U3F1ZWV6ZTM1MDgwNzg5ODg1MDQyX0ZyZWUyMjEzMTk5NTcyNTU4MA==

سلسلة : مع الفيلسوف "جورج فريدريك هيجل "

 سلسلة : مع الفيلسوف "جورج فريدريك هيجل "
خامساً : فلسفةُ الطبيعة
- فلسفة الطبيعة لا تدرس تجريدات فحسب ( كالوجود والجوهر والسبب...) وإنما تدرس أشياء موجودة بالفعل مثل ( المادة و النبات والحيوان...). ومن هنا يُمثِّل الانتقال من المنطق إلى الطبيعة انتقالاً من الأفكار إلى الأشياء ، وهو ليس انتقالاً من فكرة إلى فكرة أخرى ، فنحن في فلسفة الطبيعة لا نزال ندرس الأفكار لا الأشياء الجزئية الجامدة. إنها عملية استنباط فكرة من فكرة أخرى ، مثل : استنباط فكرة الحيوان من فكرة النبات.
- وتقدم لنا فلسفة الطبيعة عند هيجل ثلاث مراحل :
أ - عالم الآليات : هو عالم المادة الجامدة ، والحركة ، و فيه العناصر وهي خارجة بعضها عن بعض. والصورة المجردة في هذه الآليات هي "المكان" ، والمكان وجود محسوس لا يُدرَك بالحواس ، والزمان هو السلب في ذاته هو الذي يلِد كل شيء ويقتل كل ما يلده ، ومعنى هذا أن الزمان يقضي على كل لحظاته ، فإذا كان مؤلَّفاً من لحظات فهو يقضي بنفسه على نفسه.
ب - العالم الفيزيائي : لقد كنا في عالم الآليات ننظر إلى المادة نظرة مجردة ، فهي لم تتحول بعد إلى هذا الشيء الفردي أو ذاك ، وليس لها حتى الآن صفات خاصة بها. ولذلك فإننا - مثلاً - في عالم الفلك لا ندرس هذا الكوكب الجزئي كالأرض ، لأن أي جسم فيزيائي يمكن أن يكون بديلاً لها. فنحن لا ندرس الأرض ولا الشمس ولا القمر ، وإنما ندرس العلاقات الميكانيكية والهندسية المجردة بين هذه الأجسام. وترتفع فلسفة الطبيعة في مرحلة العالم الفيزيائي من هذه النظرة المجردة إلى النظرة إلى الأشياء المادية على أنها كائنات فردية ذات خصائص معينة وطابع معين. ويؤدي ذلك إلى ظهور دراسة الصور والأنواع في الطبيعة غير العضوية.
ج - العالم العضوي : ننتقل في هذه المرحلة من الطبيعة غير العضوية إلى الطبيعة العضوية ، ويتم هذا الانتقال بواسطة العمليات الكيميائية ، وتمر المادة العضوية بثلاث
مراحل :
١ - الكائن الحي البيولوجي : وهو الكائن الذي تشتمل عليه مملكة المعادن ، وينبغي أن ينظر إلى الأرض الجيولوجية لا على أنها وجود حي ، وإنما على أنها نوع من الجثة الهائلة.
٢ - الكائن الحي النباتي : النبات كائن حي يمثِّل الاختزال
الجزئي لكثرة الطبيعة في وحدة نسقية ، على الرغم من أن الاجزاء ليست متماسكة في هذه الوحدة بصلابة ، فهي محايدة بعضها بالنسبة لبعضها الآخر. ويمكن لإحدى أجزاء النبات أن تقوم بوظيفة الجزء الآخر ، لكننا لا نجد فيها هذا التمايز النسقي والتكامل المنظم الذي يوجد في الكائن الحيواني.
٣ - الكائن الحي الحيواني : في الكائن الحيواني تصبح العودة إلى الذاتية واضحة في صورة الوعي أو الشعور وتصبح هذه الذاتية عند الإنسان في عبارة ( أنا حر ). ومن هنا كان الكائن الحي الحيواني هو الصورة النهائية للطبيعة ، ويشكِّل مرحلة الانتقال إلى عالم الروح.
_____________________
📕 المنطق وفلسفة الطبيعة ( المجلد الأول من فلسفة هيجل ) ، وولتر ستيس ، ترجمة إمام عبد الفتاح إمام ، دار التنوير ، لبنان.
📕 الفلسفة الحديثة ، أمل مبروك ، دار التنوير ، لبنان. 
تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة