U3F1ZWV6ZTM1MDgwNzg5ODg1MDQyX0ZyZWUyMjEzMTk5NTcyNTU4MA==

قصة يوسف عليه السلام كاملة شعراً:

الحجم

الطفولة حتى القصر (1)


جَلَّت روايتها حُسْناً بإحسان ....تُروى لأحمدنا سُحْقاً لأحزان
والله أنْزلها تحنو برحمَتها ... في سورَة نَزلت سلوى لعدنان
إن الإله وحيدٌ في تصرفه....والأمر ليس بأيدي الخلق أو ثان
قال الحَسينُ لقد شاهدْتُ كوكبة... والشمسَ والقَمَرَ اصْطَّفت كوِحْدان
حباً بخالقها من أمره سَجَدَت ... لي في العلا أُمِرَت طوعاً لرحمن
رؤياه في ألق قُصَّت لوالده ...فخاف كيداً له من غلِّ إخوان
وقال لا تقصص الرؤيا لمن مكروا.. من غيرَةٍ حَسَدوا باؤوا لشيطان
هذا حبيب أبينا فاقتلوه غداً.... يَخْلُصْ لنا وجْههُ ، ندنوا بقربان
إنا بعصبتنا نحْتل مرتبة .... بالسر نقتله ، غدراً كحيوان
وقال قائلهم لا تقتلوا أبداً .. ألقوه في غَيْبةٍ يَلْقطْه ذو الشان
قالوا لوالدهم دعنا بأخوتنا .. نرتعْ ونلعبْ صباً ، في زرع بستان
ويوسفٌ معنا يأتي ليؤنسنا ... يعقوب مانعهم، يأكله ذئبان
آتوه موثقهم إنا له سند ... نحميه من خطر تعساً لخذلان
لما رأى يوسفُ الإخوانَ ما مكروا... بشرى له نزلت فضحاً لإخوان
غداً ستنْبِؤُهُم في جرمهم خسئوا ... يا عارَ ما ارتكبوا في ظلم إنسان
جاؤوا أباهم عَشِياً دَمعهم هَمِرٌ ... والكذب شاهدهم، ذنْبٌ وجرمان
قميصُه بدمٍ أدلى بكذبَتِهم... والله فاضحهم وحْياً لنَبْهان
فقال بل سَوَّلت نَفس بما رَغِبت ... "صبرٌ جَميلٌ" ، بصدقٍ قالَها الحاني
سيَّارة وفدت في الجُبِّ قد وجدوا ...طفلاً جميلاً له في البيع حِمْلان
قال الذي ابتاعه نبغيه من وَلَدٍ ... والله مكَّنه أرضاً بسلطان

يوسف وامرأة العزيز (2)
(يوسف في القصر حتى السجن)

واشتد ساعِدُه ينمو كباسِقَةٍ ... في علمه بُهروا في الحكم نوراني
والحُسْنُ في وجهه يزدان في ألق .... يرمي براهِبَة عشقاً بنيران
ما بال سيدة في القصر تعشقه.. نور الإله بدا في الوجه زهوان
لا لا تلم أحداً إن رام مشهده... ورداً بدا ثغرُه يعلوه نَجْمان
نادت تراوده وازدان مخْدَعُها.... كانت مُهيأة تطوى كثعبان
أخلاقه ذهَبٌ والودُّ مذهبُه.... آواه ربٌّ فهلْ ينسى لرحمن
"مثواي أحسَنه ربي وأكرمني"...فكيف أعصى وبالجنات آواني؟
همَّت لتجذبه فانهال يدفعها ...لكنها وَلِهَتْ تروي لظمآن 
ففرَّ في سَبَق للباب يفتُحُه ... قميصُه مُزِقت من خلف أردان
وألفيا سيداً في الباب يرقبها.... قالت صراخاً له : أبعده ذا الجاني
من أهلها حَكَمٌ أدلى بِحكمته... إنْ قدَّ من قُبُل يُسْجنْ بقضبان
لما رأوا أثراً للصدق قد عرفوا.... كيد النساء بدا أدهى من الجان
وشاع من خَبَر في القوم يدهِشُهم ... زين النسا راودت شبَّاً بأحضان
لكنها مكرت فيهم لتبهرهم ... تُبدي مَحاسِنَهُ كيداً بنسوان
سكِّينهم شُحِذَتْ، أعطت لهم ثمراً ...وقالت اخرجْ عسى يبدو لهم شاني
من هول ما شَهِدوا أيدٍ لهم قُطِعَت... قالوا فذا مَلَكٌ والوجه نوراني
قالتْ فذاك الذي لُمْتُنَّني حسداً ... إن لم يعُدْ طائعاً يُسْجنْ بسلطاني
والسجنُ مَرْقَدُهُ إن كان يرفضني ....حفظاً لمَنْزلَتي طهراً لوجداني
"سَجْنٌ يطهرني أعلو به درجاً ... أحب لي نُزُلاً من نار شهواني"
هذا قرار له والحق حافظه .... مقامه باهر في الأفق عرشان
بالسجن قد حكموا حيناً بظلمته... يعلوا به كرماً في ظل حَنَّان

من السجن حتى الإمارة (3)

في السجن علَّمه تأويل شِفْرَتِهِ .... أقواله صدقت صارت كإعلان
رؤيا له عُرضت من صاحبٍ رُويت ... خبزٌ على رأسِه يعلوه طيران
فقال يخبره حكماً له جلل ... يُتلى بمَحكمة صَلْبٌ بعمدان
أخرى لصاحبه في خمرة عُصِرَت ... رؤيا تبشره يَسْقي لرُبَّان
في القصر تذكرة لا تنسني أبداً ... لكنه قدر ربٌّ له بان
أنساه صاحبه كي ينجلي قدر... سجن له أجل بِضْعٌ وعامان
سِمانُ مِنْ بَقَر أخرى بها عَجَفٌ ... من جوعها أكلت من جود شبعان
سَبْعٌ سنابلها خضرٌ ويابسةٌ .... ليت العليم بها يأتي ببرهان
رؤيا أتت ملكاً أفتى بها ملأ ... قالوا بها ضَغَثٌ تطوى بنسيان
سَبْعٌ قد افترست سبعاً بمبقرة ... أفتوا بها كذباً وهْماً ببهتان
وقال صاحبهم إني لكم رشد ... صدِّيق ُ يعرفها في القول نوراني
جاؤوا له طلباً يفتي برؤيته ... قال ازرعوا سَبْعة ذخراً بخزّان
من بعدها قَحَط يجتاح ما خزنوا... فارشُدْ بما حصدوا من قبل خذلان
من بعدها سَنَةٌ تأتي بمَعْصَرَة ... والخير يعمرها نصراً لذي شان
قال المليك له عندي مكانته ... فأمرْ تَجدْ طلباً نقضيه في الآن
قال اسألوا حَكَماً ما بالُ نسوتهم ... واظهرْ حقيقتهم ترجعْ بعرفان
عن مكرها كَشَفَتْ قالت وما كَذَبَتْ ... إنِّي مُراودَةٌ والعِشْقُ أرداني
من بَعْدِها مَلِكٌ أدناه مقربة ... لما رأى علَماً صدقاً بوجدان
لَبَّى له طلباً في مصرَ خازنها ... حُكْم بمَقْدِرَةٍ تُروى لخلان
وجاء أخوتُه من قِحْطِهم وَفَدوا ... في عرشه ولجوا فوراً لميزان
لما له دخلوا بالوسم يعرفهم...يا ليتهم عرفوا ذا يوسف الحاني

عودة الأهل وتحقق الرؤيا (4)

أبدى لهم كرماً إن هم أتوا بأخ ... كَيْلاً يَزدْ لَهُمُ شوقاً لإخوان
من دونه سَخَطٌ ، حَجْرٌ لميرتهم... يا ليتهم فطنوا نبراً بألحان
عادوا بميرتهم في عينهم أملٌ ... يزداد ميزانهم يوماً بأوزان
عادوا مراودة كي يرجعوا بأخ... يزيدهم ميرة تجلو بأحزان
يعقوبُ في وَجَلٍ أدلى بحكمته... آمنتكم وَلَدي في ظل إيماني
فكيف آمنكم أخاه من زلل.... إلاَّ بموثقكم والله تكلاني
آتوه موثقهم ، وصّاهُم افترقوا ... درءاً لأعينهم ، في حفظ رحمن
هذا وقد دخلوا طوعاً كما أمروا ..صوناً لموعدهم يتلوه أمران
كيف اللقاء جرى من بين أخوته ...آواه مَقْرُبَةً في الروح صنوان
حتى وأعلمه ما كان قد مكروا ... يا فرْحَ جَمْعتهم عزاً بإيمان
هذا وقد رجعوا في حَمْل ميرتهم ... نادى منادٍ لهم في القوم لصان
صاعٌ لنا سُرِقَت ، هيا نفتشكم ... ويل لمن سرقوا صاعاً بنكران
والصاع قد خرجت من حمل من وثقوا... لكنهم صدموا في الأمر سران
مكراً ليأخذهم في دين مَمْلكة... يُؤوي إليه أخاً في ظل حنَّان
عودوا لوالدكم نعلمه من خبرٍ ... عسى يصدقنا، شهداً بِعيران
لكنَّه حَذَراً ما عاد يقربهم... وابْيَضَّ من بصر فالجرم جرمان
وقال يا ولدي قلبي يُحدثني ..... هيا ارجعوا تجدوا محواً لأحزان
هذا وقد دخلوا والعرش يبهرهم ..قالوا له ذُللاً أكرم بوجدان
قال اسمعوا لأخ ما زال يكرمكم ... إني ليوسُفُكم، نادى بتحنان
هيا ارجعوا لأبي يرجعْ له بصرٌ.....هذا أخي بدمي في البعد أضناني
يعقوب بشَّرهم ريح تبشرني ... يا سعد من وفدوا والفَرْحُ فرحان
جَمْعاً له سجدوا حباً بيوسفهم ....والله أسمعهم من خير ألحان
وذاك تأويلها رؤياه من أمد... يا نعم أسرتهم في ظل رحمن
والحمد لله رب العالمين
تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة