرح‭ ‬الألفاظ‭ ‬شرحاً‭ ‬يتوافق‭ ‬مع‭ ‬معطيات‭ ‬العلوم‭ ‬الحديثة،‭ ‬والتدقيق‭ ‬في‭ ‬الكشافات‭ ‬indices،‭ ‬والعناية‭ ‬بشمولها‭ ‬وإحاطتها‭ ‬بنصوص‭ ‬الكتاب؛‭ ‬فمثلاً‭ ‬في‭ ‬كشاف‭ ‬الأعلام‭ ‬نجد‭ ‬الكندي‭ ‬مذكوراً‭ ‬في‭ ‬طبعة‭ ‬الهند‭ ‬54‭ ‬مرة،‭ ‬وفي‭ ‬طبعة‭ ‬طهران‭ ‬55‭ ‬مرة،‭ ‬بينما‭ ‬الجدول‭ ‬الذي‭ ‬أعددناه‭ (‬ليُنشر‭ ‬مع‭ ‬تحقيقٍ‭ ‬مقبلٍ‭ ‬لمقالة‭ ‬للكندي‭ ‬في‭ ‬المناجم‭) ‬يوضّح‭ ‬أنه‭ ‬مذكور‭ ‬ثمانين‭ ‬مرة‭.‬
تكوّن‭ ‬أقوال‭ ‬الكندي‭ ‬في‭ (‬الجماهر‭) ‬كتاباً‭ ‬مستقلاً‭ ‬بذاته،‭ ‬نرى‭ ‬فيه‭ ‬الآراء‭ ‬والأفكار‭ ‬والمعلومات‭ ‬والتجارب‭ ‬التي‭ ‬سبق‭ ‬بها‭ ‬الكندي‭ ‬معاصريه،‭ ‬فكان‭ ‬البيروني‭ ‬أميناً‭ ‬في‭ ‬نقله،‭ ‬واحتفظ‭ ‬بنصوص‭ ‬الكندي‭ ‬منسوبةً‭ ‬إليه‭. ‬ويمكن‭ ‬تكليف‭ ‬أحد‭ ‬طلاب‭ ‬الدراسات‭ ‬العليا‭ ‬باستخراج‭ ‬هذه‭ ‬النصوص‭ ‬على‭ ‬حدةٍ،‭ ‬وتحقيقها،‭ ‬وشرح‭ ‬مفرداتها،‭ ‬ونشرها‭ ‬محققةً‭ ‬تحقيقاً‭ ‬منهجياً‭ ‬في‭ ‬كتاب‭ ‬مستقلّ‭.‬
وقد‭ ‬وصلت‭ ‬إلينا‭ ‬من‭ ‬كتابات‭ ‬الكندي‭ -‬غير‭ ‬مقتبسات‭ ‬البيروني‭- ‬ثلاثة‭ ‬نصوص،‭ ‬كلّها‭ ‬تتّسم‭ ‬بالأصالة‭: ‬النصّ‭ ‬الأول‭ ‬عن‭ ‬اللؤلؤ‭ ‬في‭ ‬آخر‭ ‬كتاب‭ (‬المجموع‭ ‬اللفيف‭) ‬للأفطسي،‭ ‬تم‭ ‬نشره‭ ‬محقّقاً‭ ‬على‭ ‬حدةٍ‭(‬8‭)‬،‭ ‬ثم‭ ‬نُشِر‭ ‬الكتاب‭ ‬كاملاً‭(‬9‭)‬،‭ ‬والنصّ‭ ‬المنشور‭ ‬وحده‭ ‬جيّد‭ ‬التحقيق،‭ ‬أما‭ ‬تحقيق‭ ‬النص‭ ‬الكامل‭ ‬لكتاب‭ ‬الأفطسي‭ ‬ففيه‭ ‬عدة‭ ‬مآخذ‭. ‬والنصّ‭ ‬الثاني‭ ‬رسالة‭ (‬في‭ ‬أنواع‭ ‬الجواهر‭ ‬الثمينة‭)‬،‭ ‬التي‭ ‬ذكرها‭ ‬مؤلف‭ (‬الفهرست‭) ‬أو‭ ‬ذكر‭ ‬قطعةً‭ ‬منها،‭ ‬وردت‭ ‬ضمن‭ ‬مخطوطتين‭: ‬إحداهما‭ ‬في‭ ‬القاهرة،‭ ‬والأخرى‭ ‬في‭ ‬كوتا‭ ‬Gotha‭(‬10‭)‬،‭ ‬وقد‭ ‬تبيّن‭ ‬أن‭ ‬محتويات‭ ‬نصّ‭ ‬هذه‭ ‬القطعة‭ ‬ليست‭ ‬واردة‭ ‬في‭ ‬كتاب‭ (‬الجماهر‭) ‬للبيروني؛‭ ‬لذلك‭ ‬فهذه‭ ‬الرسالة‭ ‬مختلفة‭ ‬عن‭ ‬كتاب‭ (‬الجواهر‭ ‬والأشباه‭) ‬الذي‭ ‬يقتبس‭ ‬منه‭ ‬البيروني‭. ‬يبدأ‭ ‬المؤلف‭ ‬رسالته‭ ‬بتقديم‭ ‬تصنيفات‭ ‬رئيسة‭ ‬وفرعية‭ ‬للجواهر،‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬يدلّ‭ ‬على‭ ‬التفكير‭ ‬المنظم‭ ‬لعالِمنا‭ ‬مؤلّف‭ ‬هذا‭ ‬النص،‭ ‬ثم‭ ‬يقدّم‭ ‬بعدها‭ ‬فقرات‭ ‬قصيرة‭ ‬عن‭ ‬أنواع‭ ‬من‭ ‬الحجارة‭ ‬الكريمة‭.‬‭ ‬والنصّ‭ ‬الثالث‭ ‬عن‭ ‬وسائل‭ ‬الاستدلال‭ ‬على‭ ‬وجود‭ ‬منجم‭ ‬فيه‭ ‬معادن‭ ‬ثمينة‭ ‬قبل‭ ‬الحفر‭ ‬وفي‭ ‬أثنائه،‭ ‬وقد‭ ‬قام‭ ‬كاتب‭ ‬هذه‭ ‬السطور‭ ‬بتحقيقه،‭ ‬وهو‭ ‬قيد‭ ‬النشر‭ ‬قريباً‭ ‬بإذن‭ ‬الله‭. ‬والنصوص‭ ‬الثلاثة‭ ‬مما‭ ‬لم‭ ‬يَرِدْ‭ ‬ضمن‭ ‬النصوص‭ ‬التي‭ ‬نقلها‭ ‬البيروني‭.‬
في‭ ‬قلع‭ ‬الآثار‭ ‬من‭ ‬الثياب‭ ‬وغيرها‭(‬11‭)‬
هي‭ ‬رسالة‭ ‬عن‭ ‬إزالة‭ ‬البقع‭ ‬من‭ ‬النسيج‭ ‬والورق،‭ ‬وتكمن‭ ‬أهميتها‭ -‬في‭ ‬مجال‭ ‬علم‭ ‬المخطوطات‭- ‬في‭ ‬استعمال‭ ‬وسائل‭ ‬الإزالة‭ ‬لإجراء‭ ‬تصحيحات‭ ‬وتعديلات‭ ‬في‭ ‬الكتاب‭ ‬المخطوط،‭ ‬وهذه‭ ‬الرسالة‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬ثلاثة‭ ‬أعمال‭ ‬مبكّرة‭ ‬رائدة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الموضوع‭ ‬لثلاثة‭ ‬مؤلفين‭ ‬متعاصرين،‭ ‬والعَملان‭ ‬الآخران‭ ‬هما‭: ‬رسالة‭ ‬إسحاق‭ ‬بن‭ ‬حنين‭ ‬بن‭ ‬إسحاق‭ ‬العبادي‭ (‬المتوفَّى‭ ‬سنة‭ ‬298هـ‭/‬910م‭)‬،‭ ‬وفصل‭ ‬صغير‭ ‬من‭ ‬كتاب‭ (‬فردوس‭ ‬الحكمة‭) ‬لعلي‭ ‬بن‭ ‬سهل‭ ‬بن‭ ‬رَبَن‭ ‬الطبري‭ (‬المتوفَّى‭ ‬سنة‭ ‬247هـ‭/ ‬861م‭). ‬وقد‭ ‬بيّن‭ ‬تحليل‭ ‬محتويات‭ ‬المؤلَّفات‭ ‬الثلاثة‭ ‬أنها‭ ‬تشترك‭ ‬في‭ ‬خصائص‭ ‬متشابهة‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬كون‭ ‬وصفاتها‭ ‬مختصرة‭ ‬وسريعة،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬رسالة‭ ‬الكندي‭ ‬تمتاز‭ ‬بحسن‭ ‬التبويب؛‭ ‬فلا‭ ‬تأتي‭ ‬وصفاتها‭ ‬غير‭ ‬مصنّفة‭ ‬ولا‭ ‬مرتّبة‭ ‬كما‭ ‬عند‭ ‬الطبري‭ ‬وإسحاق‭. ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الوصفات‭ ‬متشابهة‭ ‬في‭ ‬تركيب‭ ‬المواد،‭ ‬لكنها‭ ‬تختلف‭ ‬في‭ ‬ألفاظ‭ ‬النصوص،‭ ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يوضّح‭ ‬أنها‭ ‬مؤلّفات‭ ‬مستقلة‭ ‬بعضها‭ ‬عن‭ ‬بعض،‭ ‬ينقل‭ ‬كلّ‭ ‬مؤلف‭ ‬التجارب‭ ‬بأسلوبه‭ ‬الخاص‭. ‬وترتيب‭ ‬الوصفات‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬تأليف‭ ‬يختلف‭ ‬عن‭ ‬التسلسل‭ ‬في‭ ‬الاثنين‭ ‬الآخرين‭(‬12‭)‬‭.‬
الترفّــق‭ ‬فــي‭ ‬العـــطــر‭ ‬أو‭ ‬كيمياء‭ ‬العطر‭ ‬والتصعيدات
هذا‭ ‬أول‭ ‬كتاب‭ ‬يتناول‭ ‬تصنيع‭ ‬العطور‭ ‬بتقديم‭ ‬وصفات‭ ‬ومقادير‭ ‬محدّدة،‭ ‬وخطوات‭ ‬وأساليب‭ ‬كيميائية؛‭ ‬فقد‭ ‬أثبتت‭ ‬البحوث‭ ‬أن‭ ‬المؤلفات‭ ‬التي‭ ‬قبله‭ ‬كانت‭ ‬رسائل‭ ‬صغيرة‭ ‬تكتفي‭ ‬بذكر‭ ‬العطور‭ ‬الطبيعية‭ ‬غير‭ ‬المركّبة؛‭ ‬مثل‭: ‬المسك،‭ ‬والعنبر،‭ ‬والعود،‭ ‬وغيرها،‭ ‬وأوصافها،‭ ‬والأمكنة‭ ‬التي‭ ‬تُجلب‭ ‬منها‭. ‬أما‭ ‬كتاب‭ ‬الكندي،‭ ‬فيصف‭ ‬بالتفصيل‭ ‬العمليات‭ ‬الكيميائية‭ ‬التي‭ ‬تنتج‭ ‬منها‭ ‬العطور‭ ‬المركّبة‭(‬13‭)‬‭.‬
درس‭ ‬الأهواني‭(‬14‭)‬‭ ‬نصوص‭ ‬هذا‭ ‬الكتاب،‭ ‬فلاحظ‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬نصوصه‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬الكندي‭ ‬كتبها،‭ ‬ومن‭ ‬ذلك‭ ‬قوله‭: ‬اوهذه‭ ‬الصفة‭ ‬أخذتها‭ ‬من‭ ‬أبي‭ ‬يوسف‭ ‬يعقوب‭ ‬بن‭ ‬إسحاق‭ ‬الكندي،‭ ‬وقد‭ ‬رأيتُهُ،‭ ‬وقد‭ ‬عمله‭ ‬وفتقه‭ ‬قداميب‭(‬15‭)(‬16‭)‬،‭ ‬وقوله‭ ‬أيضاً‭: ‬اصنعة‭ ‬غالية‭ ‬أحمد‭ ‬بن‭ ‬علي،‭ ‬أخذتها‭ ‬عنه‭ ‬بمصرب‭(‬17‭)‬،‭ ‬ولم‭ ‬يُعرف‭ ‬عن‭ ‬الكندي‭ ‬أنه‭ ‬رحل‭ ‬إلى‭ ‬مصر‭. ‬وعلّق‭ ‬الأهواني‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬النصوص‭ ‬قائلاً‭: ‬اولهذا‭ ‬كلّه‭ ‬نميل‭ ‬إلى‭ ‬الاعتقاد‭ ‬بأن‭ ‬الرسالة‭ ‬ليست‭ ‬للكندي،‭ ‬بل‭ ‬منسوبة‭ ‬إليه،‭ ‬وأن‭ ‬مؤلّفها‭ ‬كان‭ ‬على‭ ‬صلة‭ ‬به،‭ ‬يستشيره،‭ ‬ويستفيد‭ ‬منه‭.... ‬ويبدو‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬تآليف‭ ‬الكندي‭ ‬كانت‭ ‬تصدر‭ ‬من‭ ‬المدرسة‭ ‬باسمه،‭ ‬كالحال‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الرسالة‭. ‬ومن‭ ‬هذا‭ ‬الوجه‭ ‬يصحّ‭ ‬لنا‭ ‬اعتبار‭ ‬كتاب‭ ‬كيمياء‭ ‬العطر‭ ‬من‭ ‬تأليفه،‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬تأليف‭ ‬أحد‭ ‬تلاميذه‭ ‬بعد‭ ‬عرضه‭ ‬على‭ ‬أستاذه‭ ‬وإجازته‭.‬
على‭ ‬كلٍّ‭ ‬فإن‭ ‬الفقرات‭ ‬التي‭ ‬أوردناها،‭ ‬والتي‭ ‬تزعزع‭ ‬الثقة‭ ‬في‭ ‬نسبة‭ ‬الرسالة،‭ ‬لا‭ ‬بدّ‭ ‬أنها‭ ‬أُقحمت‭ ‬فيما‭ ‬بعد‭ -‬إن‭ ‬صحّ‭ ‬أن‭ ‬الرسالة‭ ‬للكندي‭- ‬أضافها‭ ‬أحد‭ ‬العلماء‭ ‬إلى‭ ‬النسخة‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬يقتنيها،‭ ‬وجاء‭ ‬النسّاخ‭ ‬فأدمجوا‭ ‬الإضافات‭ ‬في‭ ‬المتن،‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬معروف‭ ‬عند‭ ‬المشتغلين‭ ‬بإخراج‭ ‬الكتب‭ ‬الخطية‭ ‬وتحقيقهاب‭(‬18‭)‬‭.‬
ثم‭ ‬نُشر‭ ‬بحث‭ ‬بعد‭ ‬عشرين‭ ‬عاماً‭ ‬من‭ ‬كتاب‭ ‬الأهواني‭ ‬نجد‭ ‬فيه‭ ‬كلّ‭ ‬النصوص‭ ‬التي‭ ‬ساقها‭ ‬الأهواني‭ ‬وملاحظاته‭ ‬عليها‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬الإشارة‭ ‬إليه‭ ‬مرجعاً‭ ‬على‭ ‬الإطلاق‭(‬19‭)‬‭.‬

كيمياء‭ ‬الأطعمة
المزوّرة‭: ‬طعام‭ ‬لا‭ ‬لحم‭ ‬فيه،‭ ‬يُتَّخذ‭ ‬من‭ ‬البقول‭ ‬فقط،‭ ‬وهو‭ ‬يعدّ‭ ‬خصيصى‭ ‬للمرضى‭(‬20‭)‬‭. ‬هذا‭ ‬الموضوع‭ ‬مهم‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬الطب‭ ‬العربي،‭ ‬لم‭ ‬يُكتب‭ ‬بعدُ،‭ ‬ولو‭ ‬أن‭ ‬المعلومات‭ ‬عنه‭ ‬متناثرة‭ ‬في‭ ‬الكتب‭ ‬المخطوطة‭ ‬والمطبوعة‭. ‬وقد‭ ‬ألّف‭ ‬الكندي‭ ‬رسالة‭ ‬افي‭ ‬صنعة‭ ‬أطعمة‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬عناصرهاب‭(‬21‭)‬،‭ ‬فقال‭ ‬عنه‭ ‬ابن‭ ‬بسام‭ ‬المحتسب‭: ‬اوقد‭ ‬وجدتُ‭ ‬في‭ ‬الرسالة‭ ‬التي‭ ‬تُعرف‭ ‬بـ‭(‬كيمياء‭ ‬الطبيخ‭)‬،‭ ‬التي‭ ‬ألّفها‭ ‬يعقوب‭ ‬بن‭ ‬إسحق‭ ‬الكندي،‭ ‬ألواناً‭ ‬تُطبخ‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬لحم،‭ ‬وقلايا‭ ‬كبود‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬كبود،‭ ‬ومخّ‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬مخّ،‭ ‬ونقائق‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬لحم،‭ ‬وعجة‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬بيض،‭ ‬وجوذاب‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬جبن‭ ‬ولا‭ ‬أرز،‭ ‬وحلاوة‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬عسل‭ ‬ولا‭ ‬سكر،‭ ‬وألواناً‭ ‬كثيرة‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬عناصرها،‭ ‬يطول‭ ‬شرحها،‭ ‬وليس‭ ‬يُهتدى‭ ‬إلى‭ ‬دقة‭ ‬صناعتها‭. ‬وخشيت‭ ‬من‭ ‬تدليس‭ ‬المتعيشين‭ ‬في‭ ‬الأسواق،‭ ‬فأمسكت‭ ‬عن‭ ‬صنعتها؛‭ ‬خوفاً‭ ‬من‭ ‬التنبيه‭ ‬على‭ ‬عملها؛‭ ‬رجاءً‭ ‬لثواب‭ ‬الله‭ ‬تعالىب‭(‬22‭)‬‭. ‬ونلاحظ‭ ‬على‭ ‬ابن‭ ‬بسام‭ ‬هنا‭ ‬أنه‭ ‬يعدُّ‭ ‬كتاب‭ ‬الكندي‭ ‬وسيلةً‭ ‬للغشّ‭ ‬عند‭ ‬الطباخين؛‭ ‬فهو‭ ‬يتحدث‭ ‬عنه‭ ‬في‭ ‬مكان‭ ‬آخر‭ ‬قائلاً‭: ‬اوقد‭ ‬أمسكت‭ ‬عن‭ ‬أشياء‭ ‬ليست‭ ‬بمشهورة‭ ‬قد‭ ‬ذكرها‭ ‬صاحب‭ ‬‭(‬كيمياء‭ ‬العطر‭)‬،‭ ‬كما‭ ‬أمسكت‭ ‬عن‭ ‬أشياء‭ ‬كثيرة‭ ‬قد‭ ‬ذكرها‭ ‬يعقوب‭ ‬بن‭ ‬إسحق‭ ‬الكندي‭ ‬في‭ ‬رسالته‭ ‬المعروفة‭ ‬بـ‭(‬كيمياء‭ ‬الطبائخ‭)‬،‭ ‬فرحم‭ ‬الله‭ ‬من‭ ‬وقع‭ ‬في‭ ‬يده‭ ‬ذلك‭ ‬الكتاب‭ ‬فمزّقهب‭(‬23‭)‬‭.‬
والواقع‭ ‬أن‭ ‬الكتاب‭ ‬كان‭ ‬هدفه‭ ‬هو‭ ‬عمل‭ ‬المزوّرات‭ ‬للمرضى،‭ ‬ولمن‭ ‬يتبعون‭ ‬الحمية؛‭ ‬فقد‭ ‬ذكره‭ ‬مؤلف‭ (‬الفهرست‭) ‬ضمن‭ ‬كتب‭ ‬الكندي‭ ‬الطبية‭. ‬وليست‭ ‬الخضراوات‭ ‬والنباتات‭ ‬الطبية‭ ‬المذكورة‭ ‬فيه‭ ‬متاحةً‭ ‬دائماً‭ ‬مثل‭ ‬اللحوم،‭ ‬ولا‭ ‬هي‭ ‬دائماً‭ ‬رخيصة‭ ‬الثمن؛‭ ‬لذلك‭ ‬لا‭ ‬نخشى‭ ‬من‭ ‬إساءة‭ ‬استعمال‭ ‬الطباخين‭ ‬له‭. ‬والنصّ‭ ‬الذي‭ ‬نشره‭ ‬كاتب‭ ‬هذه‭ ‬السطور‭(‬24‭)‬‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬تحرير‭ ‬الطبيب‭ ‬ابن‭ ‬جزلة‭ (‬تُوفِّي‭ ‬سنة‭ ‬493هـ‭/ ‬1100م‭)‬،‭ ‬وهو‭ ‬صاحب‭ ‬مؤلّفات‭ ‬مخطوطة‭ ‬ومطبوعة‭ ‬في‭ ‬الطب‭(‬25‭)‬‭.‬
وينقل‭ ‬الشيزري‭(‬26‭)‬‭ ‬كلام‭ ‬ابن‭ ‬بسام‭ ‬حرفياً‭ ‬كما‭ ‬هي‭ ‬عادته،‭ ‬لكن‭ ‬باختصار‭ ‬مخلّ‭ ‬بالمعنى‭.‬‭ ‬ويذكر‭ ‬الباحثون‭ ‬في‭ ‬عصرنا‭ ‬أن‭ ‬ابن‭ ‬بسام‭ ‬من‭ ‬أهل‭ ‬القرن‭ ‬السابع‭ ‬الهجري؛‭ ‬لذلك‭ ‬فهو‭ ‬متأخر‭ ‬عن‭ ‬الشيزري‭ ‬الذي‭ ‬عاش‭ ‬في‭ ‬القرن‭ ‬السادس‭ ‬الهجري،‭ ‬لكن‭ ‬كاتب‭ ‬هذه‭ ‬السطور‭ ‬بيّن‭ ‬في‭ ‬بحث‭ ‬سابق‭ ‬أن‭ ‬ابن‭ ‬بسام‭ ‬عاش‭ ‬قبل‭ ‬الشيزري‭ ‬بقرن‭ ‬ونصف‭ ‬القرن‭(‬27‭)‬؛‭ ‬لذلك‭ ‬فكتابه‭ ‬هو‭ ‬الأصل‭ ‬الذي‭ ‬ينقل‭ ‬منه‭ ‬الشيزري‭ ‬وابن‭ ‬الأخوة‭ ‬حرفياً‭ ‬كما‭ ‬قلنا‭.‬
هل‭ ‬النص‭ ‬الذي‭ ‬نُشر‭ ‬هو‭ ‬رسالة‭ ‬الكندي‭ ‬الأصلية‭ ‬أو‭ ‬مختصرها؟‭ ‬بمقارنة‭ ‬موضوعات‭ ‬الرسالة‭ ‬كما‭ ‬جاء‭ ‬ذكرها‭ ‬في‭ ‬نصّ‭ ‬ابن‭ ‬بسام‭ ‬السابق‭ ‬مع‭ ‬موضوعات‭ ‬النصّ‭ ‬المنشور‭ ‬نرى‭ ‬بكلّ‭ ‬وضوح‭ ‬أن‭ ‬النص‭ ‬المنشور‭ ‬لا‭ ‬يحتوي‭ ‬على‭ ‬اقلايا‭ ‬كبود‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬كبود‭.... ‬ونقائق‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬لحم،‭ ‬وعجة‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬بيضب،‭ ‬والنص‭ ‬المنشور‭ ‬منقول‭ ‬من‭ ‬خط‭ ‬الطبيب‭ ‬ابن‭ ‬جزلة؛‭ ‬فالاختصار‭ -‬إذاً‭- ‬هو‭ ‬من‭ ‬عمل‭ ‬هذا‭ ‬الطبيب‭.‬

كان‭ ‬النص‭ ‬الذي‭ ‬نشرناه‭ ‬غير‭ ‬معروف‭ ‬لدى‭ ‬الباحثين‭(‬28‭)‬؛‭ ‬فمنهم‭ ‬من‭ ‬اكتفى‭ ‬بأن‭ ‬ينقل‭ ‬من‭ ‬كتاب‭ (‬الفهرست‭) ‬للنديم‭ ‬عنوان‭ ‬الرسالة،‭ ‬ويعدّها‭ ‬مفقودةً‭. ‬وذكرها‭ ‬أحد‭ ‬الرواد‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬الطب،‭ ‬فبيّن‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬دراستها‭ ‬أو‭ ‬تحقيقها،‭ ‬قائلاً‭: ‬اذكر‭ ‬ابن‭ ‬أبي‭ ‬أصيبعة‭ ‬رسالة‭ ‬الكندي‭ ‬بعنوان‭ (‬في‭ ‬تدبير‭ ‬الأطعمة‭)‬،‭ ‬رآها‭ ‬سباط‭ ‬في‭ ‬حلب،‭ ‬ثم‭ ‬اختفت‭(‬29‭)‬‭. ‬وقد‭ ‬تكون‭ ‬هذه‭ ‬الرسالة‭ ‬هي‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬وصلت‭ ‬إلينا‭ ‬بعنوان‭ ‬آخر‭ (‬كيمياء‭ ‬الأطعمة‭) ‬في‭ ‬مخطوط‭ ‬محفوظ‭ ‬في‭ ‬طهران‭(‬30‭)‬‭... ‬وعلى‭ ‬كلٍّ،‭ ‬فإن‭ ‬مخطوطة‭ ‬طهران‭ ‬لم‭ ‬تُدرس‭ ‬بعد،‭ ‬وبالتالي‭ ‬فنحن‭ ‬لا‭ ‬نعرف‭ ‬ما‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬هذه‭ ‬العناوين‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬رسالة‭ ‬واحدة‭ ‬أو‭ ‬عدة‭ ‬رسائل‭... ‬وكان‭ ‬ابن‭ ‬جزلة‭ ‬قد‭ ‬أعاد‭ ‬إخراج‭ ‬هذه‭ ‬الرسالة‭(‬31‭)‬‭. ‬وهذه‭ ‬إشارة‭ ‬ثانية‭ ‬إلى‭ ‬مدى‭ ‬اهتمام‭ ‬ابن‭ ‬جزلة‭ ‬‭-‬الطبيب‭ ‬الكبير،‭ ‬والمؤلف‭ ‬الشهير‭- ‬بأعمال‭ ‬الكندي‭ ‬الطبية‭ ‬التي‭ ‬تعالج‭ ‬موضوعات‭ ‬قلّ‭ ‬أن‭ ‬تطرّق‭ ‬الآخرون‭ ‬إلى‭ ‬العناية‭ ‬بهاب‭(‬32‭)‬‭. ‬والواقع‭ ‬أن‭ ‬أعمال‭ ‬الكندي‭ ‬غير‭ ‬الطبية‭ ‬أيضاً‭ ‬تعالج‭ ‬موضوعات‭ ‬قلّ‭ ‬أن‭ ‬تطرّق‭ ‬إليها‭ ‬الآخرون‭ ‬كما‭ ‬ترى‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬القائمة‭.‬
توقّع‭ ‬الطقس
اهتم‭ ‬الإنسان‭ ‬منذ‭ ‬القدم‭ ‬بالجو‭ ‬والطرائق‭ ‬الفعالة‭ ‬للتنبّؤ‭ ‬به؛‭ ‬فنجد‭ ‬التوقعات‭ ‬البسيطة‭ ‬من‭ ‬الظواهر‭ ‬الجوية‭ ‬ومن‭ ‬تشكيلات‭ ‬النجوم‭ ‬المعلّقة‭ ‬في‭ ‬السماء‭ ‬منسوبةً‭ ‬إلى‭ ‬أرسطو‭ ‬وفارو‭ ‬وبليني‭ ‬وفي‭ ‬أساطير‭ ‬القدماء،‭ ‬لكن‭ ‬الوضع‭ ‬الثقافي‭ ‬الخاصّ‭ ‬الذي‭ ‬كانت‭ ‬تعيشه‭ ‬بغداد‭ ‬في‭ ‬منتصف‭ ‬القرن‭ ‬التاسع‭ ‬ساعد‭ ‬على‭ ‬إنتاج‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يُقال‭ ‬عنه‭: ‬إنه‭ ‬أول‭ ‬المؤلفات‭ ‬الشاملة‭ ‬عن‭ ‬توقّع‭ ‬الجو،‭ ‬ويمكن‭ ‬عدّها‭ ‬مبنيةً‭ ‬على‭ ‬أسس‭ ‬علمية،‭ ‬وهي‭ ‬رسالتان‭ ‬لفيلسوف‭ ‬العرب‭ ‬الكندي‭.‬
يمزج‭ ‬الكندي‭ ‬بين‭ ‬ثلاثة‭ ‬تقاليد‭ ‬للتنبّؤ‭ ‬بالجو‭:‬
التقاليد‭ ‬الزراعية‭ ‬العربية‭- ‬الإسلامية‭ ‬التي‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬توقّع‭ ‬الطقس‭ ‬من‭ ‬معرفة‭ ‬منازل‭ ‬القمر‭ ‬وموضعه‭ ‬من‭ ‬الأبراج‭ ‬والنجوم،‭ ‬وكتب‭ ‬التنجيم‭ ‬التي‭ ‬كتبها‭ ‬السابقون‭ ‬للكندي‭ ‬مثل‭ ‬عمر‭ ‬بن‭ ‬فرّخان‭ ‬وما‭ ‬شاء‭ ‬الله‭ ‬اليهودي،‭ ‬والأخذ‭ ‬من‭ ‬مصادر‭ ‬بهلوية‭ ‬وإغريقية،‭ ‬ومنها‭ ‬مؤلفات‭ ‬أرسطو‭ ‬المزيف‭ ‬وبطلميوس‭. ‬يضع‭ ‬الكندي‭ ‬كلّ‭ ‬هذه‭ ‬المعارف‭ ‬المتباعدة‭ ‬ضمن‭ ‬سياق‭ ‬الفيزياء‭ ‬التي‭ ‬تبنّاها‭ ‬أرسطو،‭ ‬فيبني‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬نظرية‭ ‬الجوهر‭/ ‬الروح‭ ‬الخامسة‭ ‬من‭ ‬كتابي‭ (‬السماء‭ ‬والعالم‭) ‬و‭(‬الآثار‭ ‬العلوية‭)‬؛‭ ‬فهذان‭ ‬الكتابان‭ ‬لأرسطو‭ ‬يبدأ‭ ‬كلّ‭ ‬منهما‭ ‬بحديث‭ ‬نظري‭ ‬مفصّل،‭ ‬في‭ ‬الأول‭ ‬عن‭ ‬الكون،‭ ‬وفي‭ ‬الثاني‭ ‬عن‭ ‬مراتب‭ ‬العلوم‭ ‬ودور‭ ‬كلّ‭ ‬من‭ ‬المنطق‭ ‬والفكر‭ ‬مقارنةً‭ ‬بالتجربة‭.‬
الباحثان‭ ‬اللذان‭ ‬نشرا‭ ‬رسالتي‭ ‬الكندي‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬يعرضان‭ ‬تاريخ‭ ‬التنبّؤ‭ ‬بالجو‭ ‬من‭ ‬أقدم‭ ‬العصور‭ ‬إلى‭ ‬بدايات‭ ‬العصر‭ ‬الحديث‭(‬33‭)‬؛‭ ‬ليضع‭ ‬الكتاب‭ ‬رسالتي‭ ‬الكندي‭ ‬في‭ ‬سياقهما‭ ‬التاريخي،‭ ‬فيناقش‭ ‬الاتجاه‭ ‬العلمي‭ ‬للرسالتين،‭ ‬ومصادرهما،‭ ‬ويقارن‭ ‬محتوياتهما‭ ‬بنصوص‭ ‬كتب‭ ‬أخرى‭ ‬للكندي‭ ‬ألّفها‭ ‬في‭ ‬مجالي‭ ‬الكون‭ ‬والجو‭. ‬ولأن‭ ‬النصّ‭ ‬العربي‭ ‬الأصلي‭ ‬لرسالتي‭ ‬الكندي‭ ‬لم‭ ‬يُكتشف‭ ‬بعد،‭ ‬أو‭ ‬ضائع،‭ ‬فإن‭ ‬عمل‭ ‬الباحثين‭ ‬في‭ ‬الكتاب‭ ‬يعتمد‭ ‬على‭ ‬الترجمة‭ ‬الحرفية‭ ‬للرسالتين‭ ‬إلى‭ ‬العبرية،‭ ‬إحداهما‭ ‬ترجمها‭ ‬المترجم‭ ‬الذائع‭ ‬الصيت‭ ‬في‭ ‬القرن‭ ‬الثالث‭ ‬عشر‭ ‬قالون‭ ‬بن‭ ‬قالون‭. ‬واعتمد‭ ‬الباحثان‭ ‬كذلك‭ ‬على‭ ‬نسخة‭ ‬لاتينية‭ ‬مستقلة،‭ ‬يبدو‭ ‬أنها‭ ‬تُرجمت‭ ‬مباشرةً‭ ‬من‭ ‬العربية‭. ‬وتحمل‭ ‬النسخة‭ ‬اللاتينية‭ ‬العنوان‭ ‬الآتي‭: ‬De Mutatione‭ ‬Temporum؛‭ ‬أي‭: ‬تغيّر‭ ‬الجو،‭ ‬وأُدمجت‭ ‬الرسالتان‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬النسخة‭ ‬اللاتينية‭ ‬في‭ ‬تأليف‭ ‬واحد‭. ‬وقام‭ ‬الباحثان‭ ‬بتحقيق‭ ‬النصوص‭ ‬العبرية‭ ‬واللاتينية‭ ‬المذكورة‭ ‬باعتماد‭ ‬كلّ‭ ‬مخطوطاتها‭ ‬المعروفة،‭ ‬وأرفقا‭ ‬معها‭ ‬ترجمة‭ ‬إنجليزية‭ ‬مشروحة‭ ‬لنصّ‭ ‬قالون‭.‬
وقد‭ ‬أظهرت‭ ‬دراسة‭ ‬مقارنة‭ ‬أن‭ ‬الكندي‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬مجرّد‭ ‬ناقل‭ ‬لآراء‭ ‬الإغريق‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬بحثه،‭ ‬بل‭ ‬كانت‭ ‬له‭ ‬نظريته‭ ‬وآراؤه‭ ‬المستقلة‭ ‬عن‭ ‬حركة‭ ‬الكواكب‭ ‬وتأثيرها‭ ‬في‭ ‬الطقس‭(‬34‭)‬‭. ‬وإضافةً‭ ‬إلى‭ ‬هذه‭ ‬النصوص‭ ‬العبرية‭ ‬واللاتينية‭ ‬نشر‭ ‬الباحثان‭ ‬النصوص‭ ‬العربية‭ ‬الآتية‭ ‬للكندي‭ ‬عن‭ ‬الموضوع‭ ‬نفسه‭:‬
‭- ‬الباب‭ ‬الثامن‭ ‬والثلاثون‭ ‬من‭ ‬كتاب‭ ‬الكندي‭ ‬المسمّى‭ (‬الأربعون‭ ‬باباً‭): ‬وهو‭ ‬كما‭ ‬نصّ‭ ‬عليه‭ ‬الكندي‭ (‬مدخل‭ ‬إلى‭ ‬علم‭ ‬النجوم‭)‬؛‭ ‬أي‭: ‬كتاب‭ ‬تعريفي‭ ‬بالفلك‭ ‬والتنجيم‭(‬35‭)‬‭. ‬والفصل‭ ‬المنشور‭ ‬هنا‭ ‬عن‭ ‬توقّع‭ ‬الطقس‭ ‬بناءً‭ ‬على‭ ‬مواقع‭ ‬الأبراج‭ ‬والكواكب‭ ‬والنجوم‭(‬36‭)‬‭.‬
‭- ‬رسالة‭ (‬في‭ ‬أحداث‭ ‬الجو‭): ‬وسبق‭ ‬أن‭ ‬نشرها‭ ‬كلّ‭ ‬من‭: ‬روزنتال‭(‬37‭)‬،‭ ‬ويوسف‭ ‬مسكوني‭(‬38‭)‬،‭ ‬واعتمد‭ ‬كلّ‭ ‬منهما‭ ‬اعتماداً‭ ‬كبيراً‭ ‬على‭ ‬مخطوطة‭ ‬واحدة‭ ‬مختلفة‭ ‬عن‭ ‬الأخرى،‭ ‬لكنّ‭ ‬الباحثين‭ ‬هنا‭ ‬ينشرانها‭ ‬محقّقةً‭ ‬على‭ ‬أربع‭ ‬نسخ‭. ‬ويعتمد‭ ‬الموضوع‭ ‬هنا‭ ‬أسلوب‭ ‬الرسالة‭ ‬السابقة‭ ‬نفسه‭.‬
‭- ‬فصلان‭ ‬للكندي،‭ ‬أولهما‭ ‬بعنوان‭: (‬في‭ ‬تحويل‭ ‬السنة‭ ‬في‭ ‬الأمطار‭)‬،‭ ‬والآخر‭ (‬في‭ ‬الرياح‭)‬،‭ ‬ضمن‭ ‬مجموع‭ ‬في‭ ‬طهران‭(‬39‭)‬‭.‬
ونُشِرت‭ ‬هذه‭ ‬الرسائل‭ ‬للكندي‭ ‬ضمن‭ ‬رسائل‭ ‬أخرى‭(‬40‭)‬‭: ‬رسالة‭ ‬في‭ ‬العلّة‭ ‬التي‭ ‬لها‭ ‬تكون‭ ‬بعض‭ ‬المواضع‭ ‬لا‭ ‬تكاد‭ ‬تمطر،‭ ‬ورسالة‭ ‬في‭ ‬علّة‭ ‬كون‭ ‬الضباب،‭ ‬ورسالة‭ ‬في‭ ‬الثلج‭ ‬والبرد‭ ‬والبرق‭ ‬والصواعق‭ ‬والرعد‭ ‬والزمهرير،‭ ‬ورسالة‭ ‬في‭ ‬العلّة‭ ‬التي‭ ‬لها‭ ‬يبرد‭ ‬أعلى‭ ‬الجو‭ ‬ويسخن‭ ‬ما‭ ‬قرب‭ ‬من‭ ‬الأرض،‭ ‬ورسالة‭ ‬في‭ ‬علّة‭ ‬اللون‭ ‬اللازوردي‭ ‬الذي‭ ‬يُرى‭ ‬في‭ ‬الجو‭ ‬في‭ ‬جهة‭ ‬السماء‭ ‬ويظنّ‭ ‬أنه‭ ‬لون‭ ‬السماء،‭ ‬ورسالة‭ ‬في‭ ‬العلّة‭ ‬الفاعلة‭ ‬للمدّ‭ ‬والجزر‭.‬
في‭ ‬الصوتيات‭ ‬واللسانيات
عـــــلـــم‭ ‬الأصـــــــوات‭ ‬أو‭ ‬الـــصــوتيـات‭ ‬phonetics‭ ‬هــــو‭ ‬فــــرع‭ ‬مــن‭ ‬عـــلـــم‭ ‬اللـــسانــيــات‭ ‬linguistics،‭ ‬وهــما‭ ‬مصطلحان‭ ‬جديدان‭ ‬بدأ‭ ‬استعمالهما‭ ‬في‭ ‬القرن‭ ‬العشرين،‭ ‬لكن‭ ‬اشتغال‭ ‬القدماء‭ ‬بموضوعاتهما‭ ‬قديم؛‭ ‬فقد‭ ‬اشتغل‭ ‬بها‭ ‬الهنود‭ ‬في‭ ‬تاريخهم‭ ‬القديم،‭ ‬ووردت‭ ‬عبارات‭ ‬متناثرة‭ ‬في‭ ‬مجالها‭ ‬عند‭ ‬اليونان‭ ‬والرومان،‭ ‬لكن‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ألّف‭ ‬وتوسّع‭ ‬في‭ ‬مباحثه،‭ ‬وترك‭ ‬تراثاً‭ ‬وافراً‭ ‬غنياً‭ ‬فيه،‭ ‬هو‭ ‬بلا‭ ‬شكّ‭ ‬علماء‭ ‬العرب‭ ‬في‭ ‬حضارة‭ ‬الإسلام‭(‬41‭)‬‭.‬
اشتغل‭ ‬العرب‭ ‬بموضوعات‭ ‬هذا‭ ‬العلم‭ ‬في‭ ‬ثلاثة‭ ‬مجالات‭: ‬علوم‭ ‬اللغة‭ ‬العربية،‭ ‬والعلوم‭ ‬الطبيعية‭ ‬كالطب‭ ‬والفلسفة‭ ‬الطبيعية‭ ‬والموسيقا،‭ ‬وعلوم‭ ‬القرآن‭ ‬المتعلّقة‭ ‬بتلاوته‭ ‬كالقراءة‭ ‬والتجويد،‭ ‬وبكتابته‭ ‬كالرسم‭ ‬والضبط؛‭ ‬فمثلاً‭: ‬أول‭ ‬معجم‭ ‬في‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬هو‭ ‬معجم‭ ‬العين‭ ‬للخليل‭ ‬بن‭ ‬أحمد‭ ‬الفراهيدي‭ (‬تُوفِّي‭ ‬سنة‭ ‬175هـ‭/ ‬791م‭)‬،‭ ‬وقد‭ ‬اعتمد‭ ‬وضعه‭ ‬على‭ ‬مخارج‭ ‬الحروف،‭ ‬بل‭ ‬نُسِب‭ ‬إلى‭ ‬الخليل‭ ‬أيضاً‭ ‬كتاب‭ ‬لم‭ ‬يصل‭ ‬إلينا،‭ ‬اسمه‭ (‬تراكيب‭ ‬الأصوات‭(‬42‭)‬،‭ ‬وعلم‭ ‬العَروض‭ ‬الذي‭ ‬هو‭ ‬قوانين‭ ‬وزن‭ ‬الشِّعر‭ ‬يعتمد‭ ‬على‭ ‬قياسات‭ ‬صوتية،‭ ‬وانطلقت‭ ‬البحوث‭ ‬اللغوية‭ ‬بعد‭ ‬الخليل‭ ‬إلى‭ ‬مستويات‭ ‬عالية‭ ‬على‭ ‬يدي‭ ‬سيبويه‭ ‬وغيره‭.‬
أما‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬العلوم‭ ‬الطبيعية،‭ ‬فالريادة‭ ‬فيها‭ ‬للكندي‭ ‬بإجماع‭ ‬مؤرّخي‭ ‬العلوم‭ ‬شرقاً‭ ‬وغرباً؛‭ ‬فرسالته‭ ‬في‭ ‬استخراج‭ ‬المعمّى‭ ‬هي‭ ‬أولى‭ ‬الرسائل‭ ‬التي‭ ‬تمّ‭ ‬تأليفها‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التعمية‭ ‬والتشفير‭(‬43‭)‬؛‭ ‬إذ‭ ‬تكلّم‭ ‬عن‭ ‬تردّد‭ ‬حروف‭ ‬العربية‭ ‬ودورانها‭ ‬في‭ ‬الكلام،‭ ‬معتمداً‭ ‬على‭ ‬إحصاء‭ ‬صنعه‭ ‬بنفسه،‭ ‬وتقسيمها‭ ‬إلى‭ ‬مصوتة‭ ‬وخرس‭ (‬صامتة‭)‬،‭ ‬وذكر‭ ‬قانوناً‭ ‬لغوياً‭ ‬عاماً‭ ‬يسري‭ ‬على‭ ‬كلّ‭ ‬اللغات،‭ ‬وهو‭ ‬كونُ‭ ‬المصوتات‭ ‬أكثر‭ ‬الحروف‭ ‬تردّداً،‭ ‬ونبّه‭ ‬على‭ ‬اشتمال‭ ‬المصوتة‭ ‬على‭: ‬المصوتات‭ ‬العظام‭ ‬‭(‬وهي‭ ‬حروف‭ ‬المد‭)‬،‭ ‬والمصوتات‭ ‬الصغار‭ (‬وهي‭ ‬الحركات‭)‬،‭ ‬ثم‭ ‬بسط‭ ‬الكلام‭ ‬على‭ ‬نسج‭ ‬الكلمة‭ ‬العربية‭ ‬باستفاضة،‭ ‬فأورد‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬مئة‭ ‬قانون‭ ‬من‭ ‬قوانين‭ ‬ائتلاف‭ ‬الحروف‭ ‬واختلافها‭ ‬أو‭ ‬تنافرها‭(‬44‭)‬‭.‬
وللكندي‭ ‬رسالة‭ ‬أخرى‭ ‬ذات‭ ‬مساس‭ ‬بالصوتيات،‭ ‬بل‭ ‬بتطبيقٍ‭ ‬دقيقٍ‭ ‬من‭ ‬تطبيقاتها،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يُدعى‭ ‬اليوم‭ ‬بـ‭(‬أمراض‭ ‬النطق،‭ ‬بالإنجليزية‭ ‬speech‭ ‬disorders،‭ ‬وبالفرنسية‭ ‬troubles de‭ ‬la parole‭)‬،‭ ‬وهي‭ ‬رسالة‭ ‬اللثغة،‭ ‬وقد‭ ‬قدّم‭ ‬لها‭ ‬ببيانٍ‭ ‬وافٍ‭ ‬لآلية‭ ‬النطق،‭ ‬وعلاقتها‭ ‬بالحروف،‭ ‬وما‭ ‬تحتاج‭ ‬إليه‭ ‬كل‭ ‬لغة‭ ‬من‭ ‬اللغات‭ ‬السائدة‭ ‬آنذاك‭ ‬من‭ ‬الحروف،‭ ‬ثم‭ ‬تكلّم‭ ‬عن‭ ‬أسباب‭ ‬اللثغة،‭ ‬وما‭ ‬يعرض‭ ‬للسان‭ ‬من‭ ‬التشنّج‭ ‬أو‭ ‬الاسترخاء،‭ ‬ووصف‭ ‬مخارج‭ ‬حروف‭ ‬العربية،‭ ‬وهيئات‭ ‬النطق‭ ‬بها،‭ ‬وصفاً‭ ‬تشريحياً‭ ‬فيزيائياً‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬يختلف‭ ‬عما‭ ‬عهدناه‭ ‬عند‭ ‬سيبويه‭ ‬ومن‭ ‬أتى‭ ‬بعده،‭ ‬ثم‭ ‬حدّد‭ ‬حروف‭ ‬اللثغة،‭ ‬وسمّى‭ ‬أعراضها،‭ ‬وأنواعها،‭ ‬وختم‭ ‬الكلام‭ ‬بعللها‭(‬45‭)(‬46‭)(‬47‭)‬‭.‬
علم‭ ‬الجرعات‭ ‬posology
من‭ ‬مؤلّفات‭ ‬الكندي‭ ‬الرائدة‭ ‬التي‭ ‬سبق‭ ‬بها‭ ‬عصره‭ ‬في‭ ‬التعمّق‭ ‬والتخصّص‭ ‬وربط‭ ‬العلوم‭ ‬بعضها‭ ‬ببعض‭ ‬رسالته‭ (‬في‭ ‬معرفة‭ ‬قوى‭ ‬الأدوية‭ ‬المركّبة‭)‬؛‭ ‬ففيها‭ ‬يربط‭ ‬تأثير‭ ‬الدواء‭ ‬المركّب‭ ‬في‭ ‬الجسم‭ ‬البشري‭ ‬بطرائق‭ ‬حسابية،‭ ‬رابطاً‭ ‬العلوم‭ ‬الطبية‭ ‬بالرياضيات؛‭ ‬إذ‭ ‬يقول‭: ‬الما‭ ‬رأيتُ‭ ‬الأوائل‭ ‬قد‭ ‬عُنوا‭ ‬بالتكلّم‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬واحد‭ ‬من‭ ‬قوى‭ ‬الأدوية‭ ‬على‭ ‬الانفراد‭ ‬في‭ ‬الحرّ‭ ‬والبرد‭ ‬والرطوبة‭ ‬واليبوسة،‭ ‬وحدّوا‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬حدوداً‭ ‬أربعةً،‭ ‬فقالوا‭: ‬درجة‭ ‬أولى‭ ‬وثانية‭ ‬وثالثة‭ ‬ورابعة‭ ‬في‭ ‬كلّ‭ ‬واحد‭ ‬من‭ ‬الكيفيات،‭ ‬وأضربوا‭ ‬عن‭ ‬ذكر‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬الدواء‭ ‬المركّب،‭ ‬ولم‭ ‬يقولوا‭: ‬إن‭ ‬هذا‭ ‬الدواء‭ ‬المركّب‭ ‬في‭ ‬درجة‭ ‬كذا‭ ‬وكذا‭ ‬في‭ ‬الحرّ‭ ‬والبرد‭ ‬والرطوبة‭ ‬واليبوسة،‭ ‬وكان‭ ‬ذلك‭ ‬أولى‭ ‬وأحقّ‭ ‬في‭ ‬الدواء‭ ‬المركّبب‭(‬48‭)‬‭.‬
النظرية‭ ‬التي‭ ‬يذهب‭ ‬إليها‭ ‬الكندي‭ ‬هي‭ ‬أن‭ ‬درجة‭ ‬قوة‭ ‬الدواء‭ ‬تتناسب‭ ‬هندسياً،‭ ‬وليس‭ ‬خطّياً‭ ‬linear،‭ ‬مع‭ ‬تأثيره‭ ‬في‭ ‬البدن،‭ ‬أما‭ ‬غيره‭ ‬من‭ ‬الأطباء،‭ ‬مثل‭ ‬ابن‭ ‬رشد‭ ‬الذي‭ ‬انتقده‭ ‬انتقاداً‭ ‬جارحاً‭ ‬كما‭ ‬سيأتي،‭ ‬فيرى‭ ‬أن‭ ‬التناسب‭ ‬خطّي،‭ ‬وليس‭ ‬هندسياً‭. ‬ولتوضيح‭ ‬ذلك‭ ‬نذكر‭ ‬أن‭ ‬تأثير‭ ‬الدواء‭ ‬المفرد‭ (‬غير‭ ‬المركّب‭) ‬له‭ ‬أربع‭ ‬درجات‭ ‬فوق‭ ‬درجة‭ ‬المعتدل‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬الحرارة‭ ‬والبرودة‭ ‬أو‭ ‬الرطوبة‭ ‬واليبوسة،‭ ‬وهي‭: ‬الدرجة‭ ‬الأولى،‭ ‬ثم‭ ‬الثانية،‭ ‬فالثالثة،‭ ‬فالرابعة‭.‬ وقد‭ ‬أعطى‭ ‬ابن‭ ‬القف‭ (‬تُوفِّي‭ ‬سنة‭ ‬675هـ‭/ ‬1286م‭) ‬أمثلةً‭ ‬على‭ ‬درجات‭ ‬الحرارة‭ ‬في‭ ‬الدواء‭(‬49‭)‬؛‭ ‬فالحارّ‭ ‬في‭ ‬الدرجة‭ ‬الأولى‭ ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬إذا‭ ‬ورد‭ ‬على‭ ‬البدن‭ ‬المعتدل‭ ‬سخّنه‭ ‬سخونةً‭ ‬طفيفةً‭ ‬كالحنطة،‭ ‬وفي‭ ‬الدرجة‭ ‬الثانية‭ ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬إذا‭ ‬ورد‭ ‬على‭ ‬البدن‭ ‬سخّنه‭ ‬سخونةً‭ ‬ظاهرةً‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يبلغ‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬يضرّ‭ ‬بأفعاله‭ ‬كالعسل،‭ ‬وفي‭ ‬الدرجة‭ ‬الثالثة‭ ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬إذا‭ ‬ورد‭ ‬على‭ ‬البدن‭ ‬المذكور‭ ‬سخّنه‭ ‬سخونةً‭ ‬ظاهرةً‭ ‬ويبلغ‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬يضرّ‭ ‬بأفعاله‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬يهلك‭ ‬البدن‭ ‬ويفسده‭ ‬كالفلفل،‭ ‬وفي‭ ‬الدرجة‭ ‬الرابعة‭ ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬إذا‭ ‬ورد‭ ‬على‭ ‬البدن‭ ‬سخّنه‭ ‬سخونةً‭ ‬تبلغ‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬يُهلك‭ ‬البدن‭ ‬ويُفسده‭ ‬كالأفرابيون‭(‬50‭)‬‭.‬
يقول‭ ‬ابن‭ ‬القف‭: ‬إن‭ ‬درجات‭ ‬التأثير‭ ‬محصورة‭ ‬في‭ ‬الحرارة‭ ‬والبرودة،‭ ‬اوأما‭ ‬الرطبة‭ ‬واليابسة،‭ ‬فليس‭ ‬لها‭ ‬ذلك‭ ‬بالذات‭ ‬أصلاًب‭(‬51‭)‬،‭ ‬وهو‭ ‬واهم‭ ‬في‭ ‬ذلك؛‭ ‬فابن‭ ‬جزلة‭ (‬تُوفِّي‭ ‬سنة‭ ‬493هـ‭/ ‬1100م‭) ‬ينصّ‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬لليبوسة‭ ‬درجات‭(‬52‭)‬،‭ ‬وكذلك‭ ‬الحال‭ ‬عند‭ ‬ابن‭ ‬بكلارش‭ (‬عاش‭ ‬في‭ ‬أواخر‭ ‬القرن‭ ‬الخامس‭ ‬الهجري‭/ ‬الحادي‭ ‬عشر‭ ‬الميلادي؛‭ ‬أي‭ ‬أنه‭ ‬معاصر‭ ‬لابن‭ ‬جزلة،‭ ‬لكنه‭ ‬أندلسي،‭ ‬بينما‭ ‬ابن‭ ‬جزلة‭ ‬بغدادي‭)‬‭(‬53‭)‬‭. ‬ويذكر‭ ‬ابن‭ ‬البيطار‭ (‬تُوفِّي‭ ‬سنة‭ ‬646هـ‭/ ‬1248م‭) ‬درجات‭ ‬اليبوسة‭ ‬والرطوبة‭ ‬في‭ ‬الأدوية‭ ‬المفردة‭ ‬في‭ ‬كتابه‭ (‬الجامع‭)‬،‭ ‬كما‭ ‬يذكر‭ ‬درجات‭ ‬البرودة‭ ‬والحرارة‭.‬

ويحدّد‭ ‬ابن‭ ‬القف‭ ‬طريقتين‭ ‬لمعرفة‭ ‬أجزاء‭ ‬كلّ‭ ‬درجة‭ ‬من‭ ‬درجات‭ ‬الحرارة‭ ‬أو‭ ‬البرودة،‭ ‬هما‭: ‬طريقة‭ ‬الكندي‭ (‬252هـ‭/ ‬871م‭)‬،‭ ‬وطريقة‭ ‬ابن‭ ‬رشد‭ (‬توفِّي‭ ‬سنة‭ ‬595‭/ ‬1198م‭)‬‭(‬54‭)‬‭:‬
‭- ‬طريقة‭ ‬الكندي‭: ‬تكون‭ ‬فيها‭ ‬أجزاء‭ ‬المعتدل‭ ‬متكافئةً؛‭ ‬أي‭ ‬أن‭ ‬في‭ ‬المعتدل‭ ‬من‭ ‬الحرارة‭ ‬قدر‭ ‬ما‭ ‬فيه‭ ‬من‭ ‬البرودة،‭ ‬وكذلك‭ ‬الكلام‭ ‬على‭ ‬الرطوبة‭ ‬واليبوسة،‭ ‬والحارّ‭ ‬في‭ ‬الدرجة‭ ‬الأولى‭ ‬فيه‭ ‬ضعف‭ ‬ما‭ ‬في‭ ‬درجة‭ ‬المعتدل؛‭ ‬فيكون‭ ‬فيه‭ ‬جزءان‭ ‬حاران،‭ ‬وفي‭ ‬الدرجة‭ ‬الثانية‭ ‬يكون‭ ‬فيه‭ ‬ضعف‭ ‬ما‭ ‬في‭ ‬الدرجة‭ ‬الأولى،‭ ‬فتكون‭ ‬أجزاء‭ ‬الحرارة‭ ‬أربعة‭. ‬والحار‭ ‬في‭ ‬الدرجة‭ ‬الثالثة‭ ‬فيه‭ ‬ضعف‭ ‬ما‭ ‬في‭ ‬الدرجة‭ ‬الثانية،‭ ‬والحار‭ ‬في‭ ‬الدرجة‭ ‬الرابعة‭ ‬فيه‭ ‬ضعف‭ ‬ما‭ ‬في‭ ‬الدرجة‭ ‬الثالثة،‭ ‬فيكون‭ ‬من‭ ‬الحار‭ ‬في‭ ‬الدرجة‭ ‬الرابعة‭ ‬16‭ ‬جزءاً‭ ‬من‭ ‬الحرارة،‭ ‬وجزء‭ ‬واحد‭ ‬بارد‭.‬
‭- ‬طريقة‭ ‬ابن‭ ‬رشد‭: ‬ويكون‭ ‬فيها‭ ‬في‭ ‬المعتدل‭ ‬أربعة‭ ‬أجزاء‭ ‬من‭ ‬الكيفيات،‭ ‬والحار‭ ‬في‭ ‬الدرجة‭ ‬الأولى‭ ‬فيه‭ ‬جزءان‭ ‬حاران،‭ ‬وفي‭ ‬الدرجة‭ ‬الثانية‭ ‬ثلاثة‭ ‬أجزاء،‭ ‬وفي‭ ‬الدرجة‭ ‬الثالثة‭ ‬أربعة‭ ‬أجزاء،‭ ‬وفي‭ ‬الدرجة‭ ‬الرابعة‭ ‬خمسة‭ ‬أجزاء‭.‬
ويوضّح‭ ‬هذا‭ ‬الجدول‭ ‬الطريقتين‭(‬55‭)‬‭:‬

الدرجات ç
المعتدل
الأولى
الثانية
الثالثة
الرابعة
ابن رشد
1
2
3
4
5
الكندي
1
2
4
8
16

انتقد‭ ‬ابن‭ ‬رشد‭ ‬طريقة‭ ‬الكندي‭ ‬انتقاداً‭ ‬شديداً‭ ‬بألفاظ‭ ‬جارحة؛‭ ‬مثل‭ ‬قوله‭: ‬اولجهل‭ ‬الحدث‭ (‬أي‭: ‬المبتدئ‭) ‬من‭ ‬الأطباءب،‭ ‬وقوله‭: ‬اوهذا‭ ‬كلّه‭ ‬تخبّط،‭ ‬والذي‭ ‬أوقعهم‭ ‬أولاً‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬التخبّط‭ ‬هو‭ ‬الرجل‭ ‬المعروف‭ ‬بالكنديب،‭ ‬وقوله‭: ‬اوهذا‭ ‬كلّه‭ ‬هذيان‭ ‬وخرافات،‭ ‬وتكلّم‭ ‬في‭ ‬أشياء‭ ‬ليس‭ ‬لها‭ ‬وجودب‭(‬56‭)‬‭.‬
يقول‭ ‬الأهواني‭:‬‭ ‬اوعارض‭ ‬الكندي‭ ‬أطباء‭ ‬آخرون،‭ ‬أو‭ ‬معظم‭ ‬الأطباءب‭(‬57‭)‬،‭ ‬لكنه‭ ‬لم‭ ‬يأتِ‭ ‬بدليل‭ ‬غير‭ ‬نصوص‭ ‬ابن‭ ‬رشد،‭ ‬بينما‭ ‬الذي‭ ‬نراه‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬ابن‭ ‬القف‭ ‬يعرض‭ ‬الرأيين‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬انحياز‭ ‬إلى‭ ‬أحدهما،‭ ‬بل‭ ‬يصرّح‭ ‬بحياده‭ ‬قائلاً‭: ‬اوإظهار‭ ‬الحق‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬ليس‭ ‬هو‭ ‬للجرائحيب‭(‬58‭)‬‭. ‬والأطباء‭ ‬الآخرون‭ ‬لا‭ ‬يذكرون‭ ‬شيئاً‭ ‬عن‭ ‬الموضوع‭.‬
لكن‭ ‬الذي‭ ‬أظهره‭ ‬البحث‭ ‬الحديث‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬كلاً‭ ‬من‭: ‬فبر‭ ‬Weber،‭ ‬وفخنر‭ ‬Fechner،‭ ‬ظهرا‭ ‬في‭ ‬القرن‭ ‬التاسع‭ ‬عشر‭ ‬الميلادي‭ ‬بنظرية‭ ‬التناسب‭ ‬الهندسي‭ ‬بين‭ ‬المؤثر‭ ‬والإحساس؛‭ ‬أي‭ ‬أن‭ ‬الكندي‭ ‬ظهر‭ ‬صواب‭ ‬رأيه‭ ‬بطريقة‭ ‬تجريبية‭ ‬في‭ ‬عصرنا‭ ‬الحديث‭ ‬على‭ ‬أيدي‭ ‬العالمين‭ ‬الألمانيين‭(‬59‭)‬‭. ‬ولا‭ ‬تزال‭ ‬نظرية‭ ‬الكندي‭ ‬موضوعاً‭ ‬للدراسات‭ ‬الحديثة؛‭ ‬ففي‭ ‬عام‭ ‬1999م‭ ‬قدّمت‭ ‬أطروحة‭ ‬دكتوراه‭ ‬في‭ ‬باريس‭ ‬عن‭ ‬رسالته‭(‬60‭)‬،‭ ‬مع‭ ‬أن‭ ‬نصّها‭ ‬منشور‭ ‬قبل‭ ‬الأطروحة‭ ‬بستين‭ ‬عاماً،‭ ‬ونصّ‭ ‬ابن‭ ‬رشد‭ ‬تمّت‭ ‬دراسته‭ ‬بالتفصيل‭ ‬في‭ ‬كتاب‭ ‬الأهواني‭ ‬قبل‭ ‬ثلاثين‭ ‬عاماً‭ ‬من‭ ‬الأطروحة‭. ‬وفي‭ ‬عام‭ ‬2003م‭ ‬ظهر‭ ‬بحث‭ ‬في‭ ‬لانجرمان‭ ‬حول‭ ‬الموضوع‭ ‬نفسه‭(‬61‭)‬،‭ ‬وفيه‭ ‬يعترض‭ ‬الباحث‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬على‭ ‬ربط‭ ‬نظرية‭ ‬الكندي‭ ‬بنظرية‭ ‬التناسب‭ ‬الهندسي‭ ‬بين‭ ‬المؤثر‭ ‬والإحساس‭ ‬للعالمين‭ ‬الألمانيين‭ ‬السابق‭ ‬ذكرهما،‭ ‬قائلاً‭ ‬بعدم‭ ‬وجود‭ ‬علاقة‭ ‬بين‭ ‬المسألتين‭.‬

رسالتاه‭ ‬في‭ ‬السيوف‭ ‬وعلم‭ ‬المعادن‭ ‬Mineralogy
للكندي‭ ‬رسالتان‭ ‬ذكرهما‭ ‬مؤلف‭ (‬الفهرست‭) ‬حول‭ ‬السيوف‭: ‬اكتاب‭ ‬رسالته‭ ‬في‭ ‬أنواع‭ ‬السيوف‭ ‬والحديد،‭ ‬وكتاب‭ ‬رسالته‭ ‬فيما‭ ‬يُطرح‭ ‬على‭ ‬الحديد‭ ‬والسيوف‭ ‬فلا‭ ‬تتثلم‭ ‬ولا‭ ‬تكلّب‭(‬62‭)‬‭. ‬وهما‭ ‬رسالتان‭ ‬فريدتان‭ ‬في‭ ‬موضوعهما؛‭ ‬إذ‭ ‬لم‭ ‬نجد‭ ‬أحداً‭ ‬غير‭ ‬الكندي‭ ‬تطرّق‭ ‬إليه‭ ‬في‭ ‬تأليف‭ ‬مستقلّ‭. ‬وعموماً،‭ ‬فإن‭ ‬المؤلفات‭ ‬التراثية‭ ‬في‭ ‬الصناعات‭ ‬نادرة،‭ ‬وتُعزى‭ ‬ندرتها‭ ‬إلى‭ ‬الأسباب‭ ‬الآتية‭:‬
‭- ‬يجب‭ ‬ألا‭ ‬يغيب‭ ‬عن‭ ‬بالنا‭ ‬أن‭ ‬العصور‭ ‬التي‭ ‬نتحدث‭ ‬عنها‭ ‬كانت‭ ‬مختلفةً‭ ‬عن‭ ‬عصرنا،‭ ‬ومن‭ ‬ضمن‭ ‬هذه‭ ‬الاختلافات‭ ‬غياب‭ ‬المؤسسات‭ ‬العلمية‭ ‬التي‭ ‬تُعنى‭ ‬بالحرف‭ ‬والصناعات؛‭ ‬فلم‭ ‬تكن‭ ‬هناك‭ ‬كليات‭ ‬تقنية،‭ ‬أو‭ ‬معاهد‭ ‬مهنية،‭ ‬ولا‭ ‬حتى‭ ‬كليات‭ ‬هندسة؛‭ ‬فالتعليم‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المجالات‭ ‬كان‭ ‬يتم‭ ‬بين‭ ‬الحرفيين‭ ‬أنفسهم‭. ‬والذين‭ ‬ألّفوا‭ ‬من‭ ‬المهندسين‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الآلات‭ ‬والصناعات‭ ‬هم‭ ‬من‭ ‬المتعلمين‭ ‬الذين‭ ‬كانوا‭ ‬مشغولين‭ ‬بعلوم‭ ‬أخرى‭ ‬كالفلك‭ ‬والرياضيات،‭ ‬وهؤلاء‭ ‬المتعلمون‭ ‬كانوا‭ ‬متّصلين‭ ‬بالطبقة‭ ‬الحاكمة،‭ ‬بينما‭ ‬كان‭ ‬الصنّاع‭ ‬من‭ ‬الطبقات‭ ‬الشعبية‭ ‬ذات‭ ‬المركز‭ ‬المنخفض؛‭ ‬لذلك‭ ‬نجد‭ ‬فجوة‭ ‬بين‭ ‬المؤلفين‭ ‬والحرفيين،‭ ‬إلا‭ ‬في‭ ‬حقب‭ ‬زمنية‭ ‬محددة،‭ ‬وفي‭ ‬مدن‭ ‬معينة،‭ ‬مثل‭ ‬القاهرة‭ ‬في‭ ‬عهد‭ ‬المماليك‭.‬
‭- ‬يتبع‭ ‬غياب‭ ‬المؤسسات‭ ‬التعليمية‭ ‬التأثير‭ ‬الاقتصادي‭ ‬لهذا‭ ‬الغياب؛‭ ‬فالعلماء‭ ‬كانوا‭ ‬يتلقّون‭ ‬الدعم‭ ‬المادي‭ ‬والمرتبات‭ ‬من‭ ‬الحكام‭ ‬والأثرياء،‭ ‬ولم‭ ‬يكن‭ ‬هذا‭ ‬الدعم‭ ‬دائماً‭ ‬أو‭ ‬ثابتاً‭ ‬مثل‭ ‬ثبات‭ ‬الوظائف‭ ‬في‭ ‬عصرنا؛‭ ‬لذلك‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬علوم‭ ‬التقنية‭ ‬متّصلةً‭ ‬على‭ ‬النحو‭ ‬الحالي؛‭ ‬إذ‭ ‬نجد‭ ‬قروناً‭ ‬تمضي‭ ‬بين‭ ‬ظهور‭ ‬مهندس‭ ‬يؤلّف‭ ‬في‭ ‬الهندسة‭ ‬الميكانيكية‭ ‬مثلاً‭ ‬وآخر‭ ‬يتبعه‭ ‬ويكمل‭ ‬عمله؛‭ ‬فهناك‭ ‬فترة‭ ‬ثلاثة‭ ‬قرون‭ ‬بين‭ ‬بني‭ ‬موسى‭ ‬والجزري‭ ‬مثلاً،‭ ‬ومرةً‭ ‬أخرى‭ ‬كان‭ ‬عصر‭ ‬المماليك‭ (‬في‭ ‬القاهرة‭ ‬وبعض‭ ‬مدن‭ ‬الشام‭) ‬استثناءً‭ ‬لهذه‭ ‬القاعدة؛‭ ‬إذ‭ ‬كان‭ ‬المؤلفون‭ ‬في‭ ‬الصناعات‭ ‬والآلات‭ ‬متّصلين‭ ‬بالحرفيين‭ ‬من‭ ‬عامة‭ ‬الشعب،‭ ‬وكان‭ ‬التأليف‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬كثيراً‭.‬
‭- ‬وتبع‭ ‬العامل‭ ‬الاقتصادي‭ ‬تقيّد‭ ‬المؤلفين‭ ‬برغبات‭ ‬مموّلي‭ ‬كتبهم؛‭ ‬فألّفوا‭ ‬في‭ ‬المجالات‭ ‬التي‭ ‬تناسبهم‭(‬63‭)‬؛‭ ‬فمثلاً‭: ‬رسالتا‭ ‬السيوف‭ ‬اللتان‭ ‬نتحدث‭ ‬عنهما‭ ‬تم‭ ‬تأليفهما‭ ‬للمعتصم‭ ‬العباسي‭.‬
‭- ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الصناعات‭ ‬والآلات‭ ‬التي‭ ‬عرفتها‭ ‬عصور‭ ‬الحضارات‭ ‬السابقة،‭ ‬ومنها‭ ‬الحضارة‭ ‬العربية‭ ‬الإسلامية،‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬مخترعوها‭ ‬إلا‭ ‬من‭ ‬الحرفيين‭ ‬الماهرين‭ ‬من‭ ‬ذوي‭ ‬العقول‭ ‬المبدعة،‭ ‬لكنهم‭ ‬لم‭ ‬ينالوا‭ ‬حظاً‭ ‬من‭ ‬التعليم‭ ‬المدرسي‭ ‬ليؤلّفوا‭ ‬الكتب‭ ‬عن‭ ‬مخترعاتهم‭(‬64‭)‬؛‭ ‬فصنّاع‭ ‬الأسلحة‭ ‬كانوا‭ ‬من‭ ‬الأميين؛‭ ‬لذلك‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬تعنيهم‭ ‬كتب‭ ‬التصنيع‭ ‬والصناعة‭.‬
‭- ‬كان‭ ‬صنّاع‭ ‬الآلات،‭ ‬والحرفيون‭ ‬في‭ ‬الصناعات‭ ‬عامةً،‭ ‬يحبّون‭ ‬الاحتفاظ‭ ‬بسرّ‭ ‬الصناعة‭ ‬داخل‭ ‬أُسرهم،‭ ‬فلا‭ ‬يصرّحون‭ ‬بها‭ ‬إلا‭ ‬لأبنائهم‭ ‬مثلاً،‭ ‬وهذا‭ ‬الأمر‭ ‬شبيه‭ ‬بما‭ ‬هو‭ ‬حاصل‭ ‬الآن‭ ‬في‭ ‬الصناعة‭ ‬الحديثة،‭ ‬مع‭ ‬اختلاف‭ ‬الحجم‭(‬65‭)‬‭.‬
‭- ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬هناك‭ ‬وسائل‭ ‬متاحة‭ ‬لقياس‭ ‬كمياتٍ‭ ‬للخصائص‭ ‬الأساسية‭ ‬والتحكم‭ ‬فيها؛‭ (‬مثل‭ ‬قياس‭ ‬درجة‭ ‬الحرارة،‭ ‬ونسب‭ ‬التبريد،‭ ‬ودرجة‭ ‬تركيز‭ ‬الشوائب‭ ‬القليلة‭)‬؛‭ ‬لذلك‭ ‬فإن‭ ‬التحكم‭ ‬كان‭ ‬يتم‭ ‬بالإحساس‭ ‬المهني،‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يتولّد‭ ‬من‭ ‬الخبرة‭ ‬العملية‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬الدراسة‭ ‬المنهجية‭.‬
‭- ‬ضياع‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬المؤلفات‭ ‬التراثية‭ ‬بسبب‭ ‬الكوارث‭ ‬المختلفة‭ (‬حروب‭ ‬وفتن،‭ ‬وأرضة،‭ ‬وحريق،‭ ‬وغرق،‭ ‬وإهمال‭).‬
تقدّم‭ ‬الرسالة‭ ‬الأولى‭ ‬للكندي‭ ‬معلومات‭ ‬فريدة‭ ‬عن‭ ‬تصنيف‭ ‬السيوف‭ ‬حسب‭ ‬مصدرها،‭ ‬وطبيعة‭ ‬الحديد‭ ‬أو‭ ‬الفولاذ‭ ‬الذي‭ ‬صُنعت‭ ‬منه‭. ‬ويبيّن‭ ‬المسح‭ ‬الشامل‭ ‬لهذه‭ ‬السيوف‭ ‬مجموعةً‭ ‬كبيرةً‭ ‬من‭ ‬المواد‭ ‬المستعملة‭ ‬في‭ ‬صنع‭ ‬النصال‭ ‬أو‭ ‬الأطراف‭ ‬الحادة‭ (‬الحديد‭ ‬الصلب‭ ‬والرخو،‭ ‬والتركيبات‭ ‬الصفائحية‭ ‬التي‭ ‬تمّ‭ ‬تلحيمها‭ ‬على‭ ‬شكل‭ ‬تشكيلات‭ ‬فنية،‭ ‬وأنواع‭ ‬فولاذ‭ ‬البواتق‭)‬،‭ ‬وهي‭ ‬ضمن‭ ‬عدد‭ ‬مدهش‭ ‬من‭ ‬المصادر‭ ‬في‭ ‬غرب‭ ‬آسيا‭ ‬وجنوبها‭ ‬وفي‭ ‬أوروبا‭. ‬وتشمل‭ ‬هذه‭ ‬المصادر‭ ‬اليمن‭ ‬وسريلانكا،‭ ‬اللتين‭ ‬لا‭ ‬نعدّهما‭ ‬في‭ ‬عصرنا‭ ‬الحاضر‭ ‬من‭ ‬مصدّري‭ ‬الكميات‭ ‬الكبيرة‭ ‬والأنواع‭ ‬الجيدة‭ ‬من‭ ‬الفولاذ‭.‬
المعلومات‭ ‬الواردة‭ ‬في‭ ‬كتاب‭ ‬الكندي‭ ‬قيّمة،‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬بسبب‭ ‬ندرة‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬المؤلفات‭ ‬التقنية،‭ ‬وإنما‭ ‬لأن‭ ‬مؤرّخي‭ ‬التقنية،‭ ‬الذين‭ ‬لديهم‭ ‬الرغبة‭ ‬في‭ ‬تجريب‭ ‬أساليب‭ ‬التصنيع‭ ‬قبل‭ ‬العصر‭ ‬الحديث،‭ ‬سيجدون‭ ‬في‭ ‬الكتاب‭ ‬كثيراً‭ ‬مما‭ ‬يمكن‭ ‬تعلّمه،‭ ‬وتمثّل‭ ‬مصادر‭ ‬الأنواع‭ ‬المختلفة‭ ‬من‭ ‬فولاذ‭ ‬البواتق‭ ‬في‭ ‬الكتاب‭ ‬دعماً‭ ‬قوياً‭ ‬للباحثين‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬إنتاج‭ ‬فولاذ‭ ‬البواتق‭.‬
ومن‭ ‬المفاجآت‭ ‬التي‭ ‬تظهرها‭ ‬نصوص‭ ‬الكتاب‭ ‬أن‭ ‬المعالجة‭ ‬بتفاوت‭ ‬الحرارة‭ ‬على‭ ‬أطراف‭ ‬النصال‭ ‬باستعمال‭ ‬الطين‭ ‬المقاوم‭ ‬للصهر‭ (‬وهي‭ ‬التقنية‭ ‬التي‭ ‬زعم‭ ‬اليابانيون‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يعرفها‭ ‬غيرهم‭ ‬في‭ ‬التاريخ‭) ‬كانت‭ ‬معروفة‭ ‬جيداً‭ ‬عند‭ ‬حدّادي‭ ‬العصر‭ ‬العباسي،‭ ‬وظلّت‭ ‬طريقة‭ ‬المعالجة‭ ‬هذه‭ ‬مستعملةً‭ ‬في‭ ‬إيران‭ ‬وتركيا‭ ‬لعمل‭ ‬صلابة‭ ‬نصال‭ ‬الفولاذ‭ ‬البلوري‭ ‬المسمّى‭ ‬الدمشقي‭ ‬إلى‭ ‬القرن‭ ‬التاسع‭ ‬عشر‭ ‬الميلادي‭(‬66‭)‬‭.‬
أما‭ ‬الرسالة‭ ‬الأخرى،‭ ‬التي‭ ‬عنوانها‭: (‬فيما‭ ‬يُطرح‭ ‬على‭ ‬الحديد‭ ‬والسيوف‭ ‬فلا‭ ‬تتثلم‭ ‬ولا‭ ‬تكلّ،‭ ‬فهي‭ ‬تدور‭ ‬حول‭ ‬العمليات‭ ‬الكيميائية‭ ‬عند‭ ‬صهر‭ ‬الحديد‭ ‬لجعل‭ ‬الفولاذ‭ ‬الناتج‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬أقوى‭ ‬ما‭ ‬يمكن،‭ ‬ويتطلّب‭ ‬تحقيقها‭ ‬الإحاطة‭ ‬بأساليب‭ ‬الكيمياء‭ ‬الصناعية‭ ‬ومصطلحاتها‭ ‬في‭ ‬التراث‭ ‬العربي‭.‬
وكلتا‭ ‬الرسالتين‭ ‬في‭ ‬حاجة‭ ‬إلى‭ ‬تحقيق‭ ‬جديد؛‭ ‬فالرسالة‭ ‬الأولى‭ ‬بقيت‭ ‬منها‭ ‬ثلاث‭ ‬نسخ‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬وقد‭ ‬نُشرت‭ ‬بتحقيق‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬زكي‭ ‬عام‭ ‬1952م‭ ‬اعتماداً‭ ‬على‭ ‬نسختي‭: ‬ليدن‭ (‬هولندا‭)‬،‭ ‬وإسطنبول‭(‬67‭)‬،‭ ‬لكن‭ ‬ذلك‭ ‬تم‭ ‬بدمج‭ ‬نصوص‭ ‬مخطوطتي‭ ‬ليدن‭ ‬وإسطنبول،‭ ‬واختيار‭ ‬قراءات‭ ‬النصوص‭ ‬التي‭ ‬يراها‭ ‬المحقّق‭ ‬مناسبةً؛‭ ‬لذلك‭ ‬فإن‭ ‬المحقّق‭ ‬أخرج‭ ‬نصاً‭ ‬جديداً‭ ‬لا‭ ‬يمثّل‭ ‬نصّ‭ ‬مخطوطة‭ ‬ليدن،‭ ‬ولا‭ ‬نصّ‭ ‬مخطوطة‭ ‬إسطنبول،‭ ‬وأصول‭ ‬التحقيق‭ ‬تتطلّب‭ ‬اختيار‭ ‬نسخة‭ ‬واحدة‭ ‬تعدّ‭ ‬النسخة‭ ‬الأم،‭ ‬ثم‭ ‬مقارنة‭ ‬النصوص،‭ ‬وإبداء‭ ‬التسويغ‭ ‬عند‭ ‬تفضيل‭ ‬لفظة‭ ‬أو‭ ‬عبارة‭ ‬على‭ ‬الأخرى‭. ‬وتمّ‭ ‬نشر‭ ‬الرسالة‭ ‬نفسها‭ ‬مع‭ ‬ترجمة‭ ‬إنجليزية‭ ‬ودراسة‭ ‬عن‭ ‬عمليات‭ ‬تصنيع‭ ‬المعادن‭ ‬عند‭ ‬العرب‭(‬68‭)‬،‭ ‬وقد‭ ‬اعتمد‭ ‬المحقّق‭ ‬والمترجم‭ ‬هويلاند‭ ‬على‭ ‬مخطوطة‭ ‬ليدن‭ ‬لتكون‭ ‬أساسية‭ ‬لترجمته،‭ ‬لكنه‭ ‬يقارن‭ ‬نصّها‭ ‬بنشرة‭ ‬زكي‭ ‬ومخطوطة‭ ‬إسطنبول،‭ ‬لكنه‭ ‬لم‭ ‬يستعمل‭ ‬مخطوطة‭ ‬تورين؛‭ ‬لأنه‭ ‬علم‭ ‬بها‭ ‬عند‭ ‬طبع‭ ‬كتابه؛‭ ‬لذلك‭ ‬فالنص‭ ‬في‭ ‬حاجة‭ ‬إلى‭ ‬تحقيق‭ ‬جديد‭.‬
أما‭ ‬الرسالة‭ ‬الثانية،‭ ‬فقد‭ ‬نُشرت‭ ‬في‭ ‬بغداد‭ ‬عام‭ ‬1962م‭ ‬اعتماداً‭ ‬على‭ ‬نسخة‭ ‬واحدة،‭ ‬مع‭ ‬أن‭ ‬نسخها‭ ‬كثيرة‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬وهي‭ ‬طبعة‭ ‬خالية‭ ‬من‭ ‬شرح‭ ‬الكلمات‭ ‬ومتطلبات‭ ‬التحقيق‭ ‬الأخرى‭. ‬وقد‭ ‬تحدث‭ ‬هويلاند‭ ‬مطوّلاً‭ ‬عن‭ ‬نصّ‭ ‬الرسالة‭ ‬الثانية‭ ‬هذه،‭ ‬وأن‭ ‬هذا‭ ‬النصّ‭ ‬موجود‭ ‬في‭ ‬مخطوطتين‭: ‬إحداهما‭ ‬في‭ ‬تورين‭ ‬بإيطاليا،‭ ‬والأخرى‭ ‬في‭ ‬مكتبة‭ ‬جستر‭ ‬بيتي‭ ‬في‭ ‬دبلن‭ (‬إيرلندا‭)‬،‭ ‬ولم‭ ‬يتطرق‭ ‬إلى‭ ‬طبعة‭ ‬بغداد‭ ‬إطلاقاً‭.‬
تلوّث‭ ‬الهواء
كان‭ ‬من‭ ‬جملة‭ ‬ما‭ ‬اهتم‭ ‬به‭ ‬العلماء‭ ‬العرب‭ ‬والمسلمون‭ ‬في‭ ‬عصر‭ ‬التقدّم‭ ‬العلمي‭ ‬لحضارة‭ ‬بلاد‭ ‬الإسلام‭ ‬تأثير‭ ‬التلوث‭ ‬في‭ ‬صحة‭ ‬البشر،‭ ‬وكونه‭ ‬سبباً‭ ‬في‭ ‬إحداث‭ ‬الأمراض‭ ‬والأوبئة؛‭ ‬فنجد‭ ‬في‭ ‬تراثنا‭ ‬العلمي‭ ‬أن‭ ‬موضوع‭ ‬حماية‭ ‬البيئة‭ ‬تم‭ ‬بحثه‭ ‬في‭ ‬نوعين‭ ‬رئيسين‭ ‬من‭ ‬المؤلفات،‭ ‬ينقسم‭ ‬كلّ‭ ‬واحد‭ ‬منهما‭ ‬إلى‭ ‬فروع‭ ‬أصغر،‭ ‬وهما‭: ‬كتب‭ ‬التشريعات‭ ‬الفقهية‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬ضمنها‭ ‬كتب‭ ‬الحِسْبة‭ ‬وكتب‭ ‬فقه‭ ‬البنيان،‭ ‬والكتب‭ ‬العلمية‭ ‬التي‭ ‬منها‭ ‬كتب‭ ‬الطب‭(‬69‭)‬‭. ‬ومرةً‭ ‬أخرى‭ ‬نجد‭ ‬عالمنا‭ ‬الكندي‭ ‬رائداً‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال؛‭ ‬فمن‭ ‬مؤلفاته‭: ‬رسالة‭ ‬في‭ ‬إيضاح‭ ‬العلة‭ ‬في‭ ‬السمائم‭ ‬القاتلة‭ ‬السمائية،‭ ‬وهو‭ ‬على‭ ‬القول‭ ‬المطلق‭: ‬الوباء،‭ ‬ورسالة‭ ‬في‭ ‬الأدوية‭ ‬المشفية‭ ‬من‭ ‬الروائح‭ ‬المؤذية،‭ ‬ورسالة‭ ‬في‭ ‬الأبخرة‭ ‬المصلحة‭ ‬للجو‭ ‬من‭ ‬الأوباء‭(‬70‭)‬‭. ‬وكلها‭ ‬مفقودة،‭ ‬لكن‭ ‬التميمي‭ (‬تُوفِّي‭ ‬نحو‭ ‬سنة‭ ‬390هـ‭/ ‬1000م‭) ‬يقتبس‭ ‬من‭ ‬الرسالة‭ ‬الأخيرة‭ ‬في‭ ‬سبع‭ ‬صفحات‭(‬71‭)‬،‭ ‬واقتباساته‭ ‬هي‭ ‬وصفات‭ ‬لأنواع‭ ‬من‭ ‬البخور‭ ‬الطارد‭ ‬للملوثات‭ ‬والحشرات‭ ‬الضارة،‭ ‬يقول‭ ‬التميمي‭: ‬اوهذه‭ ‬صفات‭ ‬دخن‭ ‬استخرجتها‭ ‬من‭ ‬رسالة‭ ‬ليعقوب‭ ‬بن‭ ‬إسحاق‭ ‬الكندي‭ ‬إلى‭ ‬أحمد‭ ‬بن‭ ‬المعتصم‭ ‬في‭ ‬أعمال‭ ‬الأبخرة‭ ‬المصلحة‭ ‬لفساد‭ ‬الهواءب‭(‬72‭)‬،‭ ‬ويقول‭ ‬في‭ ‬موضعٍ‭ ‬آخر‭: ‬اوهذا‭ ‬نعت‭ ‬دخنة‭ ‬مركّبة‭ ‬من‭ ‬ثمانية‭ ‬أخلاط‭ ‬من‭ ‬مركّبات‭ ‬الكندي،‭ ‬ذكر‭ ‬أنها‭ ‬دافعة‭ ‬لضرر‭ ‬فساد‭ ‬الهواء‭ ‬الذي‭ ‬فساده‭ ‬بالعفن‭ ‬الشديد‭ ‬الحرافة‭ ‬والحدة؛‭ ‬فإنها‭ ‬منقذة‭ ‬من‭ ‬أمراض‭ ‬الوباءب‭(‬73‭)‬‭.‬
ويظهر‭ ‬من‭ ‬اقتباسات‭ ‬التميمي‭ ‬سعة‭ ‬معارف‭ ‬الكندي‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬العلوم،‭ ‬وخبرته‭ ‬في‭ ‬استعمال‭ ‬علوم‭ ‬مختلفة‭ ‬في‭ ‬آنٍ‭ ‬واحد،‭ ‬كما‭ ‬مرّ‭ ‬بنا‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬الرياضيات‭ ‬والصيدلة؛‭ ‬فهو‭ ‬هنا‭ ‬يختار‭ ‬أوقاتاً‭ ‬يكون‭ ‬فيها‭ ‬الهواء‭ ‬نشطاً؛‭ ‬لينتشر‭ ‬البخور‭ ‬في‭ ‬المكان‭ ‬ليعطي‭ ‬تأثيراً‭ ‬أفضل‭. ‬يقول‭ ‬التميمي‭: ‬اقال‭ ‬الكندي‭: ‬يُبخّر‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الدخنة‭ ‬عند‭ ‬طلوع‭ ‬الشمس،‭ ‬ووقت‭ ‬زوالها،‭ ‬وعند‭ ‬غروبها،‭ ‬وعند‭ ‬انتصاف‭ ‬الليل،‭ ‬وذلك‭ ‬لأجل‭ ‬حركة‭ ‬الهواء‭ ‬وسيلانه‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الأربعة‭ ‬أوقات؛‭ ‬لكون‭ ‬الشمس‭ ‬في‭ ‬أربعة‭ ‬مراكز،‭ ‬وذلك‭ ‬أن‭ ‬حركة‭ ‬الهواء‭ ‬وسيلانه‭ ‬مما‭ ‬يعين‭ ‬على‭ ‬نجاح‭ ‬الدخن،‭ ‬ونفاذ‭ ‬فعلهاب‭(‬74‭)‬‭. ‬ثم‭ ‬يقول‭ ‬التميمي‭: ‬اوذكر‭ ‬الكندي‭ ‬التدخين‭ ‬بالعنبر‭ ‬الشحري‭(‬75‭)‬‭ ‬بسيطاً‭ ‬ليس‭ ‬معه‭ ‬غيره،‭ ‬وأمر‭ ‬أن‭ ‬يُدخّن‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الأوقات‭ ‬الأربعة‭ ‬التي‭ ‬ذكرها‭ ‬في‭ ‬الدخنة‭ ‬المتقدمةب‭(‬76‭)‬‭.‬
لطف‭ ‬الله‭ ‬قاري
الطائف‭ - ‬السعودية

الهوامش‭ ‬والمراجع
‭(‬1‭) ‬حقّق‭ ‬محمد‭ ‬عبدالهادي‭ ‬أبو‭ ‬ريدة‭ ‬سنة‭ ‬وفاة‭ ‬الكندي،‭ ‬وناقش‭ ‬الآراء‭ ‬التي‭ ‬تقترح‭ ‬تواريخ‭ ‬أخرى‭. ‬انظر‭: ‬محمد‭ ‬عبدالهادي‭ ‬أبو‭ ‬ريدة،‭ ‬رسائل‭ ‬الكندي‭ ‬الفلسفية،‭ ‬القاهرة‭: ‬دار‭ ‬الفكر‭ ‬العربي،‭ ‬جزءان،‭ ‬1950‭-‬1953م،‭ ‬ص5،‭ ‬6‭.‬
‭(‬2‭) ‬ذكر‭ ‬ابن‭ ‬أبي‭ ‬أصيبعة‭ ‬وغيره‭ ‬أكثر،‭ ‬لكن‭ ‬الأفضل‭ ‬هو‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬المراجع‭ ‬الحديثة‭ ‬التي‭ ‬تضيف‭ ‬عناوين‭ ‬مخطوطات‭ ‬تم‭ ‬اكتشافها‭ ‬ولم‭ ‬ترد‭ ‬في‭ ‬المصادر‭ ‬التراثية،‭ ‬وتبيّن‭ ‬أمكنة‭ ‬تلك‭ ‬المخطوطات،‭ ‬وما‭ ‬طُبع‭ ‬منها،‭ ‬مع‭ ‬ذكر‭ ‬أمكنة‭ ‬طباعتها‭ ‬وتواريخها،‭ ‬ويجد‭ ‬القارئ‭ ‬قائمةً‭ ‬بهذه‭ ‬المراجع‭ ‬الحديثة‭ ‬عن‭ ‬الكندي‭ ‬في‭ ‬آخر‭ ‬هذا‭ ‬المقال‭.‬
‭(‬3‭) ‬هي‭ ‬التي‭ ‬عُرفت‭ ‬باسم‭ (‬سيلان‭)‬،‭ ‬وتسمى‭ ‬الآن‭ (‬سريلانكا‭).‬
‭(‬4‭) ‬أي‭: ‬أحجامها‭.‬
‭(‬5‭) ‬أي‭: ‬تقدير‭ ‬قيمته‭.‬
‭(‬6‭) (‬الجماهر‭) ‬للبيروني،‭ ‬ص62،‭ ‬63‭ ‬من‭ ‬طبعة‭ ‬حيدر‭ ‬آباد‭ (‬دائرة‭ ‬المعارف‭ ‬العثمانية،‭ ‬1938م‭)‬،‭ ‬ص137‭ ‬من‭ ‬طبعة‭ ‬طهران‭ (‬دفتر‭ ‬ميراث‭ ‬مكتوب،‭ ‬1995م‭).‬
‭(‬7‭) (‬الجماهر‭) ‬للبيروني،‭ ‬ص31،‭ ‬32‭ ‬من‭ ‬طبعة‭ ‬حيدر‭ ‬آباد،‭ ‬ص103‭ ‬من‭ ‬طبعة‭ ‬طهران‭.‬
‭(‬8‭) ‬نُشر‭ ‬بتحقيق‭ ‬عبدالله‭ ‬الغنيم،‭ ‬في‭ ‬مجلة‭ ‬أو‭ ‬دورية‭ (‬العرب‭)‬،‭ ‬السنة‭ ‬36‭ (‬2001م‭)‬،‭ ‬الصفحات‭ ‬146‭-‬154،‭ ‬ثم‭ ‬216‭-‬224،‭ ‬ثم‭ ‬في‭ ‬كتابه‭ (‬بحوث‭ ‬ومطالعات‭ ‬في‭ ‬التراث‭ ‬الجغرافي‭ ‬العربي‭)‬،‭ ‬الكويت،‭ ‬2006م‭.‬
‭(‬9‭) ‬بتحقيق‭ ‬يحيى‭ ‬وهيب‭ ‬الجبوري،‭ ‬بيروت‭: ‬دار‭ ‬الغرب‭ ‬الإسلامي،‭ ‬2005م‭.‬
‭(‬10‭) ‬منجية‭ ‬عرفة‭ ‬منسية،‭ ‬‮«‬حول‭ ‬رسالة‭ ‬الكندي‭ ‬في‭ ‬الجواهر‭ ‬والأشباه‮»‬،‭ ‬ضمن‭ ‬كتاب‭ (‬ثقافة‭ ‬العلم‭ ‬عند‭ ‬العرب‭ ‬قديماً‭ ‬وحاضراً‭.. ‬فعاليات‭ ‬الملتقى‭ ‬التونسي‭- ‬السوري،‭ ‬2007م‭)‬،‭ (‬تونس‭: ‬المجمع‭ ‬التونسي‭ ‬للعلوم‭ ‬والآداب‭ ‬والفنون،‭ ‬بيت‭ ‬الحكمة‭)‬،‭ ‬2008م،‭ ‬الصفحات‭ ‬127‭-‬176‭.‬
‭(‬11‭) ‬محمد‭ ‬عيسى‭ ‬صالحية،‭ ‬‮«‬رسالة‭ ‬في‭ ‬قلع‭ ‬الآثار‭ ‬من‭ ‬الثياب‭ ‬وغيرها‭ ‬ليعقوب‭ ‬بن‭ ‬إسحاق‭ ‬الكندي،‭ ‬ت‭ ‬260هـ‮»‬،‭ ‬مجلة‭ ‬معهد‭ ‬المخطوطات‭ ‬العربية،‭ ‬المجلد‭ ‬30‭ (‬1986م‭)‬،‭ ‬ج1،‭ ‬ص83‭-‬111،‭ ‬وانظر‭: ‬ص92،‭ ‬93‭. ‬وأعاد‭ ‬نشر‭ ‬التحقيق‭ ‬مع‭ ‬الدراسة‭ ‬في‭ ‬كتابه‭ (‬بحوث‭ ‬ومقالات‭ ‬في‭ ‬الحضارة‭ ‬العربية‭ ‬الإسلامية‭)‬،‭ ‬الكويت‭: ‬مؤسسة‭ ‬دار‭ ‬الكتب،‭ ‬وبيروت‭: ‬دار‭ ‬التقدّم‭ ‬العربي،‭ ‬1988م،‭ ‬ص241‭-‬265‭.‬
‭(‬12‭) ‬لطف‭ ‬الله‭ ‬قاري،‭ ‬“مؤلفات‭ ‬قلع‭ ‬الآثار‭ ‬في‭ ‬التراث”،
‭ ‬The 8th‭ ‬Islamic Manuscript Conference‭, ‬The Islamic Manuscript Association‭, ‬9-11‭ ‬July 2012‭, ‬Camridge‭, ‬UK‭. ‬
وتم‭ ‬نشر‭ ‬البحث‭ ‬في‭ ‬المجلد‭ ‬السادس‭ (‬2015م‭) ‬من‭ ‬دورية‭ ‬Journal of Islamic Manuscripts‭.‬
‭(‬13‭) ‬عن‭ ‬المؤلفات‭ ‬المبكرة‭ ‬للعطور‭ ‬انظر‭: ‬مقدمة‭ ‬تحقيق‭ ‬كتاب‭ (‬طيب‭ ‬العروس‭ ‬وريحان‭ ‬النفوس‭) ‬للتميمي،‭ ‬تحقيق‭: ‬لطف‭ ‬الله‭ ‬قاري،‭ ‬القاهرة‭: ‬الهيئة‭ ‬العامة‭ ‬لدار‭ ‬الكتب،‭ ‬2014م‭.‬
‭(‬14‭) ‬أحمد‭ ‬فؤاد‭ ‬الأهواني‭ (‬1908-‭ ‬1970م‭): ‬أستاذ‭ ‬الفلسفة‭ ‬وعلم‭ ‬النفس،‭ ‬ومؤرّخ‭ ‬العلوم‭.‬
‭(‬15‭) ‬Garbers‭, ‬Karl‭: ‬Buch über die‭ ‬Chemie der Parfüms und die Distillationen‭, ‬Leipzig‮ ‬‭: ‬Deutsche Morgenlandische Gesellschaft
1948‭, ‬الفقرة‭ ‬33،‭ ‬ص‭ ‬18‭ ‬من‭ ‬النص‭ ‬العربي‭. ‬
‭(‬16‭) ‬يعقوب‭ ‬بن‭ ‬إسحاق‭ ‬الكندي،‭ ‬مخطوط‭ ‬كتاب‭ ‬الترفّق‭ ‬بالعطر‭ (‬هكذا‭ ‬طُبع‭ ‬عنوان‭ ‬الكتاب‭)‬،‭ ‬تحقيق‭: ‬سيف‭ ‬المريخي،‭ ‬قطر‭: ‬وزارة‭ ‬الثقافة،‭ ‬2010م،‭ ‬الفقرة‭ ‬33،‭ ‬ص55‭. ‬ونحن‭ ‬نستشهد‭ ‬بالطبعتين‭ ‬معاً؛‭ ‬لأننا‭ ‬نجد‭ ‬في‭ ‬طبعة‭ ‬قطر‭ ‬كثيراً‭ ‬من‭ ‬التصحيف‭.‬
‭(‬17‭) ‬ص20‭ ‬طبعة‭ ‬ألمانيا،‭ ‬ص70‭ ‬طبعة‭ ‬قطر‭.‬
‭(‬18‭) ‬أحمد‭ ‬فؤاد‭ ‬الأهواني،‭ ‬الكندي‭ ‬فيلسوف‭ ‬العرب،‭ ‬سلسلة‭ ‬‭(‬أعلام‭ ‬العرب‭)‬،‭ ‬القاهرة‭: ‬وزارة‭ ‬الثقافة،‭ ‬1964م،‭ ‬ص221،‭ ‬222‭.‬
‭(‬19‭) ‬جابر‭ ‬الشكري،‭ ‬“كتاب‭ ‬كيمياء‭ ‬العطر‭ ‬والتصعيدات‭ ‬المنسوب‭ ‬للكندي”،‭ ‬مجلة‭ ‬المجمع‭ ‬العلمي‭ ‬العراقي،‭ ‬المجلد‭ ‬36،‭ ‬ج1،‭ ‬1985م،‭ ‬الصفحات‭ ‬113‭-‬150‭.‬
‭(‬20‭) ‬رينهارت‭ ‬دوزي،‭ ‬تكملة‭ ‬المعاجم‭ ‬العربية،‭ ‬تعريب‭: ‬محمد‭ ‬سليم‭ ‬النعيمي‭ ‬وجمال‭ ‬الخياط،‭ ‬بغداد‭: ‬وزارة‭ ‬الثقافة‭ ‬والإعلام‭ ‬العراقية،‭ ‬11‭ ‬جزءاً،‭ ‬1978-2002م،‭ ‬مادة‭ (‬زور‭)‬،‭ ‬ج5،‭ ‬ص383،‭ ‬384‭.‬
‭(‬21‭) ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬إسحاق‭ ‬النديم،‭ ‬الفهرست،‭ ‬تحقيق‭:‬‭ ‬A‭. ‬Muller‭, ‬J.Roediger‭, ‬G.Flugel،‭ ‬طبع‭ ‬ليبسك‭ ‬عام‭ ‬1871م،‭ ‬نُشر‭ ‬بالتصوير‭ ‬في‭ ‬بيروت‭ ‬وبغداد،‭ ‬1964م،‭ ‬ص259‭. ‬وطبع‭ ‬بتحقيق‭ ‬رضا‭ ‬تجدد،‭ ‬الطبعة‭ ‬الثانية،‭ ‬1973م،‭ ‬طبع‭ ‬على‭ ‬نفقة‭ ‬شركة‭ ‬البترول‭ ‬الإيرانية‭ ‬بمطبعة‭ ‬مروى‭ ‬للأفست‭ ‬بطهران‭, ‬ص318‭. ‬وبتحقيق‭ ‬أيمن‭ ‬فؤاد‭ ‬سيد،‭ ‬لندن‭:‬‭ ‬مؤسسة‭ ‬الفرقان،‭ ‬2009م،‭ ‬ج2،‭ ‬ص190‭.‬
‭(‬22‭) ‬ابن‭ ‬بسام‭ ‬المحتسب،‭ ‬“نهاية‭ ‬الرتبة‭ ‬في‭ ‬طلب‭ ‬الحسبة‮»‬،‭ ‬تحقيق‭: ‬حسام‭ ‬الدين‭ ‬السامرائي،‭ ‬مطبعة‭ ‬المعارف‭ ‬ببغداد،‭ ‬1968م،‭ ‬وأعيد‭ ‬طبعه‭ ‬ضمن‭ ‬مجموعة‭ ‬مكوّنة‭ ‬من‭ ‬ثلاثة‭ ‬كتب‭ ‬في‭ ‬الحسبة‭ ‬بعنوان‭: (‬في‭ ‬التراث‭ ‬الاقتصادي‭ ‬الإسلامي‭) ‬من‭ ‬دون‭ ‬ترخيص‭ ‬بعد‭ ‬حذف‭ ‬اسم‭ ‬الناشر‭ ‬الأصلي‭ ‬في‭ ‬بيروت‭ ‬عام‭ ‬1990م،‭ ‬ص45،‭ ‬46‭ ‬طبعة‭ ‬بغداد،‭ ‬ص350،‭ ‬351‭ ‬طبعة‭ ‬بيروت‭.‬
‭(‬23‭) ‬ابن‭ ‬بسام،‭ ‬المصدر‭ ‬السابق،‭ ‬ص92‭ ‬طبعة‭ ‬بغداد،‭ ‬ص386‭ ‬طبعة‭ ‬بيروت‭.‬
‭(‬24‭) ‬لطف‭ ‬الله‭ ‬قاري،‭ ‬“مختصر‭ ‬كيمياء‭ ‬الأطعمة‭ ‬للكندي”،‭ ‬مجلة‭ ‬عالم‭ ‬المخطوطات‭ ‬والنوادر،‭ ‬المجلد‭ ‬14،‭ ‬العدد‭ ‬الأول،‭ ‬المحرم‭- ‬جمادى‭ ‬الآخرة‭ ‬1430هـ‭/ ‬يناير‭- ‬يونيو‭ ‬2009م،‭ ‬ص209‭-‬234،‭ ‬وأعيد‭ ‬نشره‭ ‬في‭ ‬كتاب‭ (‬نصوص‭ ‬نادرة‭ ‬من‭ ‬التراث‭ ‬العلمي‭)‬،‭ ‬القاهرة‭: ‬مكتبة‭ ‬الإمام‭ ‬البخاري،‭ ‬2012م‭.‬
‭(‬25‭)‬‭ ‬ترجمته‭ ‬في‭ ‬الأعلام‭ ‬للزركلي‭ (‬بيروت‭: ‬دار‭ ‬العلم‭ ‬للملايين،‭ ‬1980م‭)‬،‭ ‬ج8،‭ ‬ص161،‭ ‬162‭. ‬وانظر‭ ‬أيضاً‭: ‬زهير‭ ‬حميدان،‭ ‬أعلام‭ ‬الحضارة‭ ‬العربية‭ ‬الإسلامية‭ ‬في‭ ‬العلوم‭ ‬الأساسية‭ ‬والتطبيقية،‭ ‬دمشق‭: ‬وزارة‭ ‬الثقافة،‭ ‬1995م،‭ ‬ج2،‭ ‬ص522‭-‬529‭.‬
‭(‬26‭) ‬عبدالرحمن‭ ‬بن‭ ‬نصر‭ ‬الشيزري،‭ ‬نهاية‭ ‬الرتبة‭ ‬في‭ ‬طلب‭ ‬الحسبة،‭ ‬تحقيق‭: ‬السيد‭ ‬الباز‭ ‬العريني،‭ ‬القاهرة‭: ‬لجنة‭ ‬التأليف‭ ‬والترجمة‭ ‬والنشر،‭ ‬1946م،‭ ‬ثم‭ ‬طبعات‭ ‬مصوّرة‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬ترخيص‭ ‬بعد‭ ‬حذف‭ ‬اسم‭ ‬الناشر‭ ‬الأصلي‭ ‬في‭ ‬بيروت‭ ‬وغيرها،‭ ‬ص34،‭ ‬35،‭ ‬47‭.‬
‭(‬27‭) ‬لطف‭ ‬الله‭ ‬قاري،‭ ‬“حول‭ ‬كتابي‭ ‬الشيزري‭ ‬وابن‭ ‬بسام‭: ‬من‭ ‬منهما‭ ‬سبق‭ ‬الآخر؟”،‭ ‬مجلة‭ ‬عالم‭ ‬الكتب،‭ ‬المجلد‭ ‬29،‭ ‬العددان‭ ‬3‭ ‬و4‭ (‬ذو‭ ‬القعدة‭- ‬ذو‭ ‬الحجة‭ ‬1428‭- ‬المحرم‭- ‬صفر‭ ‬1429هـ،‭ ‬ديسمبر‭ ‬2007‭- ‬مارس‭ ‬2008م‭)‬،‭ ‬ص361‭-‬366‭. ‬وأعيد‭ ‬طبع‭ ‬البحث‭ ‬في‭ ‬كتاب‭ (‬نصوص‭ ‬نادرة‭ ‬من‭ ‬التراث‭ ‬العلمي‭) ‬للمؤلف،‭ ‬القاهرة‭: ‬مكتبة‭ ‬الإمام‭ ‬البخاري،‭ ‬2012م‭.‬
‭(‬28‭) ‬فيما‭ ‬عدا‭ ‬ذكرها‭ ‬في‭ ‬القوائم‭ ‬الفهرسية‭ (‬الببليوجرافية‭) ‬عند‭ ‬كلّ‭ ‬من‭: ‬أولمان،‭ ‬وسزكين‭. ‬كتاب‭ ‬أولمان‭ ‬يأتي‭ ‬ذكره‭ ‬في‭ ‬حاشية‭ ‬آتية‭.‬
‭(‬29‭) ‬يقصد‭ ‬الفهرس‭ ‬الذي‭ ‬نشره‭ ‬الأب‭ ‬بولس‭ ‬سباط‭ ‬عن‭ ‬مخطوطات‭ ‬المكتبات‭ ‬الخاصة‭ ‬في‭ ‬حلب‭ ‬في‭ ‬مطلع‭ ‬القرن‭ ‬العشرين،‭ ‬وكلها‭ ‬لم‭ ‬تعُد‭ ‬موجودةً،‭ ‬لا‭ ‬هي‭ ‬ولا‭ ‬مخطوطاتها،‭ ‬إلى‭ ‬درجة‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬الأصدقاء‭ ‬الحلبيين‭ ‬شكّك‭ ‬في‭ ‬وجود‭ ‬تلك‭ ‬المكتبات‭ ‬أصلاً‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬سأل‭ ‬مطوّلاً‭ ‬عن‭ ‬أصحابها‭ ‬من‭ ‬الأسر‭ ‬الحلبية‭ ‬التي‭ ‬ينتمون‭ ‬إليها‭.‬
‭(‬30‭) ‬يقصد‭ ‬نسخة‭ ‬طهران‭ ‬الخطية‭ ‬من‭ ‬النص‭ ‬المنشور‭.‬
‭(‬31‭) ‬ينقل‭ ‬كلامه‭ ‬هذا‭ ‬من‭ ‬أولمان‭:‬Ullmann‭, ‬Manfred‭; ‬Die Medizin im‭ ‬Islam‭, ‬Leiden‭: ‬Brill‭, ‬1970‭, ‬s‭. ‬315‭.‬
‭(‬32‭) ‬نشأت‭ ‬حمارنة،‭ ‬آراء‭ ‬ودراسات‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬الطب‭ ‬العربي،‭ ‬دمشق‭: ‬وزارة‭ ‬الصحة،‭ ‬2004م،‭ ‬ج2،‭ ‬ص124‭.‬
‭(‬33‭) ‬Bos‭, ‬Gerrit and Charles Burnett‭. ‬Scientific Weather Forecasting in the Middle‭ ‬Ages‭: ‬The Writings of Al-Kindi‭: ‬studies‭,‬‭ ‬editions‭, ‬and translations‭ ‬of the Arabic‭, ‬Hebrew‭, ‬and Latin texts‭, ‬London‭: ‬Kegan Paul‭, ‬2000‭.‬
‭(‬34‭) ‬Scofield‭, ‬Bruce‭, ‬A History‭ ‬and Test of Planetary‭ ‬Weather Forecasting‭, ‬Doctoral Dissertation‭, ‬University of Massachusetts‭, ‬Amherst‭, ‬2010‭.‬
‭(‬35‭) ‬يبدأ‭ ‬نصّ‭ ‬الكتاب‭ ‬بهذه‭ ‬العبارة‭: ‬‮«‬كتاب‭ ‬يعقوب‭ ‬أبو‭ (‬الصواب‭ ‬ابن‭) ‬إسحاق‭ ‬الكندي‭ ‬إلى‭ ‬بعض‭ ‬إخوانه‭ ‬في‭ ‬مدخل‭ ‬إلى‭ ‬علم‭ ‬النجوم،‭ ‬وهو‭ ‬الكتاب‭ ‬المسمى‭: ‬الأربعون‭ ‬باباً‮»‬‭. ‬وقد‭ ‬بقي‭ ‬من‭ ‬الأصل‭ ‬العربي‭ ‬نسخة‭ ‬واحدة‭ ‬في‭ ‬المكتبة‭ ‬الخالدية‭ ‬بالقدس‭. ‬انظر‭: ‬نظمي‭ ‬الجعبة،‭ ‬فهرس‭ ‬مخطوطات‭ ‬المكتبة‭ ‬الخالدية‭ ‬بالقدس،‭ ‬لندن‭: ‬مؤسسة‭ ‬الفرقان‭ ‬للتراث‭ ‬الإسلامي،‭ ‬2006م،‭ ‬ص‭ ‬806‭. ‬وقد‭ ‬نُشرت‭ ‬عن‭ ‬الكتاب‭ ‬الدراسة‭ ‬الآتية‭ ‬اعتماداً‭ ‬على‭ ‬المخطوطة‭ ‬العربية‭ ‬الوحيدة‭ ‬وعلى‭ ‬ترجمتين‭ ‬لاتينيتين‭ ‬للكتاب‭:‬Burnett‭, ‬Charles‭: ‬Al-Kindī‭ ‬on‭ ‬Judicial Astrology‭:‬‭ ‬‘the Forty Chapters’‭, ‬Arabic‭ ‬Sciences and Philosophy‭, ‬Volume 3‭, ‬Issue 01‭, ‬March 1993‭, ‬pp‭ ‬77-117‭. ‬ثم‭ ‬نُشر‭ ‬الكتاب‭ ‬كاملاً‭ ‬بالإنجليزية‭ ‬فقط‭:‬‭ ‬Dykes‭, ‬Benjamin‭: ‬The Forty Chapters‭ ‬of al-Kindi‭, ‬Minneapolis‭: ‬The Cazimi‭ ‬Press‭, ‬2012‭.‬
‭(‬36‭) ‬لا‭ ‬يعتمد‭ ‬الكندي‭ ‬هنا‭ ‬على‭ ‬التنجيم‭ ‬الخرافي،‭ ‬وإنما‭ ‬يتحدث‭ ‬عن‭ ‬مواقع‭ ‬الأبراج‭ ‬لكلّ‭ ‬فصل؛‭ ‬فهذه‭ ‬المعلومات‭ ‬يتداولها‭ ‬المزارعون‭ ‬عن‭ ‬المواسم‭ ‬وعلاماتها‭ ‬النجمية‭.‬
‭(‬37‭) ‬Rosenthal‭, ‬Franz‭. ‬“From‭ ‬Arabic Books and Manuscripts VI Istanbul‭ ‬Materials For Al-Kindi‭ ‬and As-Sarahsi‭.‬”‭ ‬In‮ ‬Journal of the American Oriental Society‭, ‬vol‭. ‬76‭ , ‬no‭. ‬1‭, ‬pp‭.‬‭ ‬27-31‭. ‬American Oriental Society‭, ‬1956‭.‬
‭(‬38‭) ‬الكندي،‭ ‬رسالة‭ ‬في‭ ‬حوادث‭ ‬الجو،‭ ‬تحقيق‭:‬‭ ‬يوسف‭ ‬يعقوب‭ ‬مسكوني،‭ ‬بغداد‭: ‬مطبعة‭ ‬شفيق،‭ ‬1965م‭. ‬
‭(‬39‭) ‬Bos and Burnett‭, ‬op cit‭., ‬pp‭. ‬423-428‭.‬‭ ‬
‭(‬40‭)‬‭ ‬أبو‭ ‬ريدة،‭ ‬المرجع‭ ‬السابق‭.‬
‭(‬41‭) ‬محمد‭ ‬حسان‭ ‬الطيّان،‭ ‬علم‭ ‬الأصوات‭ ‬عند‭ ‬العرب،‭ ‬محاضرة‭ ‬أُلقيت‭ ‬في‭ ‬دورة‭ (‬من‭ ‬روائع‭ ‬البيان‭ ‬القرآني‭) ‬لمديري‭ ‬معاهد‭ ‬الأسد‭ ‬ومشرفاته‭ ‬في‭ ‬جامع‭ ‬العثمان‭ ‬بدمشق‭ ‬يوم‭ ‬27‭ ‬يوليو‭ ‬عام‭ ‬2008م‭.‬
‭(‬42‭) ‬الطيّان،‭ ‬المرجع‭ ‬السابق‭.‬
‭(‬43‭) ‬محمد‭ ‬مراياتي،‭ ‬ومحمد‭ ‬حسان‭ ‬الطيّان،‭ ‬ويحيى‭ ‬مير‭ ‬علم،‭ ‬علم‭ ‬التعمية‭ ‬واستخراج‭ ‬المعمّى‭ ‬عند‭ ‬العرب،‭ ‬ج1‭-‬2،‭ ‬دمشق‭: ‬مجمع‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬بدمشق،‭ ‬1987‭-‬1997م‭.‬
‭(‬44‭) ‬الطيّان،‭ ‬المرجع‭ ‬السابق‭.‬
‭(‬45‭) ‬الطيّان،‭ ‬المرجع‭ ‬السابق‭. ‬وقد‭ ‬درس‭ ‬رسالتي‭ ‬الكندي‭ ‬باحثون‭ ‬آخرون،‭ ‬نذكر‭ ‬هنا‭ ‬عيّنة‭ ‬من‭ ‬بحوثهم‭: ‬فخري‭ ‬الدباغ،‭ ‬‮«‬اللثغة‭ ‬عند‭ ‬الكندي‭ ‬وفي‭ ‬ضوء‭ ‬العلم‭ ‬الحديث‮»‬،‭ ‬مجلة‭ ‬المجمع‭ ‬العلمي‭ ‬العراقي،‭ ‬المجلد‭ ‬31‭ (‬1980م‭)‬،‭ ‬الجزء‭ ‬3،‭ ‬الصفحات‭ ‬86‭-‬103؛‭ ‬ويحيى‭ ‬مير‭ ‬علم،‭ ‬إسهامات‭ ‬علماء‭ ‬التعمية‭ ‬في‭ ‬اللسانيات‭ ‬العربية،‭ ‬محاضرة‭ ‬على‭ ‬هامش‭ ‬الاحتفال‭ ‬بإصدار‭ ‬سلسلة‭ ‬الترجمة‭ ‬الإنكليزية‭ ‬لكتاب‭ (‬علم‭ ‬التعمية‭ ‬واستخراج‭ ‬المعمّى‭ ‬عند‭ ‬العرب‭) ‬وتكريم‭ ‬المؤلّفين،‭ ‬الرياض،‭ ‬2003م؛‭ ‬ومصطفى‭ ‬حسين‭ ‬مزعل،‭ ‬‮«‬علم‭ ‬الأصوات‭ ‬عند‭ ‬الكندي‭ ‬في‭ ‬رسالتيه‭: ‬اللثغة‭ ‬واستخراج‭ ‬المُعمَّى”،‭ ‬مجلة‭ ‬كلية‭ ‬التربية‭ ‬الأساسية‭ (‬الجامعة‭ ‬المستنصرية‭ ‬ببغداد‭)‬،‭ ‬العدد‭ ‬66‭ (‬2010م‭)‬،‭ ‬الصفحات‭ ‬89‭-‬127؛‭ ‬وأحمد‭ ‬غرس الله،‭ ‬“الجهود‭ ‬اللغوية للكندي‭ ‬في‭ ‬رسالتي‭ ‬اللثغة‭ ‬وحلّ‭ ‬المعمى‭ ‬في‭ ‬ضوء‭ ‬علم‭ ‬اللغة‭ ‬الحديث”،‭ ‬بحث‭ ‬بالجزائر‭ ‬لم‭ ‬يتسنَّ‭ ‬الاطلاع‭ ‬على‭ ‬مكان‭ ‬نشره‭ ‬وتفاصيل‭ ‬محتوياته‭.‬
‭(‬46‭) ‬Celentano‭, ‬Giuseppe‭: ‬Due‭ ‬scritti medici di al‭-‬Kindî‭, ‬Istituto Orientale di Napoli‭, ‬Supplemento‭ ‬n.18‭ ‬agli ANNALI‭, ‬vol‭. ‬39‭ (‬1979‭), ‬fasc‭. ‬1‭.‬‭ ‬
‭(‬47‭) ‬محمد‭ ‬حسان‭ ‬الطيّان،‭ ‬“رسالة‭ ‬يعقوب‭ ‬الكندي‭ ‬في‭ ‬اللثغة”،‭ ‬مجلة‭ ‬مجمع‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬بدمشق،‭ ‬المجلد‭ ‬60‭ (‬1985م‭)‬،‭ ‬ج3،‭ ‬الصفحات‭ ‬515‭- ‬532‭.‬
‭(‬48‭) ‬يعقوب‭ ‬بن‭ ‬إسحاق‭ ‬الكندي،‭ ‬“في‭ ‬معرفة‭ ‬قوى‭ ‬الأدوية‭ ‬المركّبة”،‭ ‬نُشر‭ ‬النصّ‭ ‬بترجمة‭ ‬ودراسة‭ ‬بالفرنسية‭ ‬في‭ ‬بيروت‭ ‬عام‭ ‬1938م‭ ‬في‭ ‬المرجع‭ ‬الآتي،‭ ‬ص1،‭ ‬2‭:‬Gauthier‭, ‬Léon‭; ‬Antécédents gréco-arabes de la psychophysique‭, ‬Beyrouth‭ : ‬Imprimerie Catholique‭, ‬1938‭. ‬
‭(‬49‭) ‬أبو‭ ‬الفرج‭ ‬بن‭ ‬يعقوب‭ ‬ابن‭ ‬القف،‭ ‬العمدة‭ ‬في‭ ‬صناعة‭ ‬الجراحة،‭ ‬ج1‭ (‬لم‭ ‬يصدر‭ ‬الجزء‭ ‬الثاني‭)‬،‭ ‬تحقيق‭: ‬سامي‭ ‬حمارنة،‭ ‬عمّان‭: ‬الجامعة‭ ‬الأردنية،‭ ‬1994م،‭ ‬ص352‭. ‬والطبعة‭ ‬الكاملة‭ ‬للكتاب،‭ ‬حيدر‭ ‬آباد‭: ‬دائرة‭ ‬المعارف‭ ‬العثمانية،‭ ‬1356هـ‭/ ‬1937م،‭ ‬ج1،‭ ‬ص208‭.‬
‭(‬50‭) ‬فربيون‭ ‬أو‭ ‬اليتوع‭: ‬جنس‭ ‬من‭ ‬النباتات‭ ‬البرية‭ ‬والتزيينية‭ ‬من‭ ‬فصيلة‭ ‬الفربيونات،‭ ‬تبلغ‭ ‬أنواعه‭ ‬نحو‭ ‬1600‭ ‬نوع،‭ ‬والمقصود‭ ‬هنا‭ ‬هو‭ ‬النبات‭ ‬الذي‭ ‬له‭ ‬أسماء‭ ‬أخرى،‭ ‬أشهرها‭ ‬اللبانة‭ ‬المغربية‭ ‬والعنجد،‭ ‬واسمه‭ ‬العلميEuphorbia‭  ‬resinifera،‭ ‬وبالإنجليزية‭ ‬Euporbium‭ ‬gum plant‭.‬‭ ‬إدوار‭ ‬غالب،‭ ‬الموسوعة‭ ‬في‭ ‬علوم‭ ‬الطبيعة،‭ ‬بيروت‭: ‬دار‭ ‬المشرق،‭ ‬1989م،‭ ‬مادة‭ (‬عنجد‭)‬،‭ ‬رقم‭ ‬19164،‭ ‬ومادة‭ (‬فربيون‭)‬،‭ ‬رقم‭ ‬20557؛‭ ‬وإبراهيم‭ ‬بن‭ ‬مراد،‭ ‬المصطلح‭ ‬الأعجمي‭ ‬في‭ ‬كتب‭ ‬الطب‭ ‬والصيدلة‭ ‬العربية،‭ ‬بيروت‭: ‬دار‭ ‬الغرب‭ ‬الإسلامي،‭ ‬1985م،‭ ‬مادة‭ (‬فربيون‭)‬،‭ ‬رقم‭ ‬1362‭.‬
‭(‬51‭) ‬ابن‭ ‬القف،‭ ‬المصدر‭ ‬والصفحة‭ ‬السابقان‭.‬
‭(‬52‭) ‬يحيى‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬ابن‭ ‬جزلة،‭ ‬منهاج‭ ‬البيان‭ ‬فيما‭ ‬يستعمله‭ ‬الإنسان،‭ ‬تحقيق‭: ‬محمود‭ ‬مهدي‭ ‬بدوي،‭ ‬القاهرة‭: ‬معهد‭ ‬المخطوطات‭ ‬العربية،‭ ‬2010م،‭ ‬ص95‭.‬
‭(‬53‭) ‬يونس‭ ‬بن‭ ‬إسحاق‭ ‬ابن‭ ‬بكلارش،‭ ‬“المستعيني‭ ‬في‭ ‬الأدوية‭ ‬المفردة‮»‬،‭ ‬نقلاً‭ ‬عن‭ ‬محمد‭ ‬العربي‭ ‬الخطابي،‭ ‬الأغذية‭ ‬والأدوية‭ ‬عند‭ ‬مؤلفي‭ ‬الغرب‭ ‬الإسلامي،‭ ‬بيروت‭: ‬دار‭ ‬الغرب‭ ‬الإسلامي،‭ ‬1990م،‭ ‬ص307،‭ ‬308‭.‬
‭(‬54‭) ‬عبدالناصر‭ ‬كعدان؛‭ ‬وياسر‭ ‬الخضر،‭ ‬“آلية‭ ‬تأثير‭ ‬الدواء‭ ‬في‭ ‬التراث‭ ‬الطبي‭ ‬في‭ ‬بلاد‭ ‬الشام‭: ‬ابن‭ ‬القف‭ ‬وابن‭ ‬النفيس‭ ‬أنموذجاً”،‭ ‬بحث‭ ‬منشور‭ ‬في‭ ‬موقع‭ ‬الجمعية‭ ‬الدولية‭ ‬لتاريخ‭ ‬الطب‭ ‬الإسلامي‭ ‬www.ishim.net‭.‬
‭(‬55‭) ‬الأهواني،‭ ‬كتابه‭ ‬عن‭ ‬الكندي،‭ ‬مصدر‭ ‬سابق،‭ ‬وقد‭ ‬تمّ‭ ‬تصحيح‭ ‬الجدول‭ ‬اعتماداً‭ ‬على‭ ‬نصّ‭ ‬ابن‭ ‬القف‭.‬
‭(‬56‭) ‬ابن‭ ‬رشد،‭ ‬الكليات‭ ‬في‭ ‬الطب،‭ ‬تحقيق‭: ‬محمد‭ ‬عابد‭ ‬الجابري‭ ‬وآخرين،‭ ‬بيروت‭: ‬مركز‭ ‬دراسات‭ ‬الوحدة‭ ‬العربية،‭ ‬1999م،‭ ‬ص462،‭ ‬463‭.‬
‭(‬57‭) ‬الأهواني،‭ ‬المرجع‭ ‬السابق،‭ ‬ص231‭.‬
‭(‬58‭) ‬ابن‭ ‬القف،‭ ‬المصدر‭ ‬السابق،‭ ‬صفحة‭ ‬353‭ ‬من‭ ‬طبعة‭ ‬عمّان‭.‬
‭(‬59‭) ‬الأهواني،‭ ‬المرجع‭ ‬السابق،‭ ‬ص236‭. ‬وهو‭ ‬ينقل‭ ‬نقلاً‭ ‬غير‭ ‬مباشر‭ ‬عن‭ ‬جوتييه‭ ‬Gauthier،‭ ‬الذي‭ ‬نشر‭ ‬رسالة‭ ‬الكندي‭ ‬في‭ ‬قوى‭ ‬الأدوية‭ ‬المفردة‭ (‬سبق‭ ‬ذكرها‭) ‬ودرسها‭. ‬ولعدم‭ ‬اطّلاع‭ ‬الأهواني‭ ‬على‭ ‬تلك‭ ‬الرسالة‭ ‬المنشورة‭ ‬في‭ ‬بيروت‭ ‬عام‭ ‬1938م‭ ‬نجده‭ ‬يقول‭ ‬في‭ ‬صفحة‭ ‬231‭: ‬‮«‬ورسالة‭ ‬الكندي‭ ‬عن‭ ‬الأدوية‭ ‬المركّبة‭ ‬مفقودة‭ ‬في‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‮»‬‭.‬
‭(‬60‭) ‬Stephan‭, ‬Nouha‭: ‬Mathematique et pharmacologie dans l’oeuvre pharmaceutique du medecin‭-‬philosophe arabe al‭-‬Kindi‭; ‬sous la dir‭. ‬de Roshdi Rashed‭, ‬1999‭.‬
‭(‬61‭) ‬Langermann‭, ‬Y‭. ‬Tzvi‭: ‬“Another Andalusian Revolt‭? ‬Ibn Rushd’s Critique of al-Kindi’s Pharmacological Computus”‭, ‬in‭ ‬J‭. ‬P‭. ‬Hogendijk‭, ‬A‭. ‬I‭. ‬Sabra‭; ‬The Enterprise of Science‭ ‬in Islam‭: ‬New Perspectives‭, (‬Cambridge‭: ‬The‭ ‬MIT‭  ‬MIT‭ - ‬Massachusetts Institute‭ ‬of Technology Press‭, ‬2003‭), ‬pp‭. ‬351-372‭.‬
‭(‬62‭) ‬كتاب‭ (‬الفهرست‭) ‬للنديم،‭ ‬المصدر‭ ‬السابق،‭ ‬طبعة‭ ‬مؤسسة‭ ‬الفرقان‭ ‬في‭ ‬لندن‭ ‬بتحقيق‭: ‬أيمن‭ ‬فؤاد‭ ‬سيد،‭ ‬2009م،‭ ‬ج2،‭ ‬ص193‭. ‬
‭(‬63‭) ‬ALVI‭, ‬M.A.and‭ ‬Abdul Rahman‭, ‬Fat’‭ ‬hullah SHIRAZI‭, ‬A 16th Century Indian Scientist‭., ‬Indian National Sciences Academy‭, ‬New‭ ‬Delhi‭, ‬1968‭ ,‬PP.1-2‭. ‬
‭(‬64‭) ‬قدّم‭ ‬كاتب‭ ‬هذه‭ ‬السطور‭ ‬كثيراً‭ ‬من‭ ‬الأمثلة‭ ‬عن‭ ‬الآلات‭ ‬التي‭ ‬نجد‭ ‬وصفها‭ ‬في‭ ‬كتب‭ ‬التراث‭ ‬ولا‭ ‬نعلم‭ ‬مخترعيها،‭ ‬مع‭ ‬أن‭ ‬اختراعها‭ ‬تمّ‭ ‬في‭ ‬زمن‭ ‬قريب‭ ‬من‭ ‬تأليف‭ ‬الكتاب‭ ‬الذي‭ ‬يصفها‭. ‬انظر‭: ‬“الآلات‭ ‬الميكانيكية‭ ‬في‭ ‬تراثنا‭ ‬العلمي‭ ‬ومكانة‭ ‬الرسالة‭ ‬القدسية”،‭ ‬مجلة‭ ‬تاريخ‭ ‬العلوم‭ ‬العربية،‭ ‬نشر‭: ‬جامعة‭ ‬حلب،‭ ‬المجلد‭ ‬11،‭ ‬ص29‭-‬90‭. ‬وأعدتُ‭ ‬نشره‭ ‬في‭ ‬كتابي‭ (‬الإنجازات‭ ‬العلمية‭ ‬للعرب‭ ‬والمسلمين‭ ‬في‭ ‬القرون‭ ‬المتأخرة‭)‬،‭ ‬نشر‭: ‬دار‭ ‬الفيصل‭ ‬بالرياض،‭ ‬والدار‭ ‬العربية‭ ‬للموسوعات‭ ‬ببيروت،‭ ‬1427هـ‭/ ‬2006م‭.‬
‭(‬65‭) ‬ونجد‭ ‬كذلك‭ ‬كثيراً‭ ‬من‭ ‬الأمثلة‭ ‬في‭ ‬بحث‭ (‬الآلات‭ ‬الميكانيكية‭) ‬السابق‭ ‬ذكره،‭ ‬ولم‭ ‬نجد‭ ‬داعياً‭ ‬إلى‭ ‬الإطالة‭ ‬هنا‭ ‬بتلك‭ ‬الأمثلة‭.‬
‭(‬66‭) ‬Philip Tom‭, ‬Book Review‭: ‬Medieval Islamic Swords‭ & ‬Swordmaking‭, ‬www.vikingsword.com‭, ‬10‭ ‬November 2006‭.‬
‭(‬67‭) ‬عبدالرحمن‭ ‬زكي،‭ ‬‮«‬السيوف‭ ‬وأجناسها‭: ‬رسالة‭ ‬يعقوب‭ ‬بن‭ ‬إسحاق‭ ‬الكندي‭ ‬فيلسوف‭ ‬العرب‮»‬،‭ ‬مجلة‭ ‬كلية‭ ‬الآداب‭ ‬بالجامعة‭ ‬المصرية،‭ ‬المجلد‭ ‬14،‭ ‬العدد‭ ‬الثاني،‭ ‬1952م،‭ ‬الصفحات‭: ‬1‭-‬36‭. ‬
‭(‬68‭)‬‭ ‬Hoyland‭, ‬Robert G‭. ‬and‭ ‬Brian Gilmour‭: ‬Medieval Islamic Swords‭ ‬‭& ‬Swordmaking‭: ‬Kindi’s Treatise‭ ‬“On Swords and Their‭ ‬Kinds”‭ (‬edition‭, ‬translation‭, ‬and commentary‭), ‬Oxford‭: ‬The E‭. ‬J‭. ‬W‭. ‬Gibb‭ ‬Memorial Trust‭, ‬2006‭. ‬
‭(‬69‭) ‬لطف‭ ‬الله‭ ‬قاري،‭ ‬‮«‬رسالتان‭ ‬في‭ ‬الجغرافيا‭ ‬الطبية‭ ‬وتأثير‭ ‬البيئة‭ ‬مع‭ ‬دراسة‭ ‬عن‭ ‬تراثنا‭ ‬العلمي‭ ‬حول‭ ‬الموضوع‮»‬،‭ ‬سلسلة‭ (‬رسائل‭ ‬جغرافية‭)‬،‭ ‬العدد‭ ‬305،‭ ‬رمضان‭ ‬1426هـ‭/ ‬أكتوبر‭ ‬2005م،‭ ‬الجمعية‭ ‬الجغرافية‭ ‬الكويتية‭ ‬وقسم‭ ‬الجغرافيا‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬الكويت‭.‬
‭(‬70‭) ‬ابن‭ ‬أبي‭ ‬أصيبعة،‭ ‬عيون‭ ‬الأنباء‭ ‬في‭ ‬طبقات‭ ‬الأطباء،‭ ‬تحقيق‭: ‬عامر‭ ‬النجار،‭ ‬نشر‭: ‬الهيئة‭ ‬المصرية‭ ‬العامة‭ ‬للكتاب،‭ ‬4‭ ‬أجزاء،‭ ‬وجزءان‭ ‬للفهارس،‭ ‬2001‭-‬2004م،‭ ‬ترجمة‭ ‬الكندي‭.‬
‭(‬71‭) ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬أحمد‭ ‬التميمي،‭ ‬مادة‭ ‬البقاء‭ ‬بإصلاح‭ ‬فساد‭ ‬الهواء‭ ‬والتحرز‭ ‬من‭ ‬ضرر‭ ‬الوباء،‭ ‬تحرير‭: ‬يحيى‭ ‬شعار،‭ ‬القاهرة‭: ‬معهد‭ ‬المخطوطات‭ ‬العربية،‭ ‬1999م،‭ ‬ص177‭-‬183‭.‬
‭(‬72‭) ‬المصدر‭ ‬السابق،‭ ‬ص177‭.‬
‭(‬73‭) ‬المصدر‭ ‬السابق،‭ ‬ص182‭.‬
‭(‬74‭) ‬المصدر‭ ‬السابق،‭ ‬ص183‭.‬
‭(‬75‭) ‬بلاد‭ ‬الشحر‭: ‬هي‭ ‬منطقة‭ ‬الساحل‭ ‬الجنوبي‭ ‬للجزيرة‭ ‬العربية،‭ ‬اشتملت‭ ‬على‭ ‬سواحل‭ ‬حضرموت‭ ‬والمهرة‭ ‬وظفار‭. ‬وحضرموت‭ ‬والمهرة‭ ‬من‭ ‬محافظات‭ ‬شرق‭ ‬دولة‭ ‬اليمن‭ ‬بعد‭ ‬الوحدة‭ ‬عام‭ ‬1990م،‭ ‬وظفار‭ ‬هي‭ ‬المحافظة‭ ‬الغربية‭ ‬لدولة‭ ‬عُمان،‭ ‬وإليها‭ ‬ينسب‭ ‬العنبر‭ ‬الشحري‭ ‬واللبان‭ ‬الشحري‭.‬
‭(‬76‭) ‬المصدر‭ ‬السابق،‭ ‬ص183‭.‬
مراجع‭ ‬عن‭ ‬الكندي
مراجع‭ ‬عن‭ ‬الكندي

تركيزنا‭ ‬هنا‭ ‬في‭ ‬المراجع‭ ‬التي‭ ‬قدّمت‭ ‬أوفى‭ ‬المعلومات‭ ‬عن‭ ‬الكندي‭ ‬ومؤلفاته،‭ ‬وتجاوزنا‭ ‬عن‭ ‬ذكر‭ ‬المصادر‭ ‬التراثية‭ ‬التي‭ ‬ترجمت‭ ‬له،‭ ‬مثل‭: ‬الفهرست،‭ ‬وابن‭ ‬أبي‭ ‬أصيبعة؛‭ ‬لأنها‭ ‬مذكورة‭ ‬بالتفصيل‭ ‬ضمن‭ ‬هذه‭ ‬المراجع،‭ ‬وترتيب‭ ‬المراجع‭ ‬هنا‭ ‬حسب‭ ‬تاريخ‭ ‬صدورها‭:‬
‭-‬‭ ‬محمد‭ ‬عبدالهادي‭ ‬أبو‭ ‬ريدة،‭ ‬رسائل‭ ‬الكندي‭ ‬الفلسفية،‭ ‬القاهرة‭: ‬دار‭ ‬الفكر‭ ‬العربي،‭ ‬1950‭-‬1953م،‭ ‬جزءان‭.‬
‭- ‬عمر‭ ‬رضا‭ ‬كحالة،‭ ‬معجم‭ ‬المؤلفين،‭ ‬دمشق‭: ‬الناشر‭ ‬هو‭ ‬المؤلف،‭ ‬1957‭-‬1961م،‭ ‬ج13،‭ ‬ص244،‭ ‬245‭.‬
‭- ‬رتشرد‭ ‬يوسف‭ ‬مكارثي،‭ ‬التصانيف‭ ‬المنسوبة‭ ‬إلى‭ ‬فيلسوف‭ ‬العرب،‭ ‬بحث‭ ‬بمناسبة‭ ‬احتفالات‭ ‬بغداد‭ ‬والكندي،‭ ‬بغداد‭: ‬وزارة‭ ‬الإرشاد،‭ ‬مطبعة‭ ‬العاني،‭ ‬1962م‭.‬
‭- ‬محمد‭ ‬كاظم‭ ‬الطريحي،‭ ‬الكندي‭ ‬فيلسوف‭ ‬العرب‭ ‬الأول‭: ‬حياته،‭ ‬سيرته،‭ ‬آراؤه،‭ ‬وفلسفته،‭ ‬رسالته‭ ‬في‭ ‬دفع‭ ‬الأحزان،‭ ‬بغداد‭: ‬مكتبة‭ ‬المعارف،‭ ‬1962م‭.‬
‭- ‬كوركيس‭ ‬عواد،‭ ‬يعقوب‭ ‬بن‭ ‬إسحاق‭ ‬الكندي‭: ‬حياته‭ ‬وآثاره،‭ ‬سلسلة‭ ‬الثقافة‭ ‬الشعبية،‭ ‬رقم‭ ‬50،‭ ‬بغداد‭: ‬دار‭ ‬مطبعة‭ ‬التقدّم،‭ ‬1962م‭.‬
‭- ‬إسماعيل‭ ‬حقي‭ ‬الإزميرلي،‭ ‬فيلسوف‭ ‬العرب‭ ‬يعقوب‭ ‬بن‭ ‬إسحاق‭ ‬الكندي،‭ ‬نقله‭ ‬من‭ ‬اللغة‭ ‬التركية‭: ‬عباس‭ ‬العزاوي،‭ ‬بغداد‭: ‬مطبعة‭ ‬أسعد،‭ ‬1963م‭.‬
‭- ‬أحمد‭ ‬فؤاد‭ ‬الأهواني،‭ ‬الكندي‭ ‬فيلسوف‭ ‬العرب،‭ ‬سلسلة‭ ‬أعلام‭ ‬العرب،‭ ‬القاهرة‭: ‬المؤسسة‭ ‬المصرية‭ ‬العامة‭ ‬للتأليف‭ ‬والترجمة‭ ‬والطباعة‭ ‬والنشر،‭ ‬1964م‭.‬
‭- ‬خير‭ ‬الدين‭ ‬الزركلي،‭ ‬الأعلام،‭ ‬التحرير‭ ‬الثالث،‭ ‬بيروت‭: ‬دار‭ ‬العلم‭ ‬للملايين،‭ ‬1980م،‭ ‬ج8،‭ ‬ص195‭.‬
‭- ‬محمد‭ ‬عيسى‭ ‬صالحية،‭ ‬‮«‬رسالة‭ ‬في‭ ‬قلع‭ ‬الآثار‭ ‬من‭ ‬الثياب‭ ‬وغيرها‭ ‬ليعقوب‭ ‬بن‭ ‬إسحاق‭ ‬الكندي،‭ ‬ت260هـ‮»‬،‭ ‬مجلة‭ ‬معهد‭ ‬المخطوطات‭ ‬العربية،‭ ‬المجلد30،‭ ‬1986م،‭ ‬ج1،‭ ‬ص83‭-‬111،‭ ‬وأعاد‭ ‬نشر‭ ‬التحقيق‭ ‬مع‭ ‬الدراسة‭ ‬في‭ ‬كتابه‭: ‬بحوث‭ ‬ومقالات‭ ‬في‭ ‬الحضارة‭ ‬العربية‭ ‬الإسلامية،‭ ‬الكويت‭: ‬مؤسسة‭ ‬دار‭ ‬الكتب،‭ ‬وبيروت‭: ‬دار‭ ‬التقدم‭ ‬العربي،‭ ‬1988م،‭ ‬ص241‭-‬265‭. ‬ويتضمن‭ ‬بحثه‭ ‬قائمةً‭ ‬بكتب‭ ‬الكندي‭ ‬المطبوعة‭.‬
‭- ‬زهير‭ ‬حميدان،‭ ‬أعلام‭ ‬الحضارة‭ ‬العربية‭ ‬الإسلامية‭ ‬في‭ ‬العلوم‭ ‬الأساسية‭ ‬والتطبيقية،‭ ‬دمشق‭: ‬وزارة‭ ‬الثقافة،‭ ‬1995م،‭ ‬ج2،‭ ‬ص536‭-‬561‭.‬
‭- ‬Rescher‭, ‬Nicholas‭: ‬Al-Kindī‭: ‬an annotated bibliography‭, ‬Pittsburgh‭: ‬University of Pittsburg Press‭, ‬1964‭.‬
‭- ‬J‭ ‬Jolivet‭, ‬R Rashed‭: ‬‮«‬al-Kindi‮»‬‭, ‬in Dictionary of Scientific Biography‭ (‬New York 1970-1990‭).‬‭ ‬Vol‭. ‬15‭ (‬Suppl‭.) ‬pp‭. ‬261-266‭. ‬
‭- ‬J Jolivet‭, ‬R Rashed‭: ‬‮«‬al-Kindi‮»‬‭, ‬in Encyclopedia of‭ ‬Islam‭ (‬2nd edition‭), ‬Leiden‭: ‬Brill‭, ‬1962-2002‭, ‬vol‭. ‬5‭, ‬pp‭. ‬122-123‭.‬
‭- ‬Felix Klein-Frank‭ (‬2001‭) ‬“Al-Kindi”‭. ‬In Oliver Leaman‭ & ‬Hossein Nasr‭. ‬“History of‭ ‬Islamic Philosophy”‭. ‬London‭: ‬Routledge‭.‬
‭- ‬Peter Adamson‭ (‬2005‭) ‬‘Al-Kindi’‭. ‬In Peter Adamson‭ ‬‭& ‬Richard C‭. ‬Taylor‭ ‬‭(‬eds‭). ‬“The Cambridge Companion‭ ‬to Arabic Philosophy”‭. ‬Cambridge‭: ‬Cambridge University Press‭.‬
‭- ‬Peter Adamson‭ (‬2006‭) ‬Al-Kindi‭, ‬New‭ ‬York‭:‬‭ ‬Oxford‭ ‬University‭ ‬Press‭.‬
تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة