.......................................................................................
نظرة سريعة إلى تمثال الحرية الشهير في الصورة توضح إنه مكون من بشر مصفوفين معا على شكل التمثال، لكن يصعب التصديق أن عدد البشر في الصورة هو 18 ألف إنسان!
في سنة 1918، قبل زمن طويل من ظهور الحاسوب والصور المكونة من وحدات البكسل، التقط المصوران آرثر مور وجون د. توماس عددا من الصور للآلاف من جنود ومتطوعي الجيش الأمريكي وقد وقفوا بترتيب دقيق على مساحة شاسعة للغاية ليشكلوا عددا من الرموز الوطنية الأمريكية، بالإضافة إلى تمثال الحرية شكّلوا صورا "للعم سام" والنسر الأمريكي وجرس الحرية، وغيرها، لدعم التدخل الأمريكي في الحرب العالمية الأولى، ولمقاومة النزعات الإنعزالية.
تم تصميم الصور البشرية بحيث تكون مفهومة من الأعلى فقط (منطور عين الطائر)، فقط من ارتفاع لا يقل عن 25 مترا يمكن التقاط الصورة ورؤية أبعادها، لفهم هذه الأبعاد الغريبة، عليك أن تنظر إلى الصورة مرة أخرى وتتذكر أنها رغم احتوائها على 18 ألف إنسان، لكن 16 ألفا منهم يكوّنون الشعلة فقط، بينما يكوّن ألفا رجل بقية التمثال بأكمله!
أطلق المصوران على الصور اسم "الصور الحية" بقصد إنها تجسيد حيّ وإنساني للشعارات الوطنية الأمريكية التي تمثلها، لكن وجهة نظر أخرى رأت إنها صور تهين البشر عبر استخدامهم كمجرد نقاط في صورة.
استمر الإعداد لهذه الصور عددا من الأسابيع، ثم تم التصوير في طقس حار يوم 3 يولية 1918، سقط العديد من الجنود في أغماءات تحت الشمس خاصة وقد كانوا يرتدون ملابس صوفية ثقيلة، وفي النهاية تم التقاط "الصور الحية" بهدف الترويج لبيع سندات الحرب (سندات تمويل العمليات العسكرية الأمريكية في الحرب العالمية الأولى)، لقد نجح التقاط الصور بمهارة لكنها لم تستخدم قط.

إرسال تعليق