حين تأثّر فرويد بحنبعل لم يأتِ إلى تونس، بل ذهب إلى روما..
الغريبُ أنّ فرويد الذّي وضع أسس التحليل النفسي، كان عاجزا عن التصالح مع ماضيه و تجاوز عقد الطفولة الكثيرة..
في طفولته، أهان مسيحيّ كاثوليكي والده نازعا قبّعته وراميا إيّاها طالبا منه ألاّ يمشي على الرصيف لأنّه يهوديّ، تأثرّ فرويد بما شاهده كثيرا واستنكرَ ضعف والده، تزامن هذا الحادث مع دروس كان يتلّقاها في المدرسة حول الحرب بين روما وقرطاج، روى في ما بعد لأحد أصدقائه في رسالة أنّه كان الوحيد بين التلاميذ الذّي أحبّ حنبعل ولم يتعاطف مع عاصمة المسيحية الكاثوليكيّة..
مرّت سنوات كثيرة، نجح فرويد بعدها في وضع الكثير من النظريّات التّي تسعى لفهم ما يدور في باطن الإنسان بعيدا عن الخرافة والعاطفة، لكنه حين كبر لم يذهب إلى المعبد الذّي وصّى فيه أميلكار ابنه حنبعل بأن ينتقم من روما، بل زار روما لكي يبحث عن قوّة لم يجدها في أبيه، ولكي يؤكّد أنّه لم يتأثّر بحنبعل إلاّ لأنّه قد وجد فيه ما لم يجده في نفسه.
إرسال تعليق