U3F1ZWV6ZTM1MDgwNzg5ODg1MDQyX0ZyZWUyMjEzMTk5NTcyNTU4MA==

قس بن ساعدة : خطبته الشهيره في سوق عكاظ :

حسان بوعجاجة
الحجم

أيّها الناس اسمعوا وعُوا، فإذا وعيتُم فانتفعوا، إنه مَن عاشَ مات، ومَن مات فات، وكلُّ ما هو آتٍ آت. أمّا بعد:
فإنّ في السماء لخَبَرا، وإن في الأرض لعبَرا، مِهادٌ موضوع، وسَقْفٌ مرفوع، ونجوم تَمُور، وبِحارٌ لا تَغُور، وليل داج، وسماء ذات أبراج، أقسم بالله قُسٌّ قَسَمًا حتْما، لا كاذبا فيه ولا آثِما، لئِن كان في الأرض رِضًا ليَكونَنَّ بعده سخط، وإن لله ـ عزت قدرته ـ دينا هو أحبُّ إليه مِنْ دينكم الذي أنتم عليه، وقد أتاكم أوانه، ولحقتكم مدته، ما لي أرى الناس يذهبون ولا يرجعون؟ أَرَضُوا بالمُقام فأقاموا، أَمْ تُرِكوا فناموا؟ ثم أنشد:
في الذاهِبِينَ مِنَ الأوَّليــ --- نَ مِنَ القُرونِ لنا بصائرْ
لمَّــا رأيتُ مَــوَارِدًا --- للمـوتِ ليس لها مَصَادِرْ
ورأيتُ قومِـيَ نحوَهـا --- يَسْعى الأصَاغرُ والأكابِرْ
لا يَرجـع المـاضي إلَيَّ --- ولا مـنَ الباقين غابـِرْ
أيقَنـْتُ أنِّـي لا محــا --- لَةَ حيثُ صار القومُ صائِرْ
من كتاب بلوغ الأرب في أخبار العرب للألوسي – الجزء الثاني.
وجاء في البيان والتبيين:
ولإياد في الخطب خصلة ليست لأحد من العرب، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الذي روى كلام قس بن ساعدة وموقفه على جمله بعكاظ وموعظته، وهو الذي رواه لقريش والعرب، وهو الذي عجب من حسنه وأظهر تصويبه، وهذا إسناد تعجز عنه الأماني وتنقطع دونه الآمال. وإنما وفق الله ذلك الكلام لقس بن ساعدة لاحتجاجه للتوحيد ولإظهاره معنى الإخلاص وإيمانه بالبعث. ولذلك كان خطيب العرب قاطبة.
وينسب الرواة إلى قس بن ساعدة حكما كثيرة منها:
"إذا خاصمت فاعدل، وإذا قلت فاصدق، ولا تستودعن سرك أحدا، فإنك إن فعلت لم تزل وجلا، وكان بالخيار، إن جنى عليك كنت أهلا لذلك، و إن وفى لك كان الممدوح دونك. وكن عف العيلة مشترك الغنى تسد قومك".
ومنها:
" من عيرك شيئا ففيه مثله، ومن ظلمك وجد من يظلمه، وإذا نهيت عن الشيء فابدأ بنفسك. ولا تشاور مشغولا وإن كان حازما، ولا جائعا وإن كان فهما، ولا مذعورا وإن كان ناصحا ".

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة